لجنة البروف..!!
مع اقتراب أداء الرئيس المنتخب المشير “عمر حسن أحمد البشير” للقسم وبعد أن عرف أعضاء البرلمان القومي والمجالس التشريعية مواقعهم بناء على محصلة الانتخابات وفي انتظار مجلس الولايات (وهذا الأخير مبحث طويل وجسم في حاجة لضبط اختصاص)، لم يعد من منتظر سوى تشكيل الحكومة الجديدة بالنسبة للوزارة بالمركز أو ولاة الولايات وحكوماتهم المساندة.. ولست من أنصار الضرب بالرمل وإعمال التخمينات والتحليلات حول شخوص وأسماء رجال المرحلة المقبلة، لكن دعونا نؤسس لمفاهيم موضوعية وعامة تتجاوز الأشخاص إلى المطلوبات العامة.
ابتداء أعتقد أنه من الأسلم أن تكون الحكومة قصيرة القائمة عريضة التكاليف والمهام، ليس مطلوباً من المؤتمر الوطني أو الشخص أو الجهة التي ترسم هيكل التشكيل الجديد وتعمل فيها اقتراحات جرحاً وتعديلاً ومشاورات أن تشرك الجميع، بمعنى أنه لن يكون طيباً وجميلاً أن يكون المفهوم منح أي حزب وجماعة حصة في الحكومة وزارة أو منصباً دستورياً آخر، ويجب تحاشي مفهوم المحاصصات والموازنات، فما أضر بنوعية الحكومات ذات الحشود إلا هذه المفاهيم التي أخرجت آخر تشكيلات وزارية يدخلها بعض الوزراء ويخرجون ولا يعرفهم أحد ولا يسمع بهم إلا يوم أداء القسم أو إعلان الحل والإعفاء، ومرات كثيرة حتى إعلان المغادرة لا يذكر الاسم لأن بعض التنويهات تكون لطيفة، بحيث يذكر اسم الوزير المكلف بالموقع ويتم (ضرب الطناش) عن الذي مضى!
احتياجات البلاد معروفة والظروف المحيطة بها سياسياً واقتصادياً وأمنياً معروفة، وتتطلب حكومة ذات عزيمة للإنجاز، وهذه يجب أن تكون خالصة من حسابات التضريبات السياسية وإن كانت الأحزاب كلها بما فيها المؤتمر الوطني تريد وتؤمن، وأظن أن ذلك كذلك، ففي متاحات أخرى خارج الجهاز التنفيذي متسع للحراك والعمل، ولكي تخدم شعبك كحزب سياسي وتنظيم صاحب رؤية ورسالة لا يفترض قطعاً الاعتقاد أن ذلك يكون من داخل أسوار الوزارة ومجلس الوزراء، ويمكن أن أكون حزباً وسياسياً غير حاصل على مقعد تنفيذي وأؤدي أدواراً وأعمالاً عظيمة أدناها العمل على تصويب الجهاز التنفيذي وإرشاده لمظان المطلوب والمنتظر.
تجربة الخمس سنوات الماضية أظهر فيها للأمانة وزراء وتنفيذيون عديدون بالخرطوم والولايات أداء لافتاً ومسؤولاً ومشرفاً، وهؤلاء من واجب أمانة أغراض التكليف اعتبار هذا البعد في تقييمهم، وبالمقابل هناك فاشلون فشلاً (ما بضووا ليهو نار)، وهؤلاء بالطبع من الواجب صرفهم واستبدالهم بقوم آخرين وشكر الله سعيهم. ولينهض الناس للمرحلة المقبلة فكثير منتظر ومرجو، والناس قد ضعفت وأصابها الرهق ولم يعد في الوسع طاقة للاحتمال أكثر من هذا.
وبالتوفيق والسداد ودعونا نأمل خيراً ونستبشر.