شهادتي لله

عندما (يقف) اتحاد الصحفيين!!

اتحاد الصحفيين السودانيين كيان نقابي مهمته الأساسية خدمة الصحفيين، والسعي في تحسين أوضاعهم، والدفاع عن قضاياهم وحمايتهم عند الملمات وحين الاحتكاك بالسلطات الأخرى، ولا أظن أن من بين مسؤولياته التوسط بين قبيلتي (الرزيقات) و(المعاليا)، كما أفاد بذلك رئيسه الأخ “الصادق الرزيقي”.
هناك خلط واضح بين الدور المناط بالصحافة كسلطة رقابية حاشدة وقائدة للرأي العام في إدانة هذه النزاعات القبلية وكافة أشكال العنف واستخدام السلاح ومناهضتها بالقلم .. مقالاً وخبراً وتقريراً وصورة، وبين دور اتحاد الصحفيين.
فللصحافة مسؤولياتها المعلومة في التبصير بالمخاطر المحدقة بالوطن، والتنويه لها، وقرع الأجراس في آذان السلطة للتصدي لواجباتها في حفظ أرواح وممتلكات المواطنين غض النظر عن قبائلهم .
أما الاتحاد .. فينبغي أن ينصرف لخدمة الصحفيين، في حدود دور النقابات والاتحادات المهنية، بعيداً عن الدخول في معترك السياسة وتجاذبات القبائل في السودان.
صحيح أن نقابات المحامين  والصحفيين في عدد من دول العالم تتصدى لقضايا عامة وتدلي بدلوها في مسائل سياسية، لكنها غالباً ما تكون متعلقة بالحريات العامة، وهي التي تقوم عليها ركائز العمل الصحفي، إذ لا صحافة بلا حريات، وبالتالي فإن مواجهة نقابات الصحفيين للأنظمة التعسفية في العالم هو من صميم واجبها في حماية المهنة.
بصفة عامة، أنا لست من المتعاطين مع ثقافة (الوقفات الاحتجاجية) بحمل الصور والشعارات  في الشوارع، لأنني مؤمن بأن قلم الصحفي أو (كي بورده) أقوى من أي سلاح، وأنه يفوق ثقلاً وأثراً أي عدد من الوقفات الاحتجاجية لآلاف المحتجين دعك من بضع عشرات!! فكيف سيعرف الناس بهذه (الوقفة) أو تلك إن لم تنشر الصحافة صورها وتورد خبرها ؟!!
الصحفيون لا ينبغي أن يحتجوا بالوقفات إلا في حالة مصادرة صحفهم وكسر أقلامهم، فما دمت قادراً على الكتابة والتعبير والتعبئة للحق فذلك أمضى وأوقع من (الوقوف المتكرر المعرقل لحركة المواصلات) .. هذه العبارة تجدها مكتوبة على ظهور الحافلات والبصات في العديد من دول العالم: (انتبه .. وقوف متكرر).
أرجو ألا تتكرر وقفات اتحادنا  .. وأن يتفرغ لبرامجه ومشروعاته، وبدلاً من التوسط بين (الرزيقات) و(المعاليا)، حيث يتحتم على الدولة أن تتصدى لمسؤولياتها كاملة هناك بعيداً عن الوساطات والجودية، على الاتحاد أن يلغي رسوم الأراضي الخاصة به والبالغة (500) جنيه التي فرضها مؤخراً على كل صحفي متقدم لـ(قطعة واطة) في السكن الشعبي في أقصى أقاصي الخرطوم!!
إذن ما الفرق بين الاتحاد والمحليات والضرائب ؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية