موقف صحيح
أحسن الوسط الصحافي والإعلامي بحمله لواء حملة لصالح السلام والتعايش بين أهلنا (الرزيقات) و(المعاليا) وعموم الوطن الكبير الذي كلما كانت فيه الصحافة فصيلاً تصالحياً في المجتمع واصطلاحياً في السياسة كلما اتسعت مساحة الوعي العام، وكلما تحسن المستقبل وتناقصت سلبيات مخاطر الحاضر، وآمل أن يمتد هذا السند الكريم لصالح أداء إعلامي أكثر تركيزاً على مظان الخير في هذا الشعب العظيم.
ليس مطلوباً من الصحافة أن تمارس الملق والتدليس، بل من أوجب واجباتها السعي للحقيقة إعانة للحكومة والمواطن، ولهذا فإننا حين نرجو منها بذل مظان الصالح العام لا ندعوها لأن تكون صحافة علاقات عامة وهي قد أدت أدواراً كبيرة في مختلف الظروف، وكان الوطن عندها مقدماً على ما سواه.
إن هذه البلاد تنهض وتقوم بالسلام والتسامح، وكلما طابت الكلمة انبنى في جدار البلاد حائط لصد المؤامرة، وكلما فاح عبير الحرف كلما محيت مظان الغل والحقد.. وبهذه المفاهيم ليت مبادرة الصحافة المطبوعة والورقية تمتد إلى جهود المدونين في الأسافير ليكونوا عوناً أيضاً على عموم الود والسلام.
إن تجارب بعض الأزمات في العالم ثبت فيها أن القتل استحر بفعل كلمة وصوت، وكذلك طويت صفحات حروب ومقاتل بفعل إضاءة الإعلام لشموع الإرشاد والتوجيه، ولهذا فالمرجو من كل إعلامنا أن يكون في الموعد لحقن دم أبناء الوطن في كل الجهات والساحات وليس في شرق دارفور وحدها.
قضايا وأزمات النيل الأزرق ودارفور وجنوب كردفان تحتاج أيضاً لثورة ونهضة تحمل كل الأطراف لكلمة الحق والخير، ولتكن المبادرة شاملة ومتصلة تحمل إلى جانب هموم الرسالة المهنية السامية دعوات للكل من أجل تجاوز أزمنة الفرقة والتجريح الماثلة، فما عاد في جسد الناس وثرى البلاد متسع لجرح أو حيز لصنع حزن جديد.