مسالة مستعجلة
دروس مجانية وحاجات (تانية)
نجل الدين ادم
{حل بيننا الأسبوع الماضي وفد شعبي إثيوبي برئاسة رئيس البرلمان وقد قام بسلسلة لقاءات رسمية وشعبية، وشارك في عدد من الأنشطة في الخرطوم بل امتد النشاط قبل مغادرته إلى توقيع اتفاقيات ثنائية. مالم يلتفت له الكثير منا أن الوفد ضم عناصر من المعارضة، ونحن نعرف المعارضة الإثيوبية وشراستها وكيف أنها شكلت تغييراً في بلادها خلال السنوات الماضية، لكن معارضة الإثيوبيين تجدها تنحني للعاصفة عندما يتصل الأمر بمصالح البلد ووحدته، وكذلك تجد الحكومة هناك تجتهد بالقدر الممكن لتتماشى مع المعارضة في قضايا الوطن الأساسية، ولا تتخندق عند مواقفها.
زيارة هذا الوفد بتشكيلته هي رسالة متحركة لابد من (الانتباهة) لها والاستفادة منها، فقد التقت المعارضة في إثيوبيا مع الحكومة في تشييد سد النهضة ومشروعات قومية كثيرة، لكن في السودان تنطلق الحكومة في جبهات الهجوم على المعارضة، وفي مقابل ذلك تجد معارضة من أجل المعارضة، المتضرر فيها يكون الوطن فهذا أمر عجيب ومحير!.
نقول لإخوتنا الإثيوبيين وهم يقدمون لنا دروساً مجانية وهم يتوحدون في كل ما يتعلق بمصالح البلد القومية، لا معارضة ولا حكومة الكل سواء.
{الآن قد هدأت الأوضاع في منطقة “أبو كارنكا” في ولاية شرق دارفور، بعد أن زهقت مئات الأرواح في صراع لا يسمن ولا يغني من أرض يقتتل من أجلها أهلنا (المعاليا) و(الرزيقات) وما زال الخلاف قائماً، فالرحمة والمغفرة لتلك الأرواح، والمواساة لأهلهم وذويهم في القبيلتين.
مطلوب من الحكومة المركزية المزيد من التعزيزات العسكرية لتلافي حالة الاحتقان الحالية للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي البحث في جذور المشكلة لإطفاء هذا الحريق الذي نزل كالصاعقة على كل صاحب ضمير حي. نتمنى من الطرفين الاستماع للأطراف المحايدة من أجل الوصول إلى اتفاق يجنب الجميع حالة الموت الرخيص، وأن يعمل الأعيان ورجالات الإدارة الأهلية على تهدئة الخواطر وامتصاص حالة الغضب وإنشاء موفقين. فكلكم (رزيقات) و(معاليا) أهل لبعض ولكن الشيطان حل بينكم، وجاءت الإحن والفتن والاقتتال. نسأل الله أن لا يعيده مرة أخرى ويعيش الجميع في رضاء وسلام وأمان.
{سعدت أمس لخطوة معتمد الخرطوم اللواء “عمر نمر” وهو يزيل بنفسه هماً كبيراً من عاتق الذين يسكنون منطقة الخرطوم شرق، وهو مخلفات (الزقاق) المتاخم لشركة أسمنت وإدارة المؤسسات العلاجية وصحيفة (المجهر). وقد ظل هذا الشارع المظلم مكاناً خصباً لكل أنواع الرذيلة. المعتمد التقيناه مصادفة بين العمال وهو يشرف على هذا العمل، فقد وجه بإنارة الشارع حتى لا تعود الأوضاع على ما كانت عليه، شكراً سعادة المعتمد هكذا عهدناك بين الناس.