رباح الصادق".. امرأة تضرب في الناصية!!
بقلم – عادل عبده
“رباح الصادق المهدي” القيادية بحزب (الأمة القومي) إمراة تضع أفكارها على صيغة شفافة في المنضدة حتى تتحول إلى وهج ساطع في الهواء الطلق، فهي لا تعرف ترطيب المواقف وتغليف الإشارات كأنها تستمد تلك الخصائص من تراث الجهادية الأنصارية العتيق الذي يقوم على المصادمة الغليظة والمنازلة الشرسة.هكذا يرى الكثيرون بأن “رباح الصادق” فيها شيء من كيمياء الجسارة والقدرة على استخدام المقص إذا لزم الأمر، وإنها ربما تكون القيادية النافذة في حزب (الأمة القومي) المتواجدة خلف مكتب الإمام “الصادق”، وبذات القدر لا يمكن الإنكار بأنها شخصية سياسية تؤمن بالمنهج الديمقراطي الليبرالي، وأنها تعرف لوازم الانفتاح والتعامل مع الآخر.ظل موقف “رباح” من السلطة ثابتاً وواضحاً، فهي تجزم بأن الإنقاذ لن تتغير إلا إذا شعرت بالخطر المحسوس يداهم صولجانهم، فضلاً عن ذلك فقد كانت من غلاة الرافضين لمشاركة الأمير “عبد الرحمن الصادق” في الحكومة وظلت تحاول الضغط عليه باستمرار للخروج من القصر، بل عندما هاجم الفريق “صديق إسماعيل” تحالف (نداء السودان) لعبت “رباح” دوراً مفصلياً من وراء الكواليس أدى إلى معالجة الأمر على النحو الذي يتماشى مع رغبة ومنهج الحزب.قال لي أحد أنصار “مبارك الفاضل” بأنهم يفضلون التعامل السياسي مع “مريم الصادق” أكثر من “رباح الصادق”، وعندما سألته عن المبررات أجاب قائلاً بأن “رباح” صعبة وشرسة ولكنها جادة لا تتلاعب بالألفاظ والمعاني.ربما تكون “رباح” يد الإمام “الصادق” الباطشة عند الضرورة، فالإمام اشتهر بالتسامح والتجاوز على الذين يدلقون السهام حياله، وقد تكون أيضاً سلاح الإمام السري في الكثير من المواقف والملمات.أذكر أنني على المستوى الشخصي قلت للأستاذة “رباح” البعض يقول بأن الإمام صدره رحب وإنك مختلفة أجابت بأن هذا قد يكون صحيحاً، غير أنني فهمت بأنها تطبق الجزاء من جنس العمل!!يقولون في الحكمة الشائعة بأن الضرب في الناصية كناية عن الحسم اللاذع واجتثاث المنطقة المزعجة، فالسفينة العاتية لا تغرق في البحر إلا إذا ضربت في الناصية.. وربما تكون “رباح” في منهجها القاطع والحاسم مع الخصوم والمناوئين تضرب في الناصية انطلاقاً من مكوناتها الذاتية والطبيعية التي لا تعرف المهادنة والمجاملة.في حرب الخليج عندما وصلت قوات التحالف الغربي إلى شواطئ المنطقة كانت المساجلات والتهديدات كثيفة دون إطلاق النار غير أن “مارجريت تاتشر” رئيسة وزراء “بريطانيا” يومذاك حسمت الأمر قائلة بأن القوات الانجليزية لن تنتظر، فكانت أول طلقة جوية على “العراق” بأمر من “تاتشر” وبذات القدر كان دورها الحاسم في حرب “جزر الفوكلاند”، هكذا يرى الكثير من المراقبين بأن “تاتشر” تمثل السياسية الحاسمة في التاريخ المعاصر لا تعرف الانتظار والفرقعات في الهواء.مع اختلاف المآلات ربما تكون هنالك صورة مشتركة بين السيدتين.