مسالة مستعجلة
ماذا تنتظرون؟!
نجل الدين ادم
(ياما في الغربة مظاليم).. تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن عدداً من السودانيين الذين حملتهم ظروف الحياة المعيشية للعمل بالخارج يعانون ما يعانون من انتهاكات لحقوقهم، ولكننا لا نعرف تفاصيل ما يجرى لهم. الشباب “خالد” روى قصته ضمن (100) سوداني انتهكت حقوقهم على عينك يا تاجر من قبل شركة وسيطة في دولة الكويت من خلال تحقيق مثير أجرته الزميلة المجتهدة “هبة محمود” في عدد الصحيفة (الأحد) الماضي، تحت عنوان (اتجار بالبشر من نوع جديد)!!
حقاً يبدو هكذا، والشركة الوسيطة لاستقدام عمالة سودانية لوزارة العمل الكويتية تتلاعب بحقوق هؤلاء البسطاء لشهر كامل ليؤول الراتب الأول لها لأن العقد حسبما حكى الشاب المكلوم “خالد” ينص على سريان الراتب منذ توقيع العقد. الشركة تتعمد أن لا يباشر العاملون المستقدمون عملهم إلا بعد شهر، والغريب في الأمر أن هؤلاء الشباب أجريت لهم معاينات رسمية داخل السودان وعن طريق وزارة العمل وتم تفويجهم إلى مكان عملهم في الكويت بواسطة الشركة المستقدمة.. ولم يقف انتهاك الحقوق وأكل أموال الضعفاء عند هذا الحد، بل إن الشركة المستقدمة تطلب من هؤلاء التوقيع على صرف أموال لم يصرفوها، على نسق متهم (ما شافش حاجة)!! ويمضي الأمر إلى أصعب من ذلك، والشركة تخصم نسبة من الراتب الشهري من كل واحد منهم، تزيد أو تنقص من شخص إلى آخر من المستقدمين السودانيين الـ(100).
وقفت كثيراً عند ما قاله الشاب “خالد”، وكيف أنه طرق كل الأبواب لوقف هذا التعدي.. أتدرون ماذا كانت نهايته؟ بلاغ كيدي بالهروب من الخدمة وهو مداوم في عمله حتى آخر يوم.. وهذا يعني أن تتخذ السلطات الكويتية إجراءات تعسفية عاجلة بإعادة الشاب المكلوم إلى وطنه بعد (بشتنته) وسجنه، وختم له في نهاية الأمر بأنه لا يحق له العودة مرة أخرى إلى الكويت ولا يدخل أي من دول التعاون الخليجي حتى الحج ممنوع! هذه قصة واحد من (100) وقع عليهم ظلم بائن تفاوتت الإجراءات التعسفية في حقهم من قبل شركة ولا جهة تسأل.
سعدت جداً للخطوة التي أقدم عليها مدير العمالة الوافدة الكويتي الجنسية الذي لجأ له المتضررون وهو يقدم استقالته على خلفية عجزه عن حل مشكلة الـ(100) سوداني وآخرين لعدم استجابة سلطات بلاده لدفوعات المتضررين والمظلومين.. تخيلوا يستقيل المسؤول الكويتي، والسفارة والقنصلية السودانية المسؤولة عن رعاية حقوق أي سوداني حتى لو دخل بصورة غير شرعية (تقفل أضان بطينه وأخرى بعجينه)!! أمر عجيب حقاً!!
نشر التحقيق في عدد (الأحد) ولا جهة تكلف نفسها وتستفسر، لا وزارة عمل ولا خارجية وعدل ولا مجلس طبي ولا غيره.. ماذا تنتظرون؟!
هذه القضية وصفها المسؤول الكويتي عن العاملة الوافدة بأنها اتجار بالبشر من نوع آخر.. لكن ماذا أنتم قائلون؟!