رأي

مسالة مستعجلة

فرص نجاح الحوار

نجل الدين ادم

أول أمس (السبت) استأنفت آلية (7+7) للحوار الوطني اجتماعها بعد انقطاع طويل بسبب الانتخابات العامة، الملاحظ أن عمل الآلية صار في الآونة الأخيرة متعثراً، من واقع الانسحابات المتوالية لأحزاب المعارضة. وكان الإصرار على إجراء الانتخابات واحدة من الأسباب الرئيسية التي عجلت بانسحاب بعض مكونات الحوار الوطني، خصوصاً بعد أن تمسك حزب المؤتمر الوطني بإجرائها في موعدها دون أي تأجيل، الأمر الذي عدته الأحزاب نتائج مسبقة لمخرجات الحوار وهو سريان قرار الحزب الواحد وليس الأحزاب!.
الآن انتهت الانتخابات وأفرزت واقعاً جديداً أتى بـ(19) نائباً برلمانياً مستقلاً، ونال حزب “الميرغني” (25) مقعداً برلمانياً، الخ ..،  كان مدهشاً للمعارضة وهي تقف في رصيف اللعبة الديمقراطية، أن تشاهد اكتساحاً غير مسبوق للمستقلين، والأغرب من ذلك أن أحد الفائزين من حزب الأمة القومي المقاطع للعملية الانتخابية، فالمعارضة لم تكن تتوقع أن يحدث اختراق في الانتخابات، رغم ضعف الإقبال كما حدث على أرض الواقع. أظن أن كل هذه المعطيات يمكن أن تساعد في دفع عملية الحوار الوطني بالشكل المطلوب، وتكون محفزاً لبعض أحزاب المعارضة التي غادرت الحوار غاضبة، لتعود مرة أخرى خصوصاً إذا وجدت مرونة من حزب المؤتمر الوطني.
بالفعل بدأت آلية الحوار اتصالات مع الأحزاب، والمؤتمر الشعبي بوصفة أحد مكونات الآلية من جانب المعارضة، يقود زمام المبادرة في مخاطبة الأحزاب التي خرجت والاتصال بالحركات المسلحة.
بمزيد من التنسيق يمكن نفخ الروح في الحوار الوطني، وهذا يحتاج من حزب المؤتمر الوطني أن يقدم بعض التنازلات من أجل الوصول إلى خارطة طريق للحوار، والاتفاق على القضايا التي تحتاج لحلول وأغلبها لا خلاف حولها، فقط بعض الموضوعات تحتاج لتفاهمات لتكون من ضمن أجندة الحوار.
وغير بعيد من هذه القضية فإن التشكيل الجديد للبرلمان نفسه يمكن أن يسهم في دفع عملية الحوار، مثلاً الحزب الديمقراطي الأصل لم يكن حاضراً في البرلمان الماضي، وأظن أن في دخوله هذه المرة وبعدد (25) نائباً برلمانياً، سيحدث حيوية في الممارسة الشورية. والحزب معروف أنه برغم مشاركته في الحكومة إلا أن أشواق المعارضة لا تفارقة!، خال في ذهني ورئيس المفوضية يعلن نتيجة الانتخابات خلال مؤتمر صحفي ويشير إلى أن الحزب الكذا حاز على عدد .. مقعداً مثلاً، أن المعارضة لو كانت تدري أن النتيجة أو المحصلة النهائية ستكون بهذا الشكل لما تأخرت عن الانتخابات، لأنه بقليل من المعارضة في البرلمان يمكن إحداث توازن في دفة إدارة الحكم وهذا ما ظلت تصبو إليه المعارضة.
أتمنى أن يساهم هذا الواقع الجديد الذي أفرزته الانتخابات في دفع عجلة الحوار الوطني أكثر من تعطلها، سيما وأن المفاجآت التي حدثت قلبت الموازين بشكل غير متوقع. أربعة أعوام من الماراثون النيابي، يمكن أن تاتي بواقع أفضل من هذا، كونوا منتظرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية