رأي

المشهد السياسي

غيابك طال يا سيادة الإمام..!

موسى يعقوب

موسى يعقوبأمس (السبت) والبلاد تستشرف وضعاً رئاسياً وتشريعياً جديداً دخلت مجموعة (7+7) في الاجتماع من أجل الحوار الوطني بمن حضر، لما لذلك من ضرورات حتمتها الظروف الماثلة في البلاد. وذلك رغم أنه كان من (المأمول) والمتوقع أن يلحق السيد الإمام “الصادق المهدي” بالركب، لا سيما وأن غيابه قد طال واعترى الكثير من المشاكل الحزبية مهامه التي قال بإنجازها قبل العودة إلى الداخل..!
وقد كانت تلك المهام مرتبطة بتفعيل وتحريك مخرجات (إعلان باريس) الخاص بالجبهة الثورية ومن لفّ لفها، ثم (نداء السودان) الذي التف حوله عبر أولئك وإن كانت الأهداف واحدة.. وأبرزها رحيل النظام أو عدم قيام الانتخابات.. وعدم قيام الحوار الوطني في غير ما اشتهت ورأت أحزاب المعارضة.
غياب إمام حزب الأمة القومي وزعيمه– كما قلنا– طال ودخل الآن شهره العاشر والإمام في مهجره في قاهرة المعز وحراكه منها وإليها في إطار إكمال مهمته التي خرج من أجلها، كما يقول هو ويقول حزبه.. فقد بدأ رحلته للخارج في أغسطس/آب العام الماضي بعد أن حضر وشهد التوقيع على (إعلان باريس).. ثم تلا ذلك ما تلاه من حراك سياسي ودبلوماسي وغيرهما.
وفي هذه الأشهر العشرة والإمام في الخارج مر الحزب بكثير من الأزمات و(الكدمات) المؤسسية، وقد كان أولها وهو في الداخل خروج الدكتور “إبراهيم الأمين” من أمانة الحزب والدفع بالدكتورة “سارة نقد الله” للأمانة والدكتورة “مريم الصادق” إلى مجموعة نواب الرئيس مما أحدث خللاً مؤسسياً كما سلفت الإشارة.. وقد كان ذلك كله مرتبطاً علاجه بقيام المؤتمر العام للحزب الذي يبدو أن لغياب السيد الإمام دوره في الترتيب والإعداد له.
وطغى على ذلك مؤخراً ما جرى بين الفريق “صديق إسماعيل” والدكتورة “سارة” حول الحزبية وأنظمتها.. إلا أن الدكتورة “سارة” الأمين العام للحزب والمحسوبة على آل البيت “المهدوي” والسيد إمام الحزب وزعيمه تحديداً تحسب (نداء السودان) مولوداً للسيد “الصادق” وحزبه بـ(التبني) ولا تقبل تناوله ولو بموضوعية..!
إن ما جدّ من متغيرات على الساحة الداخلية يجعل الحزب ذا المرجعية المؤسسية يراجع كل قراراته ومواقفه ومنها بالضرورة:
{ أولاً- بقاء السيد رئيس الحزب في الخارج حتى إكمال مهام بقائه غير المعلومة والواضحة تماماً.
{ ثانياً- موقف الحزب من (إعلان باريس) ومن خلفه ومن بعد (نداء السودان).
غير أن حزب الأمة القومي– كما يرى المراقب– تغيب فيه المؤسسية ويمسك زعيمه بكل ما يفضي إلى القرارات فيه.. ولعل هذا ما جعل الكثيرين ممن كانوا في قيادة الحزب ورموزه يفارقونه أو يلوذون بالصمت.. بل ويؤسسون جماعات خاصة خاض بعضها الانتخابات الأخيرة وكسب فيها مقاعد تشريعية.
إن وجود السيد “الصادق” في الخارج لما يقارب العام جعل القيادات والرموز الراغبة في وحدة الحزب تهاجر إليه، لأن إقامته في الخارج لم تعد معلومة العودة لارتباطها ببرنامج عمل لم يكن معلوماً وما يزال غير معلوم.
وبالضرورة والنتيجة والحال كذلك أن يكون تناول الفريق “صديق إسماعيل” لـ(نداء السودان) مدخلاً إلى رجوع الحزب كغيره للمؤسسية واتخاذ القرارات المناسبة في الأمور التي سلفت الإشارة إليها تحت (أولاً) و(ثانياً) أعلاه.. وذلك تبعاً للمتغيرات والمستجدات.. فالذي جدّ بعد الانتخابات الأخيرة هو أن النظام الحاكم قد كسب دورة جديدة قوامها خمسة أعوام رئاسية وتشريعية مدعومة بالشرعية الديمقراطية الانتخابية.
تلك واحدة، والثانية هي أن النظام عبر قواته المسلحة السودانية قد انتصر على التمرد في دارفور وإلى حد كبير في المناطق الأخرى.. وفي ذلك إشارة إلى أن (إعلان باريس) و(نداء السودان) لم يعد أمامها ما يعين على تفعيلهما والعمل بهما.
أما الثالثة، فهي أن (عاصفة الحزم) السعودية وللسودان دوره فيها ولدول الخليج والدول العربية دورها فيها كذلك، قد فتحت الطريق لعلاقات سودانية عربية فاعلة ومنتجة اقتصادياً ودبلوماسياً وأمنياً.
وعليه، نحسب أن ما استجد مجتمعاً يسد الطريق على أن يكمل الإمام “الصادق” في الخارج (مهامه) التي خرج من أجلها أياً كانت السبل إليها أمنية أو دبلوماسية أو اقتصادية.. فالعودة في إطار الحوار الوطني الذي بدأ أمس (السبت) بمجموعة (7+7) تصبح ضرورة.
وكما جعلنا من ذلك عنواناً للمشهد السياسي هذا الصباح، نقول للسيد زعيم حزب الأمة القومي: (غيابك طال يا سيادة الإمام) والغربة بطالة..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية