نائب رئيس حزب (الأمة القومي): لن ننساق مرة أخرى خلف المؤتمر الوطني
غياب “الصادق” لم يؤثر على نشاط الحزب
أقول صراحة أي كلام عن الحوار بعد هذا الاتفاق يعتبر باطلاً
ليست لدينا اتصالات سرية مع المؤتمر الوطني وما جرى له علاقة بالمؤتمر التحضيري
نحن لن نتكلم عن أي حوار كانت إجراءاته في السابق قبل الانتخابات
“الصادق” لن يعود قريباً هذه إشاعات ومناورات للمؤتمر الوطني
إذا رفضت الحكومة خيار الحوار الشامل سنذهب للخيار الثاني
حوار – نجدة بشارة
قطع نائب رئيس حزب (الأمة القومي) لواء (م) فضل الله برمة ناصر بعدم عودة الإمام “الصادق المهدي” في القريب، وأكد أن ما يثار بشأن عودته مجرد مناورات من المؤتمر الوطني، وقال لن يعود غداً أو حتى في القريب إلا في حالة حدوث مستجدات في الساحة السياسية.. وأكد في حوار مع (المجهر) بأن الإمام “الصادق” مشغول بـ(نداء السودان) وبـ(إعلان باريس) ويبحث عن حلول لقضايا السودان.
وقطع في حديثه بعدم وجود أية تفاهمات في الوقت الحالي، وأن كل المبادرات التي حدثت في السابق انتهت بفشل الملتقى التحضيري، وأضاف: أي شيء يتعلق بالماضي انتهى، وأكد أنه وعقب خروج “فاروق” و”مكي” من المعتقل، أنهم بصدد توحيد كلمتهم وتوسيع قواعدهم في خطوة لتغيير النظام وخلق نظام جديد، ما لم يستجب المؤتمر الوطني لخيار الحوار الشامل، وأكد أنهم مؤمنون بالحوار كمبدأ لحل كافة قضايا السودان، مشدداً على ضرورة الحوار الجاد الشامل… فإلى الحوار.
{ الفترة السابقة شهدت اتصالات كثيفة جرت بينكم والمؤتمر الوطني شارك فيها “عبد الرحمن المهدي”..”مصطفى إسماعيل” و”إبراهيم غندور”.. ما محصلة هذه الاتصالات؟
– أولاً من حيث المبدأ، المتفق والمتعارف عليه بالحزب ومن ضمن سياساتنا أن قنوات اتصالنا مفتوحة مع كل أبناء الوطن، في أحزابهم السياسية ومنظماتهم الاجتماعية، أيضاً قنواتنا مفتوحة على المستوى الإقليمي والدولي، نحن لا نؤمن بالمقاطعة من أدار الحديث معنا، تحدثنا إليه حسب منطقنا ورؤيتنا ونستمع لآرائهم ولا أحد يملي علينا.
{ هل حدث اتصال بينكم والمؤتمر الوطني؟
– نعم حدث بيننا اتصال وتحدثنا فيه عن القضايا التي تهم الوطن، وقلنا لهم بيننا وبينكم الوطن. ولخصنا ذلك بالذهاب إلى الملتقى التحضيري بـ”أديس أبابا”، وأن يتم خلاله الإيفاء بثلاثة متطلبات حددتها القوى الثلاثية التي دعت للملتقى الآلية الأفريقية، الآلية الألمانية ودول الترويكا. وجرى الاتفاق عندها على وضع (3) ترتيبات يتم بها تنظيم عملية الحوار الوطني بالداخل.
{ ماذا كان رد المؤتمر الوطني؟
– المؤتمر الوطني وافق على النقاط الثلاث والمتمثلة في إيقاف الحرب الفوري، إنشاء هيئة رقابية لوقف إطلاق النار وفتح المعابر والممرات لإيصال الإغاثة إلى مناطق الحرب، والاتفاق على مبادئ الحوار بتهيئة المناخ، وإعادة الثقة بين المتحاورين، ولسوء الحظ حضرت كل القوى المعارضة إلى “أديس أبابا”، ولكن لم يحضر المؤتمر الوطني ولم يف بوعده وتحجج بقيام الانتخابات.. وبالتالي أقول صراحة أي كلام عن الحوار بعد هذا الاتفاق يعتبر باطلاً، ونحن لن نتكلم عن أي حوار كانت إجراءاته في السابق قبل الانتخابات، أما الحوار كمبدأ فنحن نؤمن به.. حتى إنه في الحرب العالمية الثالثة، التي مات فيها (52) مليون شخص رغم ذلك جلس الناس للحوار، لكن لن ننساق مرة أخرى خلف المؤتمر الوطني الذي يسعى فقط لشغل الأحزاب السياسية بقضايا هامشية يفجرها وقتما يشاء.
{ إذن ما هي رؤيتكم بشأن استئناف عملية الحوار في مرحلة ما بعد الانتخابات.. خاصة وأن هنالك تصريحاً منكم باستعدادكم للحوار؟
– إذا كان هنالك حوار جاد بقيادة الآلية الأفريقية ومقرر من مجلس الأمن الدولي، ومن المنظمات الدولية لمنع المناورة والتكرار من قبل الوطني.. وأن يكون الحوار شاملاً لكل أبناء الوطن إذا كان كذلك ووافق عليه المؤتمر الوطني ليحل به قضايا الوطني إلى الأبد.. أهلاً وسهلاً.. عدا ذلك لن ننجر بعد اليوم لسياسات الوطني الذي يريد بها تضييع الوقت واللعب على الشائعات.
{ لكن هذا لا ينف حقيقة أن هنالك اتصالات سرية جرت بينكم والمؤتمر الوطني؟
– أنا قلت لك.. ما عندنا اتصالات سرية كل ما جرى بيننا كان يتعلق بالملتقى التحضيري فقط.
{ لكن الوطني صرح مؤخراً بتوصلكم إلى تفاهمات؟
-” ده مجرد كلام”.. والتفاهمات التي جرت كان مفادها أن نذهب إلى الملتقى التحضيري، ونعمل خارطة طريق للحوار الوطني.. هذا كل ما اتفقنا عليه، “وما تسمعوا كلام اتفقنا وما اتفقنا” لكل المبادرات التي قادها “عبد الرحمن المهدي”، كثيرون اتصلوا بالسيد “الصادق المهدي” لم يخرج عن هذا الحديث.
{ هذا يعني أن فشل الملتقى التحضيري أنهى كل شيء بينكم والوطني؟
– “بانفعال”: خلاص ما في بيننا أي شيء لا جديد في الحوار. وحالياً أي شيء يتعلق بالماضي قبل الانتخابات انتهى.
{ راج حديث عن عودة السيد “الصادق المهدي” ربطه البعض بالتفاهمات التي ذكرها الوطني؟
– مجرد كلام ومناورات من الوطني، كان عندنا في الجيش سابقاً عندما نريد أن نشغل العساكر حتى لا يفكرون في الانقلابات نعمل ليهم خطة نسميها برنامج شغل.. حالياً المؤتمر الوطني أصبح يمارس نفس الخطط مع الأحزاب السياسية.. كل يوم يرمي لنا بحجر.. لكن نقول لهم كفى.. “تاني ده ما في”.. هذا كله انتهى.. أي حوار وطني.. انتخابات.. “لو دايرين الجد”: الوطن يحترق.. وأبناء السودان يموتون الآن.. هل هم مستعدون للجلوس مع الأحزاب لحل قضايا الوطن من منظور الوطن ومصلحته، وليس حسب ما تقتضيه مصالحهم.. هل هم مستعدون للتخلي عن كراسيهم لأجل الوطن.. “إذا هم غير مستعدين تاني ما يقولوا حوار وطني”.
{ لكن لم تعطنا إجابة وافية عن عودة السيد “الصادق المهدي” هل سيعود قريباً كما شاع؟
– لن يعود قريباً.. إلا إذا كانت هنالك رؤية واضحة.. الإشاعات التي مفادها أن “الصادق” عائد يوم كذا، غداً أو بعده هذا مجرد كلام، وغير وارد. “الصادق” مشغول بـ(نداء السودان) و بـ(إعلان باريس) وهو مشغول أكثر من أي شخص هنا بالسودان، عندما يتوصل إلى حلول لقضايا الوطن عندها سيرجع لبلده.
{ السيد “الصادق” مطلوب للعدالة لأن الحكومة فتحت فيه بلاغاً بحجة توقيعه لنداء السودان.. كيف تجاوزت الحكومة الوضع القانوني لإدارة حواره معه.. هل تم شطب البلاغ؟
– استغفر الله.. هي البلد دي فيها قانون.. لن نتحدث عن القانون.. ولا السيد “الصادق” قاعد هناك لأنه يخاف من القانون.
{ ما تقييمكم للانتخابات التي جرت بالبلاد؟
– فاشلة مائتان في المائة.. والمؤتمر الوطني كان يبحث عن الشرعية.. لكنه فقد هذه الشرعية الآن.. كان الوطني أفضل حالاً قبل الانتخابات.. لأن الشعب السوداني قال كلمته.. ولم يعطه صوته.. الانتخابات فرصة للمساءلة ليسأل الشعب حكامه ماذا فعلتم للشعب في الصحة، التعليم، والاحتياجات الضرورية..؟ كل هذه الأشياء كان حصاد المؤتمر فيها صفراً.
{ بعض البلدان كـ(الترويكا).. الاتحاد الأوروبي شككوا في نزاهة الانتخابات.. واعتبروا النتائج لا تعبر عن إرادة الشعب.. ما يمكن اعتباره تشكيكاً في شرعية الحكومة المنتخبة.. ما موقفكم من هذه التقارير؟
– الدول الديمقراطية قالت إن المناخ غير مهيأ لإجراء الانتخابات لأن البلد بها حرب وتعاني اقتصادياً وهنالك عدم استقرار، هذه الدول طالبت بوضع الأولوية للحوار الوطني، قالت حلوا مشاكلكم بعد ذلك أذهبوا إلى الانتخابات، ولكن في حالة إصراركم على إجراء الانتخابات في هذه الأجواء فإننا لن نعترف بها، لذلك أعتقد أن هذه الدول لن تعترف بالانتخابات.
{ ما تأثير موقف هذه الدول مستقبلاً على وضع النظام بالداخل؟
– هل هنالك دولة على الأرض تستطيع أن تعيش منعزلة.. الحديث عن أن المجتمع الدولي لا يهتم لهذا كلام فيه جهل بمسؤوليات الحكم.. وإذا تم عزل السودان عن المجتمع الدولي لن يكون له أي دور لاحقاً ليقوم به، ونحن نقول إن المقاطعة الاقتصادية هي التي (كسرت عظم ظهرنا)، لأننا نرتبط بالعالم في كل شيء.. العالم قرية.
{ هل هناك أي تنسيق بينكم وبين مجموعة (الترويكا) والاتحاد الأوربي عقب موقفها الأخير من الانتخابات؟
– المجتمع الدولي يتدخل في نواحي المصالحة والأمن والسلم، أما بالنسبة لنا في حزب (الأمة) فإذا التقت الأهداف مع المجتمع الدولي في تحقيق الأمن والاستقرار فهذا هدف إستراتيجي نعمل من أجله.
{ فوز (المستقلين) في الانتخابات اعتبره البعض مؤشراً لتنامي معارضة من داخل النظام.. كيف ترى الأمر من وجهة نظرك؟
– أفسرها بشيئين.. المستقلون منهم من نزل هذه الانتخابات بدافع التطلعات الشخصية ليعبر عن مواقفه السياسية بصدق وأمانة، لكن هنالك من جاء نتاج الخلافات التي حدثت بالوطني مؤخراً، وقادت بعض كوادره لخوض الانتخابات مستقلاً.. لذلك ما دام المؤتمر الوطني ليس قادراً على حسم الخلاف بين أعضائه فهذا يعتبر عيباً كبيراً.. وكلها ظواهر غير صحية.. لأن المؤتمر الوطني يقول إن عضويته (10) ملايين والذين صوتوا لم يتجاوزا الـ(5) ملايين.. إذن أين هم عضويتك؟.
{ ألم يتصل بكم الوطني عقب الانتخابات؟
– لا.. حالياً الوطني مشغول بنفسه.
{ سعادة اللواء كيف تقييم المقاطعة؟
– المقاطعة نجحت.. وللأمانة والتاريخ فإن انخفاض نسبة التصويت لا يعود للمقاطعة فقط، لكن التقت معاناة الناس مع مبادرة المعارضة للمقاطعة فوجدت الأرض الخصبة.
{ سخر الوطني من مفاجأة المعارضة التي أعلنتها باكراً.. ثم لم تكن هنالك أية مفاجأة؟
– حقيقة إن “ناس الوطني” يعتقدون دائماً أن عنصر المفاجأة يكمن في العنف والقتل، لأنهم لا يؤمنون إلا بهذا المبدأ، لكن نحن قلنا لهم (سنعريكم سياسياً) وكانت هذه النتيجة التي شهدها كل العالم.
{ أتعني أن هذه كانت مفاجأتكم؟
– نعم نتيجة الانتخابات ليست كما قيل عن نسبة التصويت (46%)، لأن من صوتوا لا يتعدون نسبة (25%) في أحسن الأحوال.. ونحن نعرف.. أن هنالك جنوبيين بالسجلات.. و”العساكر الجابوهم من برة المفترض كل إنسان يصوت في محله”.. السجل لم يحدث به تنقيح.. وهم اعتبروا ذلك مكسباً لأنه ضخّم السجل.
{ لكن المفوضية أكدت أنها عرضت السجل على كل المشاركين في الانتخابات في القوى المعارضة ووافقت على السجل ولم تعترض؟
– ليس هذا من مسؤولية المرشحين هذه مسؤولية المفوضية، هذا عملها.
عفواً أنا في دائرة معينة هل علي أن آخذ كشف الدائرة لأتحقق منه؟.. المفترض المفوضية هي التي تنقح السجل وليس المواطن.
{ هل تعني أن علاقة المفوضية بالحزب الحاكم علاقة تبعية؟
– هي ملكية أكثر من الملوك المفوضية.. سلوكها الأخير كان كذلك.. لأنها تقول للناس هذا هو السجل وهو غير منقح، أقرب شيء “مدني” التي لا تبعد كثيراً عن الخرطوم لم تصلها معدات الانتخابات.. فكيف بالأماكن البعيدة كـ”الفاشر” وما قد يكون جرى فيها.
{ أين وصل الصراع الذي يدور داخل حزب (الأمة) حول المؤسسة؟
– صحيح لدينا بعض الخلافات، وكل الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني تعاني من الخلافات ويشهد على ذلك بروز المستقلين، لكن الأحزاب لم تعترف بذلك فيما اعترفنا نحن بهذه الخلافات ونسعى لمعالجتها، وأجرينا اتصالاتنا مع عضويتنا.. وكانت الاتصالات مثمرة ووجدنا استجابة منهم حتى من كوادرنا خارج السودان، وانتقلنا الآن إلى المرحلة الثانية وهي هيكلة الحزب وهذا يتم بناء على لوائح ودستور الحزب وترتيباتنا لوحدة حزب (الأمة) وتفعيل الحزب.
{ غياب السيد “الصادق المهدي” قلل نشاط الحزب بالداخل ما رأيك؟
– أبداً لم يقلله، بل زاد نطاق نشاط الحزب في الفترة السابقة.
{ تعني أن غياب الإمام لم يؤثر على عمل الحزب؟
– لم يكن له أي تأثير على الحزب.. أبداً لم يؤثر حتى إننا قمنا بزيارة كل المناطق والولايات وجلسنا مع قواعدنا في حملة (ارحل) كان لنا الدور البارز.. نشاطنا بالداخل يجري على قدم وساق.. ويكمله نشاط “الصادق” بالخارج.
{ هنالك حديث عن خلافات وسط قوى (نداء السودان) عقب إقصاء (الأمة) لـ”فاروق أبو عيسى” في اجتماع سري لـ(نداء السودان)؟
– “شوفي”… أنا شخصياً ذهبت لـ”فاروق أبو عيسى” في منزله قبل يوم من الاجتماع، و”فاروق” أخ عزيز تربطني به علاقة قوية، ذهبت إليه ودعوته لاجتماع نبحث من خلاله أحوال وثيقة (نداء السودان) وإمكانية إنزالها لأرض الواقع في الفترة المقبلة، وقلت له إن (نداء السودان) أُحيط بظروف كثيرة أقعدته عن التفعيل، أحاطت بالأربعة الموقعين، أنت و”مكي مدني” وبقاء “الصادق” و”مالك عقار” بالخارج.. ولكن حالياً عقب خروجكم من المعتقل نسعى للجلوس والتفاكر حول المرحلة المقبلة.. وما يمكن أن نفعله بشأن الوثيقة، “فاروق” شكرني وقال لي: أنا مريض لكن سأرسل لك ما ينوب عني في الاجتماع.. وحضر “فتحي نوري” الاجتماع ينوب عن “فاروق أبو عيسى”، وهذا تقريره أطلعك عليه ها هو.. إذن كيف يقولون في الصحف إن “فاروق” تم إبعاده عن الاجتماع، ماذا نفعل للصحافة؟ ليست هنالك أية خلافات داخل نداء السودان، وأرجو من الصحفيين وهم سلطة رابعة الاستقصاء عن الحقائق لأن الصحافة مرآة للقضايا الوطنية وليست واجهة للحكومة.
{ ما توصلتم له في اجتماعكم الأخير بخصوص (نداء السودان)؟
– اتفقنا على تفعيل الوثيقة.
{ مجرد تفعيل أم هنالك خطوة جادة ستقومون بها؟
– سنوحد كلمتنا ونوسع قاعدتنا ونضع برنامجاً موحداً لتغيير النظام وبناء نظام جديد خاصة إذا رفضت الحكومة الخيار الأول، خيار الحوار الشامل سنذهب للخيار الثاني.
{ كيف تقرأ تطور الأوضاع السياسية خلال الفترة المقبلة؟
– الوضع سيء جداً.. كنا نعتقد أن الانتخابات ستعكس برداً وسلاماً على الواقع السياسي وأمناً واستقراراً، لكن هذا لم يحدث.. وما يحدث الآن من حروب في “جنوب كردفان”، وقتل الطالب الجامعي انعكاس خطير لتدهور الأوضاع، وما يحدث في “دارفور” الآن فأنا مثلاً ضابط في القوات المسلحة وكنا نقاتل في الجنوب وكانت التعليمات التي تأتي إلينا تطالبنا باستعمال الحد الأدنى من القوة، لأننا لا نقاتل عدواً وإنما نقاتل أبناء جلدتنا الذين خرجوا عن القانون.
لم نطرح يوماً موت بعضنا البعض لأننا كلنا هنا أو هناك أبناء السودان، لذلك نحن قلنا الجو العام غير مناسب والانتخابات لن تحل قضايا البلد بل ستعقد المشاكل، فإذا لم نشعر بأي تغيير في حياتنا إذاً ما العائد من الانتخابات؟ عدنا لنقطة الصفر (رجعت ريما لعادتها القديمة)، وكنا نتطلع لأن تكون الانتخابات نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة لواقع مغاير وهذا لم يحدث.
{ أليست هنالك أية دعوة أو اتجاه منكم للمشاركة في الحكومة الجديدة؟
– نحن ومنذ عام 2001م عندما خرج “مبارك الفاضل” اتفقنا داخل الحزب وقطعنا بعدم مشاركتنا في أية حكومة غير ديمقراطية وأن نشارك فقط إما في حكومة منتخبة أو شرعية.
{ وهذه حكومة منتخبة؟
– وين الحكومة المنتخبة التي تتحدثين عنها.. “دي انتخابات زائفة”.. الحكومة المنتخبة يشارك فيها كل أبناء الوطن.
{ لكن أبناء الوطن الذين تتحدث عنهم فضلوا المقاطعة وتنازلوا عن حقهم الدستوري بكامل إرادتهم؟
– نعم.. لأن الانتخابات لم تستوف الشروط في العدالة والشفافية والمساواة.. هل شاركنا في المفوضية هل شاركنا في السجل.. هل شاركنا في الترشيحات؟ إذن هي إجراءات وضعت لكي ينافس حزب المؤتمر الوطني نفسه ويخوض الانتخابات وحده.
{ الأحزاب نأت بنفسها وكان يمكن أن تقول كلمتها داخل صناديق الاقتراع مثلما حدث مع المستقلين؟
– لن نعطي الوطني الشرعية.. بالمشاركة في انتخابات باطلة.
{ حتى إذا ما وضعنا في الاعتبار أنه لم يجر الوطني الانتخابات في هذا التوقيت هل سيفقد شرعية الحكم؟
– وهو لم يأت بشرعية.. أكتبِ هذا الكلام.. من يفقد الشرعية يكون قد جاء بها في الأصل.. لكن أنت قضيت على الديمقراطية.