عز الكلام
الوعد كالرعد!!
أم وضاح
إذا كانت مقولة (الوعد كالرعد) مقولة صادقة وحقيقية، فهذا معناه أن لا ينام السيد مساعد رئيس الجمهورية الدكتور “إبراهيم غندور”، وأن يفارق (الكرى) جفني الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم من هول الرعد الذي خلفه وعدهما لأهالي منطقة حلفاية الملوك مدينة الجمال والحضارة والتي يكفيها فخراً أنها أنجبت الشاعر الكبير “إدريس جماع” والبروفيسور “عون الشرف قاسم” والملحن “بشير عباس” وأجيال متواصلة لن تنقطع بإذن الله من النابغين والنابغات والمبدعين والمبدعات.. والوعد الذي قطعه الدكتوران يتعلق بأراضي الحلفايا التي طالت قضيتها من غير مبرر، ولا داعي، خاصة وأن المسلسل تتواصل حلقاته منذ السبعينيات أي ما يقارب نصف القرن من الزمان، ولو أن الحكومات المتعاقبة أرادت أن (تردم) جزيرة وسط النيل من العدم (لتهديها) لأهالي الحلفايا الكرام لتمكنت من ذلك، لكن للأسف ظل التطويل والتمديد والإهمال هو جزاء الصابرين الذين يشاهدون صباح مساء أجراس الاستثمار تقرع من حولهم في أراضٍ هي أقرب للحلفايا من حبل الوريد، لكن لا حياة لمن تنادي لخطة إسكانية هي حقهم بالميلاد والانتماء.. وكحال أهل السودان جميعاً المؤمنين (والمؤمن صديق) صدق أهالي الحلفايا وعود “غندور” و”الخضر” لكن ما هي النتيجة؟ وما هي الخطوة التي تنزلت إلى أرض الواقع ومستحقو خطة السبعين ما زالوا حتى الآن في الانتظار رغم أن بعضهم ودع وارتحل للرفيق الأعلى وبعضهم حتى لو أمسك بوثائق أرضه فإنها ستؤول للورثة لأنه ما عاد في العمر بقية؟؟ وقياساً على ذلك ما هو مصير مستحقي خطة 2012م، الذين اخشي أن ينالوا حقهم (يوم القيامة العصر) كما نقول عندما نريد أن نستصعب أمراً ونجعله مستحيلاً.
أعتقد أن أراضي الحلفايا هي حق لأهلها يفترض أن يأخذوه دون تعب ووجع قلب، لكن الحكومة مصره أن (تجر شكل الناس) وتجعلهم مضطرين إلى أخذ حقهم بالتظاهر والتنديد والشجب، ليدخل الموضوع في نفق المصادمات التي لا تولد إلا الانفجار والدماء.
فيا أخي بروفيسور “غندور” ويا أخي دكتور “الخضر” أرجو من كليكما وبكل الحكمة التي أعلمها عنكما أن تمنحا ملف أراضي الحلفايا ما يستحق من الاهتمام والتنفيذ، فالمطالبون بحقهم ينتظرون تملّك أراضيهم حتى يمارسوا حقهم في حياة طبيعية مبدأها توفر السكن الذي هو الأمن والأمان وراحة البال، والحلفايا تحديداً المدينة التي قدمت للوطن صفحات ناصعات في كتاب التاريخ تستحق ألا تصبح كماً مهملاً وملفاً يؤول للأرشيف، لأنه وعلى حد علمي وأنا قريبة من الحلفايا جداً بالسكن والوجدان أن أهلها على سطح صفيح ساخن ولافتات الاستثمار تحيط بهم استفزازاً وهي تمد لسانها لمدير الخطة الإسكانية الذي قال إن على الوالي إذا أراد الالتزام بوعده أن يعمل (الأرض طابقين) وأراضي الحلفايا تتسع لـ(جنى الجنا) لو أنها وزعت عليهم قسطاً وعدلاً.
{ كلمة عزيزة
يأسرني ويعجبني، بل هو في رأيي تجربة إنسانية تستحق أن تدرس، ذلك الوفاء الذي يربط جمهور “محمود عبد العزيز” الفنان الأسطورة الراحل وذكرى الرجل.. أمس تابعت كيف أن معجبيه توافدوا إلى منزله فرحة بنجاح توأميه “حاتم” و”حنين” رغم أنهما كانا خارج السودان، لكنه عشق لوالدهما امتد إلى أبنائه، بل تخيلوا لو أن كلاً منا عشق وتبتل وفاءً في حب من يعشق كيف سيكون حالنا؟! تخيلوا لو أننا عشقنا الوطن بذات الطريقة! تبادلنا الوفاء بذات الطريقة!! أجزم أننا سنصبح أمة فاضلة تعطي الخير وتزرع المحبة.. فهنيئاً لأسرة “محمود عبد العزيز” بالحب الممتد.. وهنيئاً لجماهير (حوتة) بهذا الوفاء العجيب.
{ كلمة أعز
في زيارته الأخيرة لدارفور، ذهب السيد الرئيس وبرفقته السيد وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات ومجموعة من قيادات وضباط الجيش.. جميعهم في طائرة واحدة.. يا رئاسة الجمهورية كان ما خايفين من العين أعملوا حساب للقدر!!