مسالة مستعجلة
سخط الأحزاب على الوطني
نجل الدين ادم
نجلمن مفارقات الانتخابات أن عدداً من الأحزاب التي شاركت في العملية الانتخابية باتت ساخطة على حزب المؤتمر الوطني، بسبب إخفاقها في الدوائر الجغرافية التي ترشحت فيها بموجب اتفاق (جنتل مان) وسقط مرشحوها في تلك الدوائر التي تنازل عنها المؤتمر الوطني لصالحهم، وأخذ البعض من تلك الأحزاب بعد رسوب مرشحيها تبرر موقفها وتحمل الحزب الحاكم المسؤولية.
هذه المواقف جعلتني أقف عند مبدأ إخلاء المؤتمر الوطني لبعض الدوائر الانتخابية للأحزاب المشاركة معه في الحكومة، هل من المنطقي أن يصل الاتفاق معها لدرجة أن يوجه الحزب الحاكم عضويته للتصويت لصالح الحزب الـ(كذا)؟، أعتقد أن مربط الفرس في الاتفاق تكمن هنا. كان يكفي على المؤتمر الوطني التنسيق مع تلك الأحزاب المشاركة على إخلائه الدائرة المعنية وعدم الدفع بمرشح من الحزب فيها، ولا حتى تحت مظلة مرشح مستقل وترك المنافسة الديمقراطية تأخذ مجراها والسلام، لأن في اتفاق المؤتمر الوطني على توجيه مرشحيه بالتصويت لصالح مرشح حزب آخر فيه التزام سياسي أخلاقي، قد يجعل الطرف الآخر وهو الحزب يشكك في الالتزام حال فشل مرشحه، ولم يفز في تلك الدائرة كما حدث في بعض الدوائر التي لم يجدِ معها ذاك الاتفاق (الجنتل مان) وانقلبت الموازين رأساً على عقب!.
اعتقد أنه كان من الأفيد للمؤتمر الوطني كما ذكرت الاتفاق على عدم الدفع بمرشح في الدوائر التي اتفق على إخلائها، مع مراعاة ترك الخيار للحزب لاختيار ما يراه من الدوائر التي يمكن أن ينجح فيها، لأن دخول المؤتمر الوطني في أي التزام بتوجيه عضويته للتصويت لحزب معين يمكن أن تكون نتيجته عكسية، وربما تقود إلى حالة جفوة سياسية هو في غنى عنها. مطلوب من الحزب الحاكم مراجعة آلياته في تحفيز الأحزاب على المشاركة بدلاً من عطية (المزين) هذه والتي تؤخر أكثر مما تقدم في صورتها الراهنة .
على سبيل المثال فإن جماعة أنصار السنة فشلت في الفوز بإحدى الدوائر الجغرافية التي تنازل المؤتمر الوطني عنها، وهي دائرة ود رعية بولاية الجزيرة وهي تمثل مركز ثقل للجماعات الصوفية وقد فاز فيها مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي. الجماعة حملت الوطني المسؤولية في نهاية الأمر، وساق المسؤول السياسي للجماعة “محمد أبوزيد” في حديث أورده عنه الزميل “عقيل أحمد ناعم” في عدد الصحيفة أول أسباب سقوط مرشحهم، إلى أن الوطني فرض عليهم (دائرة ود رعية) المعروف أهلها بالتصوف. عذر أقبح من الذنب و”أبو زيد” يشير إلى أن الحزب الحاكم هو من ورطهم في هذه الدائرة!.
السؤال ماذا كان يتوقع أنصار السنة من سكان منطقة تحيطها خمسة (قُبب)؟، بالتأكيد أنهم متصوفة، ومعروف للكافة الخلاف المذهبي بين الجماعتين.
وفي حادثة أقرب لهذه، سقط مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح “الدقير” “علي أحمد أبو بكر” حسب النتائج الأولية في دائرة بحري الكبرى أمام مرشحه المستقل المحسوب على الوطني، لتبقى شكوك الإخلال بالاتفاق السياسي تحاصر الحزب الحاكم ما لم يثبت العكس ذلك أن الممارسة الديمقراطية لا تتجزأ.