عز الكلام
من الأسكلا وحلّ!!
أم وضاح
المتجول في شوارع الخرطوم وجسورها في أي وقت من اليوم، صباحاً أو ظهراً أو مساءً، يلاحظ الازدحام الكبير للعربات لدرجة تشعر فيها وكـأن سكان الخرطوم يخرجون جميعاً في وقت واحد ويعودون إلى بيوتهم متفقين على ذات الموعد.. ومشكلة الخرطوم لم تعد فقط في زحمة الواقفين في المحطات والأسواق في انتظار مواصلات تحملهم إلى ديارهم، ولكن أصبحت مشكلة المشاكل هي هذا الازدحام المخيف على الطرقات، ولأن حكومة ولاية الخرطوم يقع على رأسها هذا العبء الكبير والمسؤولية الكاملة تجاه التخطيط لحل أزمات المواصلات مركبات ومواقف، كان لابد من التفكير في إيجاد مخارج أخرى وحلول غير تقليدية لهذه الأزمة.. ودعوني أقول إن أي حل يتعلق بزيادة عدد المركبات والبصات برأيي يمثل كارثة، لأن العربات في حالة زيادة والطرق كما هي تئن مما تحمله على ظهرها، وكلما زادت أعداد السيارات ازدادت المعاناة وازدادت الصفوف طولاً وعرضاً، لذلك كان لابد من التفكير في حلول أخرى غير تقليدية تفرغ سيل المنتظرين في الشوارع والأسواق وبدايات الكباري ونهاياتها، وواحدة من هذه الحلول المواصلات النهرية التي يمكن وباستغلالها بالصورة الأمثل تحويلها إلى المواصلات الجاذبة والأكثر قبولاً ومنطقية خاصة عند الطلاب والموظفين الذين هم أكثر رشاقة في الحركة وتحديد الاتجاهات التي يقصدونها؛ لذلك ظني الكبير أن الاتجاه للمواصلات النهرية اتجاه ذكي يضرب عصفورين بحجر واحد.. الأول حل أزمة المواصلات بشكل يسهم في انتهاء ظاهرة التجمعات اللا منطقية، والثاني يمكن أن تشكل حدثاً استثمارياً وسياحياً يمنح الخرطوم ما تستحق من الاهتمام السياحي وهي أكثر المدن تأهيلاً لذلك، باعتبار أن معظم أحيائها هي مدن ضفاف، والنقل النهري ممكن يعمل (شغل) رائع في بحري وأروع في أم درمان، وأكثر روعة في الخرطوم وشرق النيل لذلك أجد نفسي تماماً منحازة للفكرة التي تحتاج إلى كثير من الاحترافية في تنفيذها حتى لا تحدث كارثة لا يحمد عقباها، لأن البص النهري ليس بصاً تسخن ماكينته وينزل الركاب لدفره أو استبداله بآخر، لكنه وسيلة مواصلات تحتاج للمراقبة والصيانة والمتابعة والبحر ما فيه لعب!!
في كل الأحوال أرجو أن تسبح بصات الولاية على صفحة النيلين الأزرق والأبيض من الشتات حتى الملتقى ليكونا نيلاً عظيماً كما وصفه الإمبراطور “وردي” (زي سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام).. فالتحية لولاية الخرطوم على الفكرة والتنفيذ لكنها ستستحق مزيداً من التحايا لو أنها وصلت بها إلى بر أمان تنفيذاً ونتائج.
{ كلمة عزيزة
أكثر ما أطربني في احتفائية (المجهر) في عيدها الثالث طرباً فاق حد الإنصات والاستمتاع بصوت الرائع “حمد الريح” و(الغناي) “الصادق شلقامي” أكثر ما أطربني كان الوجود الرائع لشتات السياسة السودانية، وأعتقد أن ما حدث في ليلة (المجهر) مثل استثنائية نادرة الحدوث أكدت أولاً أن (المجهر) هي صحيفة كل السودانيين بأطيافهم وألوانهم وأمزجتهم، وأكد ثانياً أن الشخصية السودانية هي شخصية عبقرية متسامحة تتغلب كثيراً على (مرارات) السياسة (بحلو) العلاقات الإنسانية التي هي أبقى وأعمق، تخيلوا أن ذات اللحظة التي يجلس فيها مساعد الرئيس الدكتور “غندور” كان يجلس رموز الحزب الاتحادي الديمقراطي الرافضين لأي شراكة مع الحزب الحاكم والمسافة الفاصلة بينهما رغم قصرها إلا أنهم جعلوها تتلاشى بعناق وسلام لا يفعله إلا أهل السودان ليتنا تسامينا وارتفعنا لمستوى نبل البني آدم السوداني الذي يراهن على بليلة مباشر وليس ضبيحة مكاشر!!
{ كلمة أعز
أرجو أن تسهم المواصلات النهرية في عمل غسيل لدواخل راكبيها وهم يستمتعون بالخضرة والماء ولا بأس من وجود الوجه الحسن!!