عز الكلام
أيها الساهرون.. الصامتون سلاماً!!
ام وضاح
تشرق شمس الصباح يوماتي، يشرب أكثرنا (شاهيه) باللبن، وبعضنا يسكب أمزجة القهوة في الفناجين، وهو يستمتع بقراءة الصحف أو مشاهدة برامج الصباح التلفزيونية، صغاره حوله يلعبون، والموسيقى والأغنيات تنبعث في الشوارع من أجهزة تسجيل المركبات العامة والركشات.. نتبادل التحايا (وشمارات) الحياة العامة وكلنا يمضي إلى حاله، سبيلاً عملاً أو دراسة، ثم نعود في الظهيرة تهفو أنفسنا إلى وجبة غداء هانئة، بعدها نستمتع بنومة العصرية “إن وجدت”، ثم يأتي المساء والمدن الكبيرة على امتداد الوطن تضج ببعض الصخب والضوضاء لكن بسكينة وأمن. والقرى الهادئة تتوسد وسائد المحبة والطمأنينة.. وهكذا دواليك.
هذا هو المشهد والطقس الذي نمارسه صبح مساء ويوماتي دون أن نلحظ أن وراء هذه السكينة، وهذا الأمن، شخوص يعملون في الخفاء دون رغبة في الظهور إلى العلن يركنون إلى الهمس، لأن الجهر بالأفعال والإنجاز ليس من شيمهم، ولا نقاط ضعفهم.. نعم.. أنا أعني بكل ما تحمل كلمات الشكر والثناء والتمجيد مؤسسة الشرطة السودانية، قيادة ومجاميع وأفراداً، الذين جعلوا ودون أن نحس أن ثلاثة أحداث مهمة وخطيرة تمر دون أن نشعر بها، لأنهم تحملوا عبئها وثقلها في صمت (وركوز). الحدث الأول كان امتحانات مرحلة الأساس التي عمت كل بقاع السودان في وقت متقارب لا تفصل كل ولاية عن الأخرى إلا بضعة أيام، ومرَّ الحدث بهدوء و(ظبط) ونظام لأن من ضمن أذرع هذا الحدث، كانت الذراع القوية الأمينة ذراع الشرطة السودانية التي أمنت الحدث حتى مرَّ بسلام وهدوء.. ثم جاءت امتحانات الشهادة السودانية، الحدث الذي تقف له البيوت والمدارس ولا تقعد، وما أدراكم أن تتم مثل هذه الامتحانات وفي وقت واحد في بلد كالسودان حدادي مدادي بكل ما يحمل من تفاصيل لها علاقة بمناخ السياسة والاستقرار وحتى الطقس.. والشرطة السودانية أيضاً تؤمن الحدث حتى يخرج إلى بر الأمان في هدوء وسلام، لتواجه بتحدٍ آخر، وفي وقت وجيز يفصله عن الامتحانات، وهو تحدي الانتخابات، والشرطة تؤمن البلد لدرجة أن أفرادها كانوا موجودين، وكأنهم غير موجودين.. وأقول ليكم كيف.. لقد ظلوا يراقبون ويتابعون ويرصدون دون مضايقة لأحد ودون (تنطع) من أحد، فمارس الحضور حقهم الانتخابي بكل هدوء وسكينة. والأحداث الثلاثة هي كفيلة بهد حيل أية مؤسسة (تضطلع) بتأمينها، لكن ضربت الشرطة بإداراتها التي تخطط وأفرادها الذين ينفذون، ضربت المثل في التجرد والوطنية وأداء الواجب!
أستغرب كيف أننا لا نفكر أن نقول لهؤلاء الرجال شكراً كثيراً وشكراً جزيلاً على العطاء والوفاء، ولو أن إخفاقاً صغيراً حدث لما رحمهم أحد ولانهالت عليهم الصفعات من كل الاتجاهات نقداً وتقريحاً وتجريحاً وتشهيراً كما فعل بعض (مرضى) الـ(واتساب) وهم يتداولون صورة الشرطي الشهيد الذي بذل دماءه رخيصة لتسقي شتلة الأمن والحرية والسلام.
في كل الأحوال نسوق التهنئة لكل رجالات الشرطة، بدءاً من مديرها العام حتى أصغر جندي فيها، أن جعلونا نمارس حقنا في الحياة بكل سلاسة دون أن نلحظ أننا نلهو وهم في حالة حذر وترقب.. ننام قريري العين هانئيها، وهم ساهرون.. نمارس حقنا في التبضع والتسكع ونحن محروسون، بعد عناية المولى عز وجل، بعين (صاحية) ويد على الزناد!!
} كلمة عزيزة
دون أن أستأذنها أكتب واحداً من التعليقات الراتبة التي تصلني من قارئة المجهر “ليلى الوسيلة”، وهو آخر تعليق وصلني على هاتفي أمس حيث قالت: (أي معنى وأي صوت، أكاد أجزم بأن الذي يقرأ لك بتجرد وعمق، مثلي، يفهم مقاصدك النبيلة ويدعو لقلمك بالثبات على كلمة الحق الأمينة الصادقة، ونحسب شجاعتك التي تضاهي الرجال، أنت فخر لنا بنطقك “الجهير” القوي، الذي لم يفقدك أنوثتك ورقتك بمنافسة الرجال الأقوياء أمثال الشجاع باقتدار، الأستاذ “الهندي عز الدين”.. التحية عبرك لبقية النجوم “عادل عبده”، “نجل الدين”، “محمد حامد” والأقلام الشابة المتطلعة لغدٍ أفضل حفظكم الله).
} كلمة أعز
وردي على تعليق “ليلى”.. إنك يا “ليلى” إن امتهنت الكتابة فسنكون أيضاً من معجبيك ومراسليك.. والدليل التعليق أعلاه!!