مسالة مستعجلة
الطريق لاحياء الحوار الوطني ..
نجل الدين ادم
اوردت الصحيفة في عددها ليوم السبت حديثا مهما لرئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ،وزير الاستثمار د. “مصطفى عثمان إسماعيل”، عن قيامه بزيارة غير معلنة إلى “القاهرة” ، التقى خلالها الإمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي ، حيث يعتكف الاخير منذ فترة ليست بالقصيرة ، هناك، مغاضبا.
اهم ما اشار اليه دكتور مصطفى في حديثه الذي بثته فضائية الخرطوم مساء (الجمعة) عبر برنامج (نادي الاعترافات) ، انه توصل الى تفاهمات ايجابية مع “المهدي” وانه متفائل بالتوصل إلى حلول في القريب العاجل، لطي الخلافات، وعودة الإمام إلى الخرطوم ، وان الرئيس “البشير” على علم بالزيارة وتفاصيلها.
د. مصطفى ، معروف عنه انه كان مسئولا عن ملف الحوار مع حزب الأمة القومي. وقد لعب دورا كبيرا في عبور عدد من المطبات التى كانت تعترض تواصل حزبه والامة القومي، وقد تكلل جهد الحوار المتصل ،بان توافق الحزبان على مبدأ الحوار الوطني ، مع كل القوى السياسية لحل مشكلات البلاد، وتذكرون جيدا ان المهدي كان من ابرز قيادات المعارضة، التى شاركت في دعوة الحوار الوطني ، التى طرح مبادرتها الرئيس العام الماضي ، عبر خطاب (الوثبة) الشهير، وقد كان لدخول المهدي وقتها في عملية الحوار الوطني وتقدمه الصفوف، بجانب الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي قوة دفع كبيره لمبادرة الرئيس البشير للحوار. استبشر الجميع خيرا بان ذلك اللقاء الشهير الذي حضرته معظم الاحزب، سيفضي الى قيام مؤتمر جامع للحوار الوطني. وفيه يمكن للحكومة والمعارضة التوصل الى قواسم مشتركة حول القضايا الخلافية، وادارة الحكم في البلاد، الا ان تلك الآمال اصطدمت ببعض العقبات ، التى خرج بموجبها حزب الامة من عملية الحوار، و كان على راسها اعتقال المهدي على ذمه بلاغ من جهاز الامن.
الان يبدو التوقيت مناسبا لمعالجة سوء التفاهم الذي اوقف عمليه الحوار الوطني ، خصوصا وان الانتخابات انتهت بسلام. وقد هدأروع الوطني بعد ضمن ولاية حكم جديده.
المهدي – قطعاً- هو رقم لا يستهان به في المعادلة السياسية ، فحزبه مؤثر ويتمتع بقاعدة جماهيريه عريضة ، تحتم على الحزب الحاكم ان يتعامل معه بحجمه من اجل المصلحة العليا للبلد، التى تتطلب من الاحزاب المعارضة والمشاركة التوافق على قواسم سياسية مشتركة ،تكون صمام امان للبلد، اشارة د. مصطفى الى ان الرئيس على علم بلقائه بالمهدي . هي اشاره جيده تؤكد وجود ارادة سياسية عليا على معالجة الخلاف مع حزب الامة، وكذا الاحزاب المعارضة الاخرى. نامل تكلل جهود د. مصطفى بالنجاح، ويعود المهدي الى الوطن، كما نرجو ان تكون مرحلة ما بعد الانتخابات ، سانحة جيده ليعيد فيها المؤتمر الوطني الموازين السياسية ، ويقلب كافة الملفات بفهم جديد ، يضع فيه مسالة الحوار الوطني اساسا لولاية الحكم الجديدة للرئيس البشير ، الذي اظهرت النتائج الاولية فوزه، مع تمنياتنا له بالتوفيق.