"غندور" و"علي السيد" و"نبيل أديب" و"عصام الترابي" في عرس (المجهر)
بقلم – عادل عبده
كان يوماً مشهوداً ورائعاً نادر الصورة والتكرار في باحة نادي النفط أمسية الخميس 16 أبريل الجاري، وكانت اللوحة الجميلة تخطف الألباب والأبصار. الحدث كان يقف على أوتار النجاح الباهر والانتصارات الرائعة. فـ(المجهر السياسي) كانت هنالك توقد الشمعة الرابعة على أنغام العيد الثالث للصدور من خلال احتفال مهيب، بحضور لفيف من السياسيين والإعلاميين والفنانين ورموز المجتمع السوداني، فقد كان هنالك الحاكمون والمعارضون والمستقلون وأصحاب الذوق الآخر.
إذا كان ضوء الشمس يعالج اكتئاب الشتاء، فإن الحصول على صحيفة مواكبة ومسؤولة يدلق التفاؤل والأمل في أوصال القارئ الكريم ويمنحه متعة الفرح واليقين.. فـ(المجهر السياسي) جاءت من تلك المعطيات كقوة النيل واندفاعه لتسد حاجة وطنية ومهنية في آن واحد.. هكذا جاءت صحيفتنا إلى حيز الوجود ترسم المبادرة الوطنية وتحقق البدائل الذكية، وتقف مع تطلعات الشعب السوداني ورغباته.. تأبى أن تكون بوقاً للسلطة، وبذات القدر ترفض مناصرة غلواء المعارضة.. والنهج المهني المرسوم لصحيفتنا يرتكز على البعد من الانفعالات والشتائم والتجريح والهتر الشخصي، وعدم الخوض في أعراض الخلق وذلك انطلاقاً من شعارها المقدس القائم على التوازن والاستقامة والحياد الإيجابي.
أمامنا لوحة صادقة ومذهلة تجسدت في احتفائية العيد الثالث للصدور، عندما استوعبت بوتقة (المجهر السياسي) يوم عرسها الأسطوري ألوان الطيف السياسي ومزاجه المتضارب، فقد كانت هنالك الأيديولوجيات المختلفة والرؤى المتشابكة والقناعات المتداخلة.
فالشاهد من ثنايا الحضور الكبير، الذي ضاق به المكان. كان يوجد، على سبيل المثال، الدكتور “علي السيد” القيادي الاتحادي الذي يمثل خط الوسطية الراديكالي، والبروفيسور “إبراهيم غندور” الذي يعبر عن السلطة ، فضلاً عن المحامي “نبيل أديب” الذي يمثل الشيوعيين وأهل اليسار في زخم مشروعهم التجديدي، علاوة على الأستاذ “عصام الترابي” الذي نهل من أجواء الفكرة الأبوية للحركة الإسلامية السودانية.. كان هؤلاء، والذين معهم في التوجه السياسي يمثلون حضوراً أنيقاً، مختلف الأفكار الأيديولوجية، في ذلك اليوم البهيج.
في الكيمياء السياسية تموت الأسطورة وتبقى الجوهرة، فالأسطورة تكون مصحوبة بالضجيج والفوران وأجواء المبالغات والتصورات الخرافية، بينما الجوهرة تمثل الإحساس الصحيح بالجماليات والرونق على باحة الواقع والإمساك بالحقائق. ومن هذا المنطلق يشعر القارئ الحصيف، عندما يحصل على (المجهر السياسي) من المكتبات والباعة أنه التقط الجوهرة بكل ما تعكس من إضاءة براقة وصورة جاذبة وخيوط من العصب الكهربائي.
في المحصلة، لابد من التذكير بأن الصحف السياسية تواجه خلال المستقبل تحديات جمة، ومخاطر كبيرة تتطلب البراعة في المنهج والذكاء في التفكير والإقدام في الخطوة والتوازن في التقدير. فالمطلوبات الوطنية محفوفة بالأشواك والألغام. والتفاؤل في الساحة السودانية لا يدوم طويلاً مثل عمر الفراشات.. والمعادلة السياسية مبنية على الغموض والإرباك، فكيف تضع هذه الصحف الكلمة الوطنية الصادقة في مثل هذه الأجواء، دون الخوف من الفاتورة؟؟ إنه التحدي الكبير الذي يتطلب البراعة والحكمة!!
التحية الخالصة إلى جميع طاقم (المجهر السياسي)، ابتداءً من الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس الإدارة، والأستاذ “صلاح حبيب رئيس” التحرير والزملاء والزميلات على الجهد الكبير والنصر المؤزر.. ومن دواخلي أصدح قائلاً: (سنة حلوة يا جميل).