رأي

عز الكلام

معادلة الجمال خد وهات!!

ام وضاح

حاولت وبكل ما أوتيت من سرعة بديهة أن ألفت انتباه ابنتي الصغيرة ألا تركز في المشهد الذي حدث أمامي في وضح النهار جهاراً نهاراً لأنه وللأسف كثيرون منا غير مقتنعين أو يحاولون إقناع أنفسهم أن معظم ما يتعلمه أبناؤنا ويرسخ في ذاكرتهم هو من خلال (سبورة) الحياة التي تكتب فيها مواضيع شتى وبأساليب مختلفة ومعلمين كُثر، ولعلي من أكثر المؤمنين أن ما تخزنه هذه الذواكر يتم من خلال مشاهدتهم اليومية فيصبحوا مقلدين بالفطرة لما يعتقدونه سلوكاً طبيعياً وفي حكم المعتاد. والمشهد الذي حدث من تأليف وإخراج وتمثيل صاحبه في شارع رئيسي حيث اصطفت ثلاث مظلات أنيقات للمنتظرين لقوافل المواصلات ويبدو أن محلية الخرطوم قد اجتهدت في هذا الموقع شوية حيث إنه وخلف كل مظلة توجد حديقة جميلة في ريعان اخضرارها، والرجل (الفيلم) الذي يبدو أنه قد طال به المقام جلوساً اتجه غير عابئ بنظرات المارة ولا شمس الظهيرة التي تفضح فعله فقام من مكانه واتجه صوب الحديقة (ليقضي حاجته) ويعود إلى مكانه وكأنه ما حصل حاجة، والرجل على فكرة من هيئته ليس مجنوناً أو معتوهاً أو فاقداً لبوصلة التفكير لكنه أراد أن يفعل (شيء طبيعي) بطريقة غير طبيعية ولا حضارية ولا تشبه فعل الإنسان المتمدن المتحضر. وللأسف هذا السلوك يحدث يوماتي في الميادين والأسواق وعلى نواصي الشوارع ليمثل الفعل قمة التخلف وقمة الرجعية إلى العهد الحجري أو إنسان الغاب الذي أشك أنه كان يملك هذه الجرأة لممارسة هذا الفعل كما فعل صاحبنا وسط الخرطوم!!
الدايرة أقوله أننا مستحيل أن نتقدم خطوة أو نرتقي درجة طالما أن هناك شخوصاً يغتصبون الجمال بهذا الشكل المزعج، ومستحيل أن نرسم مشهداً عنوانه النظافة والترتيب والرقي طالما أن بعضهم يقتل ومع سبق الإصرار والترصد، تفتح زهرة ندية (بسفة تمباك) يشوه بها الأصيص الذي تنمو عليه.. مستحيل أن نصبح في مصاف الدول الراقية وحدود الجمال عند بعضنا أبواب عربته الفارهة التي لا يقبل فيها كيس دخيل هو من جلبه إليها أو بقايا صناديق طعام ليرمي بها في الشارع وكأنه بلا حرمة ولا قداسة!! أعتقد أن التغيير الذي نطالب به في السياسة والفن والاقتصاد والتعليم والصحة سيظل تغييراً أعرج ويسير على قدم واحدة لأن القدم الأخرى تمارس القفز على حواجز الأصول والقيم، أوَ لمْ يقل المولى عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
* حكمة عزيزة
قررت دولة الإمارات العربية المتحدة منع استخدام الأكواب والأطباق البلاستسكية المصنوعة من مادتي الفلين والفوم في المطاعم والكافتيريات حفاظاً على صحة المستهلكين من مرض السرطان طبقاً لأحدث الأبحاث التي أكدت خطورة هذه الأطباق بعد ملامستها للمواد الساخنة التي تحملها!! وطبعاً الحكومة آخر من يفكر في حماية المستهلك السوداني بدليل أن أجهزتها الصحية والرقابية تتفرج على تداول هذه الأكواب والأطباق في الأماكن العامة وبيوت المناسبات وحتى كافيتريات المؤسسات الحكومية وكلما نوجه نقداً لهيئة المواصفات والمقاييس يأتوننا بعشرات المنشورات الملونة التي تهدر أموال الدولة في طباعتها دون أن تتنزل إلى أرض الواقع. رجاءً أحرصوا على صحة الإنسان السوداني كحرصكم على أصواته أيام الانتخابات.
* كلمة أعز
هذه الأيام ألاحظ ظهور بعض المسؤولين وبكثرة في الفضائيات ونشرات الأخبار وهم ذات الشخوص الذين كانوا (يمتعنون) عن الحديث حتى في مسؤولياتهم وما يخص مؤسساتهم من باب (الكلام البجيب الريح سدو واستريح) لكن يبدو أنها تسخينة ما قبل الانتخابات لضمان دخول ميادين التعيين من جديد.! فلهذا وذاك ما بنقول كما يردد المغني الشاب (حركتك جبانة) لكنها مكشوفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية