رأي

"الحسن الميرغني".. تسليم الاتحادي الأصل للبطارية الإنقاذية!!

بقلم – عادل عبده
السباق الانتخابي الماثل للعيان هل سيكون فاقد الطعم واللون والرائحة.. فهنالك من يرى أنه سيرك مركب من الألعاب القديمة والإيقاعات الباهتة والمشاهد الموجعة؟  لا أحد يدخل دهاليز هذه المعمعة إلا من خلال فاتورة مؤجلة أو مغامرة على سفح مظلم!!
الاتحادي الأصل دخل في العملية الانتخابية التي تدور الآن بقرار من رئيسه المكلف “الحسن الميرغني” دون تخطيط واضح وإستراتيجية مبرمجة، حيث يقف حزبه أمام عاصفة هوجاء واختبار قاس يفتقر إلى التفاؤل الأخضر والعشم الجميل.
ماذا جرى لـ”الحسن الميرغني” حتى يقوم بتسليم الاتحادي الأصل للبطارية الإنقاذية في وضح النهار ارتكازاً على مشاركة باهتة وتفاهمات غامضة ومسوغات كاذبة؟!
لم يقم “الحسن الميرغني” بالدعاية الكاملة، ولم يصرف التمويل اللازم على المرشحين ومستحقات التنافس الانتخابي، ولم يشعر بخلجات الدواخل من العضوية القاعدية في المحليات والفرقان.. ماذا تريد؟ وكيف يمسح الآهات والأنين الصاعد من ضلوع هؤلاء؟
زار “الحسن” قرية مساوي بالشمالية، ولم يستجب للقاء السياسي والدعوي الكبير الذي نظمه الخليفة “أحمد محمد الحسن كمبال” في كورتي، بل تجاوز القرى المجاورة هنالك، ثم انطلق إلى البحر الأحمر، وفاتت عليه مناقشة القضايا الملحة، ووعد أهالي الجزيرة بالطواف عليهم ،لكنه اعتذر لهم في الرمق الأخير.
غاب التلاحم مع المرشحين الذين فوجئ بعضهم بنزوله في دوائر الحزب المختلفة دون مشورته، بل إن الشكوك كانت تحوم حول انتماء الكثير منهم للفكرة الوسطية، فضلاً عن وجود الدلائل القاطعة التي تؤكد أن “جمال أبو عنجة” و”محمد ميرغني” و”مازدا” و”أزهري وداعة الله” و”إبراهيم محمود” لم يمارسوا أي انتماء تنظيمي مشهود في عرين الاتحاديين.
إذا كان “الحسن” يدخل المعركة الانتخابية في هذا التوقيت خالي الوفاض من التجهيزات والاستعدادات اللازمة في جميع المجالات، فالواضح أن هنالك سيناريو معد يجعل الرجل في حلٍ من الارتكاز على هذه المعطيات الإستراتيجية التي يحتاج إليها أي حزب سياسي يتوق إلى النصر المؤزر في أية منافسة ديمقراطية سليمة.. إذن وراء الأكمة ما وراءها!! فعلى أي شيء- اذن – يضع “الحسن” حمولته؟!
فالشاهد أن “الحسن” لا (يرف) له جفن حين يعلم بأن (19) من رموز حزبه في شمال كردفان قد انسحبوا من الترشيح،  بعد أن شط بهم المزار حسب ما ذكر أمين التنظيم هنالك المحامي “أبو بكر عبد الباسط سليمان”، فضلاً عن انسحاب “عمر وقيع الله” و”سعاد أحمد عبد الله” من الخرطوم.. فالإجابة القاطعة تؤكد أن “الحسن الميرغني” رمى بثقله على المؤتمر الوطني وسلم حزبه للبطارية الإنقاذية، بما لديها من سلطة ومال وميكانيزم، وصار ارتباطه معهم على شاكلة كتلة صلبة.
من هنا كان “الحسن” واقعياً وهو يتجاوز اللوازم الصحيحة للمعركة الانتخابية.. فلماذا يصرف الأموال؟؟ ولماذا يكثف الاجتماعات ويقابل جميع الأعضاء؟!
قد لا يكون المؤتمر الوطني جاحداً على هذا التصرف من جانب “الحسن”، وفي ذات الوقت لم يعطه ما يريد على حساب مصالحه وتوقعاته للمشهد السياسي في الحاضر والمستقبل.. ودائماً حكم القوي على الضعيف يترجم نكهة اليُتم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية