تقارير

الانتخابات تبدأ غداً وسط مقاطعة أكبر أحزاب المعارضة

بداية الاقتراع وإعلان النتيجة

الشرطة أجرت عمليات خاصة بالتأمين

فاطمة مبارك

يتوجه المواطنون صباح يوم غد (الاثنين) إلى مراكز الاقتراع بالمركز والولايات ودول المهجر للإدلاء بأصواتهم إلى مرشحي الرئاسة البالغ عددهم ستة عشر مرشحاً، هم “عمر حسن أحمد البشير” مرشح حزب المؤتمر الوطني، و”فضل السيد عيسى شعيب” مرشح حزب الحقيقة الفدرالي، ودكتورة “فاطمة عبد المحمود” مرشحة حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي، و”محمد الحسن الصوفي” مرشح الإصلاح الوطني، و”عبد المحمود عبد الجبار” اتحاد قوى الأمة، و”ياسر يحيى صالح” حزب العدالة، والمستقلون “محمد عوض البادرودي”، “محمد أحمد عبد القادر” ،”حمدي حسن أحمد”، “أحمد الرضي جاد الله”، “خيري بخيت خيري” ، “علم الهدى أحمد عثمان”، “عادل دفع الله جابر” و”أسد النيل عادل”، بجانب التصويت لاختيار مرشحي المجلس الوطني والمجالس التشريعية. وتستمر عملية الاقتراع ثلاثة أيام لتبدأ بعد ذلك عملية الفرز وسيتم إعلان النتيجة الأولية  في السابع والعشرين من شهر أبريل الحالي وستفرد مساحة للطعون مدتها أسبوعان.
بلغ عدد الأشخاص المسجلين الذين يحق لهم التصويت (13) مليوناً بينما أعلنت مفوضية الانتخابات عن طباعة (11) مليون بطاقة، ولكل مقترع  سبع بطاقات يدلي بها، واحدة مخصصة لرئاسة الجمهورية وثلاث للمجلس الوطني وثلاث للمجلس التشريعي، وهناك (7) آلاف مركز موزعة على جميع أنحاء السودان و(10.924) لجنة. وأكد رئيس حزب الحقيقة الفدرالي، مرشح رئاسة الجمهورية “فضل السيد شعيب” أن هناك عدم تطابق بين السجل الذي قدمته المفوضية مع السجل المقدم مؤخراً. وقال: (حسب علمي الآن هناك سجل فيه أسماء مفقودة، وسجل به أسماء زائدة)، في إشارة إلى مقارنته بين سجل انتخابات 2010 وسجل انتخابات 2015. ومضى في حديثه: (مثلاً في المركز “أ” كان به ناخبون في 2010 وعندما صدر السجل الجديد لم يجدوا أسماءهم وهذا المركز كان مضافاً للدائرة “3” الآن مضاف إلى الدائرة “ج”). ونبه” شعيب” إلى بُعد بعض المراكز عن مكان الناخبين. وقال هناك مواطنون في محلية شيكان سيصوتون في البركة المدينة وهذه المسافة لا تقل عن (25) كيلو رغم وجود مراكز أخرى قريبة لأماكن تواجد هؤلاء المواطنين. وكان يمكن أن يضافوا إليها وهذه المنطقة نفسها كانت مكاناً للاقتراع في وقت سابق. وأشار إلى أن المفوضية تحدثت عن (11) ألف مركز، وولاية الخرطوم بها (1856) لجنة وتبعاً لذلك يمكن أن يكون بالمركز مراقب واحد لثلاث لجان ولو حصل ذلك ستكون هذه اللجان في غرفة واحدة وهذا مستحيل.
الأحزاب المشاركة في الانتخابات
يشارك في انتخابات 2015 أربعة وأربعون حزباً أبرزها المؤتمر الوطني الحزب الحاكم، والاتحادي الديمقراطي (الأصل)، بجانب الأحزاب المنضوية تحت حكومة الوحدة الوطنية ومن بينها حزب الاتحادي (المسجل) بقيادة “جلال يوسف الدقير”، وحزب الأمة (الفدرالي) بقيادة “أحمد بابكر نهار”، كما تشارك لأول مرة حركة التحرير والعدالة بعد أن تحولت لحزبين أحدهما بقيادة “بحر إدريس أبو قردة” الذي أخليت له دائرة أبو سعد جنوب، ودكتور “التجاني السيسي” المرشح بإحدى دوائر شمال دارفور؟
يقاطع الانتخابات أحزاب التحالف الوطني المعارض وفي مقدمتها الحزب الشيوعي وأحزاب البعث العربي الثلاثة والمؤتمر السوداني ويقاطعها كذلك حزب المؤتمر الشعبي بقيادة “حسن عبد الله الترابي” والأمة القومي وزعيمه “الصادق المهدي” الموجود خارج السودان  وحزب منبر السلام العادل برئاسة “الطيب مصطفى” وحركة الإصلاح الآن بقيادة “غازي صلاح الدين”.
دوائر خارج مراكز الاقتراع
وفقاً لتأكيدات المفوضية القومية للانتخابات فإن الانتخابات ستعطل في (7) دوائر جغرافية في ولاية جنوب كردفان من بين (24) دائرة ولائية و(7) دوائر قومية بسبب عدم استتباب الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن الانتخابات ستجري في هذه الدوائر في وقت لاحق. وحظي هذا الإعلان باهتمام محلي وعالمي على ضوء ما تشهده هذه الولاية من حروبات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال والتهديدات التي ظل يطلقها المتمردون لتعطيل العملية الانتخابية وحديثهم مؤخراً عن الاستيلاء على صناديق بالولاية كانت في طريقها للمراكز. بينما أشارت مفوضية الانتخابات إلى أن هذا الخبر عار عن الصحة ومن غير المستبعد أن تكون الحكومة اتخذت هذا القرار بناءً على معلومات بأن التخريب سيتم في هذه الدوائر على خلفية قربها من مناطق تواجدهم لذلك آثرت تأجيل الاقتراع فيها إلى وقت آخر، بينما تقام الانتخابات في دائرتين بحلايب ودائرة بأبيي. 
دوائر أخلاها المؤتمر الوطني للأحزاب
أخلى المؤتمر الوطني بعض الدوائر الجغرافية للأحزاب السياسية الأخرى التي تشاركه الانتخابات ومن بين الدوائر التي تم إخلاؤها دائرة “تندلتي” للحزب الاتحادي (الأصل) ودائرة “ود رعية” المدينة عرب لجماعة أنصار السنة ومرشحهم هو “محمد الحسن الأمين الخضر” وكان من المفترض أن يترشح فيها الوزير “محمد عبد الكريم الهد” لكن تم الإعلان عن مرشح آخر  وحزب الاتحادي (المسجل) دخل لمنافسة الجماعة في هذه الدائرة، كما سينافس الاتحادي (الأصل) في دائرة تندلتي، ويبدو أن الاتحادي (المسجل) قرر المنافسة في أي دائرة لا يكون المؤتمر الوطني طرفاً فيها ودائرة غبيش تم إخلاؤها لجماعة أنصار السنة وفاز مرشحها بالتزكية. وأكد القيادي بجماعة أنصار السنة المحمدية “محمد أبو زيد” أنه بالإضافة للدائرتين القوميتين أخلى لهم المؤتمر الوطني دوائر ولائية وهي كرري الغربية وفي نهر النيل دائرة المتمة شمال وريفي الحصاحيصا، ربك بالنيل الأبيض ودائرتين إحداهما بشمال دارفور والأخرى بجنوب كردفان.
ومن الدوائر التي أخلاها المؤتمر الوطني للاتحادي (المسجل) دائرة عطبرة للقيادية “إشراقة سيد محمود” ودائرة “ود عشانا” شركيلة للقيادي “أحمد بلال”. وتواترت الأخبار عن أن “أحمد بلال” يواجه منافسة كبيرة من أحد أقربائه المستقلين يدعى “أحمد علي سنادة” بإضافة إلى ذلك هناك دائرة كرري وأم القرى.
أيضاً تم إخلاء دائرة الإضية والمجرور في غرب كردفان لحزب الاتحادي (الأصل) وهناك دوائر بكسلا وبورتسودان وبحري والدبة وود مدني من ضمن الدوائر التي تم إخلاؤها كذلك.
 وأخليت دائرة الفاشر الغربية في شمال دارفور لأحمد بابكر نهار رئيس حزب الأمة (الفدرالي) ، ودائرة الجزيرة أبا لدكتور “الصادق الهادي” رئيس حزب الأمة (القيادة الجماعية).  
الشرطة تجري تدريبات خاصة
قالت الشرطة في بيان صحفي تم توزيعه أمس على الصحف إنها وقفت على آخر مراحل الإعداد والتجهيز ووضع المسات الأخيرة لتأمين الانتخابات بالعاصمة والولايات بجانب الاطلاع على مقررات اجتماع الهيئة القيادية العليا لتأمين الانتخابات بولاية الخرطوم. ومن جانبه أوضح نائب المدير العام لقوات الشرطة “عمر محمد” في البيان الذي صدر بعد الاجتماع الطارئ مع مدير عام الشرطة الفريق “هاشم عثمان”، أوضح جاهزية الشرطة لتأمين الانتخابات وحمايتها من أي مهددات تهدف لإفشالها. ولفت البيان إلى تنفيذ شرطة ولاية الخرطوم في إطار استعدادها لتامين الانتخابات عمليات تدريبية خاصة بالتأمين في حال تم الإخلال بالأمن أو التخريب، نفذت من قبل قوات مدربة بكل محليات ولاية الخرطوم.
وفي السياق أشارت الشرطة إلى أنها أكملت استعداداتها لتأمين الانتخابات بنسبة بلغت (100%). وتحدثت عن تخصيص مجموعة من الشرطيين من قطاعات مختلفة ليتم توزيعهم على مراكز الاقتراع لضمان التامين الكامل للمراكز والأماكن الإستراتيجية مثل طلمبات الوقود والصرافات. وكانت الشرطة قد قامت في وقت سابق بتخريج عدد من منسوبيها أعدتهم لتأمين الانتخابات وتلاحظ يوم أمس حالة استنفار كبيرة للشرطة ربما لتحديد أماكن الشرطيين والاطمئنان على الأوضاع الأمنية.
ومن جانبه قال مدير عام قوات الشرطة للمواطنين في لقاء سابق (نوموا قفا وأقدموا لممارسة حقكم الدستوري في الانتخابات). وكشف عن وجود متربصين لا يريدون أن يمارس المواطن حقه الانتخابي. وتوقع أن يظهر مزيد من الرسائل الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا المواطنين إلى الاتصال بشرطة النجدة (999) حال حدوث أي طارئ.
الرقابة والتغطية الإعلامية
أعلن أمس رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين “الصادق الرزيقي” مشاركة (51) وفداً صحفياً لتغطية الانتخابات المزمع إجراؤها غدا (الاثنين). وأكدت مفوضية الانتخابات القومية في وقت سابق مشاركة مراقبين للانتخابات من قبل كل من الاتحاد الأفريقي وروسيا والجامعة العربية وممثلين لمنظمات أمريكية وبريطانية.
وجدد بيان صادر  عن الاتحاد الأفريقي التزامه بمراقبة الانتخابات. وأكدت  جامعة الدول العربية إيفاد خمسين مراقباً برئاسة مبعوثها. وقال مدير مكتب جامعة الدول العربية بالخرطوم د.”صلاح حليمة” إن الجامعة ستشارك بصفة مراقب في الانتخابات السودانية بعدد (33) مراقباً يتم تقسيمهم إلى ( (16 مجموعة لتغطية جميع ولايات السودان.
بينما جددت روسيا دعمها للانتخابات بالسودان. وقال سفير روسيا بالخرطوم في تصريحات صحفية إن رئيس مجلس روسيا للقانون الانتخابي، المدير التنفيذي للمجلس سيرأسان بعثة بلاده لمراقبة الانتخابات  التي وصفها بأنها خطوة علي طريق التطور الديمقراطي، مؤكداً أنها تنعقد وفقاً للدستور.
وفي السياق  أعلن الاتحاد الأفريقي استقرار ترتيبات الانتخابات بالسودان ووصف وضعها بالمطمئن ونقلت “ديلاميني زوما” رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي لدى استقبالها بمقر الاتحاد بالعاصمة الأثيوبية “أديس أبابا” في الخامس من هذا الشهر “كمال  إسماعيل” وزير الدولة بالخارجية قرار الاتحاد الأفريقي بتوجه بعثة المراقبة إلى السودان. وأوضحت “ديلاميني زوما” أن المفوضية وافقت على نشر بعثة مراقبين لتقييم المرحلة التي تسبق الانتخابات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية