رأي

عز الكلام

مفتاح الرحمة!!

ام وضاح

أكثر ما ألمني وأنا أستمع إلى (نماء) ،وهي اسم الشابة التي جاءتني تحمل ملف شقيقتها المريضة، أكثر ما ألمني حديثها عن كيف أن أختها تركت الدراسة والأصدقاء وبدأت رحلة فقدان الأمل التي تعلن عن استعدادها لترك الحياة نفسها ، بعد أن تعرضت لمرض جلدي عادي يمكن أن يتعرض له أي شخص،  وبإمكاناتهم المحدودة وهم قادمون من إحدى الولايات الوسطية قصدوا مستشفى الجلدية بالخرطوم للعلاج، ومن هنا بدأت المأساة إذ تعرضت الشابة لعلاج بالأشعة، وتعاطت في ذات الوقت أقراصاً للعلاج، كما قيل لها، وبعدها تعرضت لنزيف حاد من الأنف والفم جعلها تفقد المناعة وتصاب بالهزال والتعب والإرهاق إن خطت خطوة من المكان الذي تقف فيه، ولأن حالتها بدأت تسوء اضطرت الأسرة إلى طرق كل الأبواب وفعل الممكن وغير الممكن حتى تتمكن من السفر للقاهرة بحثاً عن علاج يوقف نزيف الدم من أنفها ونزيف المال في كل لحظة والثانية!! المهم أن الأسرة تمكنت من السفر إلى هناك وقابلت الشابة دكتور “الظواهري” أخصائي الجلدية المعروف الذي قطع بأن الإشعاع والحبوب في الوقت ذاته هي سبب ما وصلت إليه ومع الجلسات والعلاج بدأت حالتها في التحسن لكن مواصلة العلاج تحتاج إلى مال والمال عند (الغنيان) والغنيان عائز مفتاح والمفتاح عايز رحمة ، لتعود الصغيرة إلى الخرطوم، على أمل أن تعود مرة أخرى لتواصل جلسات العلاج التي تكلفها حوالي ثلاثة آلاف دولار ونصف هي كل ما تحتاجه بعد أن تكفل أحد الخيرين بتذاكر السفر لها ولوالدها مرافقاً. وها أنذا أناشد كل القلوب الرحيمة وكل الأيادي التي تمد سراً دون علن أن تمنح الجميلة فرصة أن تنطلق في رحاب العلم والعمل لتمارس حياتها كقريباتها ومثيلاتها تنخطب وتتزوج وتلبس الطرحة البيضاء عروساً تحفها الملائكة. وهاتف شقيقها هو (0918336551) والثقلاء يمتنعون!!
* كلمة عزيزة
يبدو أن هذه الزاوية لن تفارق هذا اليوم ملف الصحة الذي هو من أولويات الإنسان في أي زمان ومكان، وصديق يحكي لي كيف ان  العشرات يموتون أو تسوء حالتهم الصحية جراء الإهمال أو (البلادة) نعم أي والله البلادة، حيث قال إنه قصد صيدلية شهيرة في بحري لشراء دواء مهم وحساس لا يؤخذ إلا بقدر معين وجرعة محددة وعند دخوله الصيدلية منح الدكتورة الشابة الروشتة التي ،وعلى حظه قرأتها بصوت عالٍ وذهبت وأحضرت علبة الدواء التي ما إن رآها صاحب الصيدلية الذي هو صيدلي يكبرها سناً إلا (ونط) من مكانه، وقال لها ليس هذا هو الدواء المقصود وقام بتغيير ما جاءت به وذهل صاحبنا لدرجة أنه لم يعلق أو يحتج وظل يسبح فى سره حمداً لله أن أنقذه بوجود الصيدلي الذي لولاه للحق أمات “طه”، وانتهت الأسباب بانتهاء مراسم الدفن .
هذا هو للأسف مسلسل الأخطاء الصيدلانية الذي لا يقل عن ملف الأخطاء الطبية الذي نشاهده صباح مساء ولا أحد يسأل ولا يحاسب ولا يراجع!!..
صديقة أخرى حكت لي كيف أنها ظلت يومها بطوله في المستشفى الشهير الخاص مع والدتها التي تشكو ألماً في ساقها وبعد فحوصات ووجع قلب قال لها الطبيب ما عندي ليكم غير المسكنات وكأن الرجل لم يسمع بأن لكل داءٍ دواءً!!
وبتحويلها لطبيب آخر كتب لها علاجاً وهو يبتسم دون أن يعلق على زميله لأن الرجل على ما يبدو أراد أن يحافظ على شرف المهنة والزمالة!! أعتقد أن ملف المستشفيات والأطباء يحتاج إلى قوانين وتشريعات حاسمة تجعل الطبيب يفكر ألف مرة قبل أن يكتب دواءً أو يصرف علاجاً لأحدهم وأرواح الناس مش لعبة.
* كلمة أعز
أعفى الملك “سلمان” وزير الصحة السعودي لأنه دخل في مشادة مع مواطن انتصر فيها خادم الحرمين الشريفين لرأي مواطن وانحاز لرأيه.. نفسي تطبق النظرية في واحد حتى يفهم البقية الدرس!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية