رأي

مسألة مستعجلة

ما بين شعرة “معاوية” وبيان الاتحاد الأوربي

نجل الدين ادم

لفت انتباهي ما قاله مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني، بروفيسور”إبراهيم غندور” في مؤتمره الصحفي الذي عقده أول أمس وهو يقول: (لن نقطع شعرة معاوية مع المعارضة). بالتأكيد هذه إشارة إيجابية تؤكد أن مبدأ الحوار الوطني سيظل قائماً ولن ينتهي بانتهاء مراسم إعلان نتائج الانتخابات، واعتقد أن صدور مثل هذه التصريحات والبعض من القوى السياسية المعارضة يتحدث عن نية المؤتمر الوطني قبر الحوار الوطني، مع صافرة عبوره محطة الانتخابات وفوزه بالانتخابات الجارية، لهو حديث إيجابي نأمل أن يتصل الجهد فيه عملياً، وأن تحدث تهيئة جديدة لأجواء الحوار بقرارات سياسية جريئة وقتها سيكون الملعب مهيأ لاستئناف الحوار الوطني الذي عولت عليه كل الأحزاب، عندما أطلقه الرئيس “البشير” في لقاء الوثبة الشهير العام الماضي.
مسألة ثانية..(لن نستطيع اعتبار الانتخابات الرئاسية السودانية المقررة هذا الشهر، شرعية وتتمتع بالمصداقية). بهذه العبارات أعلن الاتحاد الأوربي في بيان له بشأن الأوضاع في السودان عن رفضه المسبق لنتائج الانتخابات، ولم يكتفِ البيان الصادر من مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” بهذا الموقف المتناقض، بل مضى إلى القول: (إن ممارسات الخرطوم من قبيل استبعاد الجماعات المعارضة وتجاهل الحوار وانتهاكات حقوق الإنسان دعاهم لاتخاذ هذا الموقف)، ويقصدون هنا رفض الانتخابات ونتائجها وتحريض الحركات والمعارضة على ذلك، أمر مضحك ومدعاة للسخط  في ذات الوقت، كيف لشخص أن يحكم على أمر لم يصل إلى نهايته، ليبقى السؤال ماهي معايير شرعية الانتخابات المسبقة التي يتحدث عنها الاتحاد الأوربي؟!. البيان تحدث عن الحوار الوطني وبل أثنى على موقف الحركات المسلحة وأحزاب المعارضة الرافض للانتخابات!.
 تدخل واضح وصريح في الشأن الداخلي عكسه هذا التكتل الأوربي في موقفه، الخارجية السودانية اكتفت إزاء هذا الانتهاك الصريح باستدعاء ممثل الاتحاد الأوربي بالخرطوم وأبلغته موقفها الرافض للتصريحات والتدخل في الشأن الداخلي، هل يكفي الاستدعاء لتقويم سلوك تكل كبير كهذا، في مسائل وأمور تهم شؤون داخلية لحكومة شعب ؟!.
أذكر أنه قبل أكثر من ستة أعوام أقدمت الحكومة على طرد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وقتها “إيان برونك”، في موقف شهد له القاصي والداني فكانت رسالة لأعتى منظمة دولية وهي الأمم المتحدة، ماذا كانت ردة الفعل التي أشفق البعض من أنها ستحدث؟. لا شئ غير أن المنظمة علمت بأن السودان لن يسمح لأي موظف أممي يتجاوز تفويضه، الآن يتكرر ذات الموقف والسيناريو والتكتل الأوربي يحرض على مقاطعة الانتخابات بدلاً من أن يلعب دور الوسيط في المساعدة في حلحلة المشاكل السياسية المستعصية، هنا نقول إن الطرد هو الرسالة الأبلغ وليس رسالة الاستدعاء والاحتجاج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية