رأي

النشوف آخرتــــا

سعد الدين ابراهيم

بتاع البجع

سألني أحد ركاب الحافلة التي كنت أمتطيها: إيه أخر الأخبار يا أستاذ؟ سألته:- ياتو أخبار.. قال:- أي خبر مهم في السياسة في الاقتصاد في أي حاجة.. قلت له: أنا محيرني خبر البجعة؟ بجعة؟ قال في تساؤل كبير.. هنا.. عشرات الأعناق التفت حولي.. فصمت حتى أرى وقع (البجعة) عندهم.. بعد حين سألني آخر: البجعة الواحدة دي.. قلت له: نعم بجعة.. مجرد بجعة.. أها ودي مالها؟.. قلت: هي حرنت في شارع في نص لندن.. وحلفت يمين ما تتحرك جاي ولاجاي..وجات الشرطة قفلت الشارع.. عاد صاحبي ليسألني: الله يسألك صحي؟.. وجابوا جمعية الرفق بالحيوان.. لغاية مازحوها براحة براحة ونقلوها حديقة حتن بعد ده فتحوا الشارع والحركة استمرت.. وجموا حيناً من الدهر.. وطافت بأذهانهم أسئلة على شاكلة الزول ده مالو؟.. نظروا إلى بعضهم ملياً وقال لي ثالث: يعني البجعة دي شنو؟ مهمة للدرجة دي.. قلت: تفتكروا لو كان البجعة دي وقفت في نص شارع في الخرطوم كان حصل شنو؟
قال لي شاب ملتح لكنه معارضة فيما يبدو.. يا خي خليك من البجعة لو كان إنسان عديل كان طقشوه والطقشو ذاتو طفش.
قالت فتاة بيضاء الوجه سمراء اليدين: أنا طوالي شايفة الناس بطقشوا بالعربات الكدايس والكلاب والغنم والواحد ما بقيف.. فبجعتك دي يا أستاذ تطقش ذي الترتيب.. فقلت لها: دي ما بجعتي بجعة الانجليز؟؟ قال الأولاني الذي سألني عن الأخبار: تقصد يا أستاذ انحنه ما عندنا جمعيات رفق بالحيوان.. قال شاب يبدو إنه شيوعي لأنه بدأ بعبارة بالتحديد كده القضية.. وواصل القضية انحنه محتاجين لي جمعيات الرفق بالإنسان.. لأنو الإنسان في البلد دي حقوقو ضايعة.. بعدين نشوف حكاية الرفق بالحيوان. صاحت حاجة متبلمة: صحي ياولدي هسع السكر تمنو زاد.. والطماطم تانى رجع لي عزتو.. والسخينة بالبصل ذاتا بقت ما قادرين عليها.. راكب لا يخلو من خبث قال: هو ذاتو دي بلد بتقدر أستاذ كبير زي ده (وأشار) إلى راكب حافلة ده لو في بلد تانية كان يكون عندو عربيتين كل واحدة بسواقها.. قلت أعيدهم لي حكاية البجعة تاني وقت جابت ليها إشانة سمعة.. لأ أنا بفتكر انو البجعة دي رمز لكائن ماعندو أي فهم.. ومع كده الناس العندهم فهم رعوه.. واهتموا بيهو وده سلوك حضاري جداً.. قال آخر:- حضاري وين مع اغتصاب الأطفال.. وأولاد الحرام الملوا البلد.. وين مع الافترا والنفخة الكضابة والوزراء البتدربوا فينا .. ياخي هسع من ماجوا الجماعة ديل كم وزير اتعينوا وشالوهم.. قال شاب يبدو إنه من بتاعين المزاج لأنه كان سارحاً عبر النافذة يبرم في شنبو طيلة النقاش.. يا بتاع البجع إنت.. أديها صنه..
فأديتا صنه وأنا بفكر في لقبي الجديد:- بتاع البجع!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية