إعلانات الانتخابات . . والكولا . . (التيتل) هو الأول!!
1
رغم أن الإمام “الصادق المهدي” وصف قرار الحكومة بإطلاق سراح الأساتذة “فاروق أبو عيسى”، “أمين مكي” و”فرح العقار” بأنه مجرد (تخبط)، فالرجال الثلاثة كانوا متهمين – وفق حديث “المهدي” – بمواد تصل عقوبتها حد الإعدام، ولكن أطلق سراحهم بدون مقدمات وأثناء سير محاكمتهم بموجب سلطات وزير العدل الواردة في المادة (58) من قانون الإجراءات الجنائية لعام 1991، إلا أن جميع الأحزاب . . موالية ومعارضة ينبغي أن ترحب بالخطوة، وتشيد بالقرار، تشجيعاً لقيادة الدولة على المضي قدماً في هذا المسار (السياسي) القويم عند التعامل مع (سياسيين) لم يتمردوا على الدولة بحمل السلاح، لم يقتلوا . . ولم يحرقوا . . ولم ينهبوا . . ولم يعلنوا أنهم سيلجأون للخيار (العسكري) لتغيير النظام .
وقد ذكرت هنا مراراً وتكراراً أنه لا (إعلان باريس) ولا (نداء السودان) ولا اتفاق “أديس” الذي وقعت عليه أحزاب (7+7)، يشير أي منهم – ولو إشارة عابرة – لشرعنة حمل السلاح خياراً أساسياً لإسقاط الحكم في السودان .
ومع قناعتي أنها (إعلانات) واتفاقيات لقوى المعارضة لا يتبعها عمل ولا تؤسس لوحدة حقيقية بهيكل واحد للأحزاب السياسية المتحالفة مع الحركات المسلحة، وأنها لا تعدو كونها (بروباقاندا) هدفها إطلاق رسائل أكثر من تشكيل خطر يحدق بالحكومة، إلا أن البعض في السلطة والمعارضة – على حد سواء – قد امتهن (تفخيخ) المكان، كلما صفا الجو وتنفس الناس هواءً نقياً .
هؤلاء مدمنو (الدخان) . . والنيران . . وعشاق (الكتاحة)!!
هداهم الله . . وهدانا .
2
مارست لجنة انتخابات ولاية الخرطوم سلوكاً إعلامياً شائناً يشير إلى عدم انضباط مهني فاضح، بمنحها (10) صفحات إعلانية ملونة من مال الدولة لصحيفتين فقط . . وفي يوم واحد!!
وقد تجاوزت اللجنة كل الصحف الكبرى، واعتمدت رأياً مشبوهاً، وانحازت لأجندة مسؤول أو جهة أو (محرر) متعاون، فنفذت مؤامرة صغيرة محدودة الأثر.
لقد تعودنا ألا نسكت على مثل هذه التجاوزات المفسدة، لا طمعاً في مال لسنا في حاجة إليه، ولكن حتى يرتدع أصحاب الضمائر الفاسدة هنا وهناك . . حاضراً ومستقبلاً .
(المجهر) نشرت عدداً هائلاً من الحوارات والأخبار والتقارير مع وعن قيادات مفوضية الانتخابات، ودون مقابل، وكان بإمكاننا ملء تلك الصفحات بمواد أخرى أكثر يسراً ومتعة وجاذبية وفائدة للقارئ، لكننا آثرنا أن نشارك في الهم الوطني بمالنا في صحف لا تملكها ولا تساهم فيها الدولة، ولكن يبدو أن الحال (المايل) . . سيظل مائلاً . . والفساد سيظل مستمراً حتى في نشر الإعلانات !!
3
وما دمنا نتحدث عن الإعلانات، فقد لفت انتباهي منذ سنوات أن وكلاء شركات عالمية كبرى مثل (كوكاكولا) و(بيبسي كولا) في السودان، ليست لديهم حملات إعلانية . . لا في الصحف ولا في التلفزيون تناسب مكانة ومبيعات الشركتين، كما هو الحال في كل دول العالم!! (الكولا) و(البيبسي) في مصر ولبنان والسعودية والإمارات وبقية دول الخليج، تعلنان بملايين الدولارات على شاشات الفضائيات المصرية واللبنانية والخليجية وعلى صفحات الكثير من الصحف العربية، بينما في السودان توزع “الكولا” – وكيلتها شركة (دال) – (نصف) صفحة (أبيض وأسود) عدة نشرات كل عدة أشهر لجرايد يعرفها وكيلهم الإعلاني (بلدياتهم).. أما (البيبسي) فنائمة على الخط !!
شاهد فضائيات (أم بي سي) السعودية و(الحياة) و(النهار) المصريتين فقط .. وشوف وكيل الكولا في مصر بدفع كم ألف دولار في اليوم فاتورة إعلانات . . وقارن بجماعتنا ناس “إبراهيم مالك” و”أسامة داؤود” . . ورغم ما نعلم من مضار المشروبات الغازية، فملايين المستهلكين مازالوا يشربونها في السودان، ولو مجاملة في المناسبات.
التحية بالمقابل لكريمة رجل الأعمال الراحل سيدة الأعمال الشابة “أمل عمر عثمان” صاحبة مصانع (التيتل) التي صارت منتجاتها أكبر معلن في الصحف السودانية.. أكبر حتى من شركات الاتصالات . . وهذا يعكس فهماً تجارياً متقدماً يتجاوز (أجمع. . أكنز.. ألبد) الشعار المقدس لأكثرية رجال الأعمال السودانيين!!
حسب علمي أن هناك ميزانيات مرصودة للدعاية والإعلان والمسؤولية الاجتماعية بأمر ودعم شركات البيبسي والكولا (الأم) في الولايات المتحدة .
صباح الخير . . ماما أمريكا .
{سبت أخضر.