رأي

كل عام و(المجهر) بخير

تجانى حاج موسى

(المجهر السياسي).. هذا اسم صحيفتنا الجميلة منذ ميلادها، ولو شاورني قائد ربان سفينتها أخي الأصغر الأستاذ “الهندي” قبل صدورها لقلت له فليكن اسمها (المجهر) فقط، لأن مجهرنا يبين أمر السياسة والثقافة وهموم المجتمع والجريمة والعلوم… الخ المهام والأغراض التي تقوم بها صاحبة الجلالة، لذا صحيفتنا شاملة وجامعة ومانعة ولا يصدق عليَّ المثل القائل (شكارتا دلاكتا بت عمتا وبت خالتا)، والمثل من أمثال أهل السودان القديمة يقابله عن أهلنا المصريين (مين يشهد للعروس…).. فأشهد الله برغم أني كاتب راتب بـ(المجهر) إلا أنني حينما أقرأها أتناولها بمنأى عن هذه الصفحة بحيدة وموضوعية.
فكرة هذه المساحة جاءت ونحن نستقبل عاماً جديداً لصحيفتنا الحبيبة.. يعني قدوم عام.. عيد ميلاد، والناس في الأعياد يحتفلون ويفرحون ويتبادلون عبارات التهاني وهأنذا أحتفل مع قراء (المجهر) بعيد ميلادها الجديد.. وأبدأ تهنئتي بالابن موظف الاستقبال– حفظه الله– فهو صبور، هادئ وغاية في التهذيب، كذلك الابن سائق الحافلة صديقي “أنس” ذي همة عالية خفيض الصوت يحترم الجميع ويهرع ملبياً نداء كل منادٍ، ثم طاقم المطبخ الذين يعدون لأسرة الصحيفة طعام الغداء.. ليتكم أكلتم معنا (فتة بالرز) أو (ملاح رجلة) أو (ملوخية) يا سلام!! أما صديقي “أحمد يس” (الكوتش) الذي عادة ما يطبع مقالاتي فله الشكر والثناء ما أحوجني يوماً للرجوع لما أكتب.. مهنية عالية ودقة متناهية.. كذلك الفضليات اللائي يقمن بأعمال الطباعة والتصحيح كلهن مثال للبشاشة والصبر والخلق النبيل.. أما رئيس مجلسها الأستاذ “الهندي”– حفظه الله– يقود سفينة (المجهر) بفهم عصري، فالكل يشعرهم بأنهم شركاء في الصحيفة ويترك مساحة من حرية التعبير للشباب والكهول من المحررين والكُتّاب، وفي مسامراته لا يضن على الجميع بآرائه النقدية الموضوعية.
وللمرأة في (المجهر) مكانة مقدرة في إدارات أقسام الصحيفة.. وفي العقار الأنيق أشجار المانجو التي لا تبخل بثمارها في كل موسم.. بالمناسبة الأشجار مثقلة بالثمار وينتظر معنا “نسناس” أخضر صغير جاء واختار شجرة مكاناً لسكنه، فالحيوانات والطيور لا تأتي إلا عند أماكن الطعام.. حللت سهلاً أيها القرد الصغير.. في يوم قبل عام دخلت على الأستاذ “الهندي”، ملامحه أحياناً تظلمه فهو جاد قليل الضحك، لكنه يحمل رقة الشعراء وحساسية الفنانين وإن اقتربت منه وجدته كريماً أجواداً ذا أيادٍ بيضاء دون مَنّ أو أذى حتى لمن يطرقون بابه من أصحاب الحاجات وإن كثروا عليه.. قلت له وكنت متردداً في مناصحته، فقد كانت هنالك معركة بينه وزميل في صحيفة أخرى.. لم أزد على: (وقف كتاباتك وردودك لي فلان!!) فما كان منه إلا أن قال: (حاضر يا أستاذ).
بالطبع ملأنا الحزن لرحيل الكاتب الراتب والأستاذ صاحب القلم المتميز “عبد الرحمن أحمدون” المفاجئ – يرحمه الله رحمة واسعة ويجعل البركة في ذريته- كل من عليها فان- وهو أمر الله، ولكل أجل كتاب.
وسخر الله لـ(المجهر) من الكُتّاب الكبار الفضلى “آمال سراج”، “موسى يعقوب”، المايسترو الحبيب “صلاح حبيب”، الشاب (ود الغرب) الحصيف الزاخر بالمعلومات والثقافة والخبرة “يوسف عبد المنان”، الشاب المؤمن المهذب “عامر باشاب”، وبقية العقد النضيد من الشباب “عادل عبده”، “حسام كرنديس”، النحلة “قندول”، النحيف الرقيق القاص “يوسف”، “هبة محمود”، “الهادي محمد الأمين”، “سوسن يس”، “محمد حامد جمعة”، ورأس حربة ملعب الشباب “طلال إسماعيل”، وصديقي المستشار د. “علي الشايب”، “نجل الدين آدم”، وعروسنا “سعدية إلياس”.
بالمناسبة في السنوات القليلة الماضية تزوج مخرج الصحيفة “محمد عبد الماجد” ورزق باكورة إنتاجه ابناً اختار له اسم الصحابي الجليل “أويس”، ثم أعقبه عريس آخر هو “زهير” المدير المالي.. يعني ذلك أن عتبة (المجهر) خضراء، والجميل أن فرح أحدنا يعد فرحاً للجميع وحزن أحدنا حزناً للجميع، وبنأكل في صينية واحدة ونحَبِس بالشاي، وعندنا (مبرد موية) سبيل للغاشي والداني والماسورة متاحة لأبنائنا الذين يغسلون العربات.. وهنالك مساحات لأقلام عربية كبيرة، “فهمي هويدي” و”جهاد الخازن”.. و(المجهر) ديمقراطية، فصفحاتها ومنهجها يؤمن بالتعقيب من كل مواطن يأنس في نفسه القدرة على الكتابة، وديدنها الموضوعية والصدق والعبارة المفيدة للناس.. ونناصح ولاة الأمور على مستوياتهم كافة، وما ننشره يجد آذاناً صاغية، ونعرف كلنا أمانة ونزاهة الكلمة ولا نحابي أحداً، وإن جاءت عبارات ثناء لأي مسؤول فاعلموا أنه يستحقه، ولو انتقدنا نجنح إلى الموضوعية.
إذن.. كل عام وأسرة (المجهر) بخير وصحة جيدة.. وإلى الأمام وصولاً إلى مؤسسة إعلامية شاملة.. طبعاً ما نسيت صديقي “سعد الدين” له محبتي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية