رأي

النشوف اخرتا

طرقات على باب المسكوت عنه

مدخل:-
تجئ السهرة اليوم عدد خاص لموضوع شغل كل المساحة فأقصى المادة المتنوعة.
 ناقش برنامج صباح الشروق (الثلاثاء) في فقرة عافية.. موضوعاً صحياً ونفسياً من المسكوت عنه.. تناول ظاهرة (العادة السرية) أولاً استحق البرنامج والقناة إشادة على الجرأة الخلاقة التي افترعوها.. ثانياً استحق المذيع والمذيعة الشباب وساماً على صدريهما لاتزانهما ووضوحهما وثقتهما التي ناقشا بها الموضوع .. ثالثاً استحق الدكتور على بلدو تحية على إلمامه بالموضوع ولم يترك صغيرة ولا كبيرة.. وعالج الطرق التقليدية والحديثة وذلك بطريقة جاذبة.
لم تجب الحلقة على سؤال الطفل كيف أنجبتماني لوالده ووالدته وغالباً ما يزجر أو يضرب أو يقمع عند قوله لهذا السؤال.. لكن الحلقة لم توضح كيفية الإجابة على السؤال:- أنا جيت من وين؟.. ويمكن مثلاً ضرب المثل له بالكائنات من حولنا الطيور والأغنام وحتى للتماسيح والأسماك إنها تتكاثر ولكل طريقة في الإنجاب.. لكن الإنسان يختلف عنهما.. فلابد من الزواج كمقدمة لإنتاج الأبناء.. وفي إطار الزواج هذا.. يحدث الحمل.. ويبقى لمدة تسعة أشهر في بطن الأم حيث تحفظه حتى يكتمل نموه ويخرج للحياة..
أهم ما تناولته الحلقة غياب الثقافة الجنسية ليس لدى الأطفال بل لدى الآباء والأمهات (ذاتهم) بالنسبة لي.. لم أتعرف على الجنس إلا بصدفة غريبة.. عندما كنت أدرس في مدرسة أم درمان الأميرية الوسطى، وكانت متاخمة لبيوت البغاء حيث كان علنياً آنذاك.. وكنت أرى بائعات الهوى كل صباح بملابسهن المتبرجة.. تساءلت: ماذا يقدم هؤلاء للناس .. جعلني ذلك أكتسب وعياً مبكراً بالجنس.. وعندما سألت الكبار عن تلك البيوت زجروني وطلبوا منى أن أتحاشى المرور بتلك الأماكن ولم يكن هنالك طريقة أو مواصلات تجنبني المرور بهذا الطريق.
أرهقني السؤال.. وفي حصة التربية الدينية في مبطلات الوضوء.. وفي الغسل.. عرفت مستحقات الغسل عن ملامسة الرجل زوجته.. ذلك كان أول ما عرفني بالجنس.. ثم تخبطت حتى عرفت ما عرفت.
العادة السرية ظاهرة عالمية.. كنت أطالع كثيراً كتاب (طبيبك) وفيه عيادات مختلفة يجيب فيها الاختصاصيون على أسئلة القراء، وكانت العيادة الجنسية هي التي تحظى بأكبر كم من الأسئلة.. وما مر عدد إلا وقرأت عن شكوى من شاب أو شابة من ممارسة هذه العادة.. وكانت الإجابات تجئ على نحو.. الإفراط في كل شيء مضر.. أشغل وقت فراغك بالرياضة والاطلاع.. إذا لم تستطع فجرب الصيام فإن فيه وجاء.. كما أن الهم الجنسي للشباب ما يتعلق بحجم شيئه قصره أو طوله.. وعندما كنا في التدريس شكا لنا أحد المعلمين مذعوراً أن (دوداً) أصبح يخرج من شيئه فاندهشنا لما تابعنا الأمر باهتمام وجدنا أن السبب هو الكبت.. وأن المادة المنوية خرجت عبر تلك الخيوط حتى حسبها نوعاً من (الدود).. وكان الحل أننا سعينا في تزويجه وقد كان.. وربما كان حلاً.. الإضافة التي وجدتها من البرنامج أن أشكال التحرش في المواصلات والأماكن المزدحمة هي شكل من أشكال تلك العادة.. ودار حديث عن الممارسة الرقمية باستخدام الهاتف الذكي سواء كان بالكلام أو بالمواجهة وهذه جديدة علي وهي تطور في أساليب الممارسة.. عموماً طرق البرنامج موضوعاً من المسكوت عنه بطريقة جاذبة وفتح الطريق أمام مناقشته..  تحية كبيرة وتصفيق حار لقناة (الشروق).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية