مسألة مستعجلة
عالقون في انتظار الفرج!!
نجل الدين ادم
اثنا عشر يوماً مرت على عمليات (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن، وما يزال الغموض يكتنف أوضاع السودانيين هناك برغم الاهتمام الكبير من أعلى مستويات الدولة بالقضية ووجود لجنة فنية لمعالجة أوضاع هؤلاء برئاسة الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج.. طلبات الاستغاثة من بعض السودانيين هناك تترى ولا معالجة على أرض الواقع.. القلق بات يهدد ذوي الأسر الموجودة هناك أكثر من أولئك الذين يواجهون مصيراً مجهولاً ينتظرون أن يحملهم إلى بر الأمان!
قبل يومين نقل بعض الصحف وصول الفوج الأول من السودانيين العاملين باليمن عن طريق مطار الخرطوم بجانب وصول أوراق امتحانات الشهادة الثانوية لطلابنا هناك، وكان ذلك في استقبال رسمي تقدمته وزير التربية، لكن في الواقع ليس هناك من فوج وصل إلى الخرطوم بالشكل الذي أذيع به النبأ، والأمر لم يعدُ وصول عشرة أشخاص ربما لعبت الجهود الفردية دوراً في أن يكونوا برفقة أوراق الامتحانات وليس الامتحانات برفقتهم!! وأظن في ظل عدم وجود معلومة بخصوص هذا الفوج الذي أذيع بأنه قد وصل أن يكون هؤلاء معلمين فقط.
المعلومات بشأن أوضاع السودانيين هناك والمعالجات الممكنة غائبة بشكل كبير، وحتى يوم أمس لا يعرف الرأي العام سوى حصر نحو (2000) سوداني يرغبون في العودة.
“حاج ماجد سوار” ذكر في إفادة له لإحدى الصحف، أمس، أن واحداً من أسباب تعثر إجلاء السودانيين هو رفض السلطات اليمنية هبوط الطائرات الأجنبية وأنهم الآن بصدد البحث عن خيارات أخرى سواء النقل بالبر أو البحر.. هذه الخيارات التي تحدث عنها “سوار” كان يمكن أن تكون حاضرة مع خطة الإجلاء جواً وفي توقيت متزامن، بحيث إنه إذا تعثرت أي منها تنجح الخطة الأخرى في وصول ولو فوج واحد.. المسألة تحتاج إلى مزيد من التنسيق حتى تعبر هذه العاصفة ويعود العالقون بسلام.
المسألة الأخرى المهمة، أن غرفة الطوارئ التي أنشئت لهذا الغرض في جهاز المغتربين يفترض أن تمد الرأي العام بمعلومات على مدار الساعة لتعكس الأوضاع هناك وتخفف من حدة المخاوف التي تنتاب السودانيين العالقين هناك وأسرهم بالداخل، لأن في مثل هذه الأوضاع لا بد أن تكون هناك سرعة في بث ونشر المعلومات بخاصة التطمينية، فلا يعقل أن نسمع باعتراض هبوط طائرة سودانية من قبل الحوثيين من المتحدث باسم تحالف (عاصفة الحزم) السعودي الجنسية عبر القنوات ووكالات الأنباء!
أعتقد أن عمل اللجنة الفنية الرفيعة التي يرأسها “سوار” وتضم كل الجهات ذات الصلة بمعزل عن خطة إعلامية واضحة، ربما يؤدي إلى نتائج سلبية تظهر مع الأخبار (المفخخة) والمضخمة.. نحن في الصحيفة اجتهدنا بقدر كبير لنحمل معلومات للرأي العام في ظل عدم وجود أية إفادات رسمية، لكننا وجدنا مكتب الأمين العام لجهاز المغتربين ممنوع الاقتراب! وغرفة الطوارئ التي أنشئت لهذا الغرض ترفض الحديث.. وهكذا هو الحال هناك في الجهاز المسؤول عن أوضاع العالقين من السودانيين في اليمن!!