حوثيو السودان..!!
إن كانت جماعة الحوثيين خارجة عن الشرعية ومهددة للأمن والاستقرار في اليمن وجالبة الشقاء على أهله الحكماء ومهددة للأمن العربي برمته واستقرار أمن الخليج، فقد ابتلي السودان بجماعات مماثلة، خربت الديار وقتلت المواطنين ومنعت مسيرة التعليم وهدمت مؤسسات الخدمات واستهدفت مؤسسات الدولة ورمزية القوات المسلحة والشرطة، حيث هاجمت النقاط وتمادت أكثر من ذلك، ففبركت قصص الاغتصاب والقتل وصنعت شهوداً زوراً قدمتهم للمنظمات وكتبة التقارير فحازت على قرار سياسي من الجنائية الدولية ضد الرئيس “البشير”.
حركات التمرد نهبت المواطنين في شمال دارفور وكردفان، وهدمت المستشفيات في جنوب دارفور، وسرقت البنوك وحرقت الزرع وأهلكت الضرع، وقصفت أبراج الاتصالات.. حركات التمرد في جنوب كردفان قصفت المدارس وهدمت فصول الدارسة وقتلت حتى السعاة في مدارس الأساس، وهي جرائم موثقة ومثبتة كان آخرها في الرحيمانية التي تفاخر التمرد وقادته بمخاطبة من هاجموها وحثوهم على التخريب والتعطيل حتى لا تقوم الانتخابات على حد زعمهم المصور، الذي يكفي وحده كإثبات وشهادة على أن هؤلاء مجرمون يهددون الحياة العامة واستقرار السكان المحليين.
وإن كان حوثيو اليمن قد قوضوا الحكومة في صنعاء وطردوها وطاردوا الرئيس واعتقلوا الوزراء وقتلوا العلماء وسجنوا رموز القبائل، فقد اعتدت حركة العدل والمساواة على أم درمان وكانت ترغب في دخول القصر وتنصيب حركة عنصرية حاكمة، ولولا ثبات السودانيين وتماسكهم لما ارتد كيد الجريمة على المجرمين يومها.. إن حركات دارفور وحركة قطاع الشمال وكل حاملي السلاح بالسودان لا يقلون خطراً وضرراً على الناس والمواطنين والشرعية المعترف بها عن خطر جماعة “عبد الملك الحوثي”، ويجب أن تحرص الدبلوماسية السودانية ولقاءات مسؤولينا مع نظرائهم في (قمة شرم الشيخ) على تضمين نص قرار صريح يجرم كل الجماعات الخارجة عن الشرعيات المعترف بها.. كل الجماعات المسلحة التي تهدد المواطنين في كل الدول يجب أن تطالهم يد الحساب والمطاردة المشتركة، والحرمان من العون والسند فإما حوار يحل الخلافات وإما الحساب الصارم والحازم.
إن الأمن القومي لأي بلد يجب أن تتساوى بشأنه المهددات، والأخطار، ولو أن الحوثيين هم جزء من مخطط تمدد يهدد الدول الإسلامية والعربية فإن الحركات المسلحة بالسودان هي مهدد وخطر عنصري سيبث سمومه في نطاقات أوسع، ويكفي الآن أن واحداً من أسباب تعثر فرص الحل لمشكلة جنوب السودان أن حركات “جبريل إبراهيم” و”عبد الواحد نور” و”مني أركوي مناوي” قد صارت جزءاً من الصراع، وبنادق مستأجرة تورطت في الصراع وفاقمت الإحن والثارات في البلد الوليد، الذي لا يقوم من معركة إلا ليقع في أخرى والحركات المتمردة السودانية تقاتل لمن يدفع أكثر.
إن استقرار الوطن العربي يتكامل باستقرار كل الدول، لهذا فإن من أسباب ضمان أمن بلد كبير وممتد مثل السودان أن تتم محاصرة قوى العنف فيه وردها إلى صوابها.