من وحي الأخبار

جديد يذكر

استقبال كبير ولافت حفت به  المملكة العربية السعودية الرئيس المشير”البشير”أمس(الأربعاء) في زيارة خاطفة للرياض ستعني الكثير، إذ يبدو أن اتجاهات الريح تتغير، والأوراق ستقرأ على نحو جديد،  فالسعودية ليست بلداً عادياً، فهي الأكثر تأثيراً على كثير من القضايا، ولها ريادة معنوية عالية التأثير وهو وضع يتجاوز حتى نطاقها الإقليمي لمكانتها العالمية. ولهذا فإن أي تواصل سوداني سعودي سيعني بالضرورة أن حجم الايجابيات هو الغالب على المشهد، لاسيما في جوانب التنسيق المشترك حول بعض الهموم والشواغل، فضلاً عن مشروعات التعاون العربي والإسلامي وكلها أمور تتضح بشأنها الآن معالم الطريق.
“الرياض” هي المدخل لدول الخليج العربي، وإن تطبعت العلاقات مع السعودية فمن المؤكد أن البلد المعني بالضرورة جيد العلاقات مع عموم المنطقة بل وممتاز متميز، والراجح والله أعلم أن توجهات القيادة السعودية الجديدة تؤسس لمرحلة جديدة مع الكل، فهي وإن تواصلت مع جوارها وعززت قديم وصلها ومتينها فإنها استقبلت كذلك “أوردغان”، وسعت إلى أكثر من اتجاه خارج نطاق الخليج بحثاً عن معالجات ومراجعات لعموم الوضع العربي المعقد والمرتبك، جراء تطورات كثيرة تتصاعد في أكثر من إقليم وجهة وتتداخل فيها الأوراق والأجندات.
واضح بكل جلاء أن السودان يستعيد حضوره ووجوده المطلوب في قلب قضايا الأمة عربياً وأفريقيا، ففي غضون شهر جرت تطورات كبيرة وحدثت مناسبات ووردت إشارات كلها تتجه نحو واقع أن شكل العلاقات الخارجية للبلاد سيشهد عهداً استثنائياً في سبل التواصل الجيد والاندماج المتفق عليه، فإقليمياً في أفريقيا وضح أن دور البلاد مطلوب وأكثر بدءاً من محور الملف الليبي إلى شواغل قضية الجنوب امتداداً لملف المياه الذي كسبت به الخرطوم نوط جدارة عن استحقاق وقدرة في كيفية لعبها دور الحاضنة للفرقاء، ويبدو أن لها أدواراً عربية منتظرة في أكثر من وجهة وقضية.
هذه التطورات الخارجية الحسنة من المفيد والمهم أن تتسق مع تطورات على صعيد ملف الداخل خاصة قضايا الحوار والسلام وما إلى ذلك، فإن أحسنت الحكومة والمؤتمر الوطني تطوير الاتجاهات الحالية وربطها بالداخل فإن المحصلة ستكون حتماً واقعاً جديداً بالكامل يعزز نقاء الجو العام المساعد على تجاوز عثرات سياسية واقتصادية وأمنية تعوق كثيراً من فرص التقدم والاستقرار، ولو أن لنا نصحاً يسمع لما ترددت في الدعوة لأن يكون ملتقى “أديس” المنتظر مع المعارضة سانحة لتتحلى الحكومة بأكبر قدر من سعة الصدر والقدرة على تقديم المقترحات والمشروعات المناسبة حتى لو أن أدى ذلك لأن تدفع بحزمة خيارات. ولا أقول تنازلات في سبيل عودتها من هناك بأخبار سعيدة تتكامل والرياح التي ملأت أشرعة سفنها الخارجية.
عموماً يبدو أن الغد في المشهد لن يكون مثل اليوم أو الأمس، ثمة جديد يذكر وقديم لن يعاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية