رأي

النشوف آخرتــــا

سعد الدين إبراهيم


سهرة (الخميس)

ابتذال عام:-
كتب الأخ “الهندي عز الدين” عن ابتذال عيد الأم في قناة النيل الأزرق .. وأنا أضيف بل ابتذال عيد الأم ذاته في فكرته ومغزاه ومضمونه.. تابعت الجرعة الكبيرة المبالغ فيها في الاحتفاء بعيد الأم في كل قنواتنا وإذاعاتنا .. تابعت كل القنوات العربية لا يوجد احتفاء بهذه الكثافة.. حتى الفقرات التي تم تقديمها على سبيل المثال عن الممثلات اللائي برعن في تقديم دور الأم مع أن معظمهن لم يجربن الأمومة.. وقس على ذلك.. هذا الاحتفاء الزائد ربما يعني إننا نهمل الأم طيلة العام ولا نحتفي بها إلا في يوم عيدها.. وربما يعني أننا نريد أن نحتفي (شكلاً ساكت) بالأم وليس مضموناً.. كما إنها أصبحت ظاهرة.. تقبيل أقدام الأمهات.. خاصة في احتفالات تخريج طلبة الجامعات.. ولو أنها ظاهرة مقبولة شكلاً إلا أنها لا تعني شيئاً.. حضرت تقديم فنان جديد من الشباب لتجربته عندما (بشرت فيه) أمه سجد وقبل أقدامها.. فيما بعد سألت الأم عن معزة ولدها لها وهل هي راضية عنه.. فقالت: راضية عنو ما دايرة منو حاجة إلا يبطل السكر وشراب البنقو!!
والأغاني:-
كل الأغنيات الجديدة التي قدمت للأم فقيرة الكلمات وساذجة أو ناعية لأم انتقلت إلى الرفيق الأعلى .. خلُدت أغنية (أمي) للفنانة “منى خير” ولم تتجاوزها إلا أغنية “التجاني حاج موسى”: أمي الله يسلمك.. ثم فتح (حمد البابلي) كوة جديدة بأغنيته الحلوة البسيطة حبيبتي يا أمي.. اعتقد علينا أن نكتفي بذلك ولا نضيف إليها تلك الهمهمات الساذجة.. ليس عيباً أن تردد أغنية واحدة للأم فالإخوة في شمال الوادي ليست لديهم سوى أغنية (ست الحبايب)، يرددونها منذ نصف قرن وهى كافية جداً.. يا جماعة أغنيات هابطة للأم .. معقولة بس !
الريموت يتجه شرقاً:-
أشاهد بمحبة قنوات إثيوبية وإريترية بجانب قناة كسلا وتجذبني أغنياتهم وبرامجهم وحتى الدراما الإثيوبية أحضر الحلقات وأنا لا فهم اللغة ولا اللهجة التي يجري بها الحوار، لكني استمتع كثيراً بالمهارات التقنية واختيار المناظر.. وزوايا التصوير وتناسق الألوان صحيح هي تتحرك في فضاء من الحرية كبير.. لكن بجانب ذلك فهنالك مهارة وتجديد.. وبمقارنة التمثيل مع تمثيل نجومنا أجد الممثل السوداني متفوقاً جداً عليهم لكنه مظلوم بواقع الإنتاج البائس والمتعجل والكسول والفقير.
برنامج مثقف:-
أخونا الأصغر دكتور “الجيلي” يقدم بلا ضجيج برنامجه الحواري الثر المفيد والعميق (مقاربات) .. فيمتعنا بالكلام الكبار وضيوف من العيار الأكاديمي والفكري الثقيل.. لا يتهافت صاحب (مقاربات) ولا يضخم برنامجه بإعلان كثيف ومجاملات من أصدقائه الصحفيين والكتاب.. دعونا نقدم بطاقة احترام وتقدير لمقاربات وصاحبها ولقناة الشروق التي احتضنت هذا البرنامج المثقف.
وحشتونا:-
افتقدنا إطلالة الشاعر العالم “المعز عمر بخيت”.. صاحب المفردة الجريئة المعقمة.. وقلوبنا مع الكاتبة العزيزة “زينب السعيد” وهي تقاوم المرض بجسارة الشعراء.. واشتقنا كثيراً لإطلالة وأغنيات الدكتور “علي شبيكة”.. واشتقنا لحفلات زعيم الفنانين “أبو عركي البخيت”، ونتمنى أن لا تطول دواعي التوقف.. فصديقنا أبو عركى وديع (كفرخ حمامة وعلى كاهله عبء كبير وفريد .. عبء أن يُولد في العتمة مصباح جديد.
saadeldein22@gmail.com

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية