من وحي الأخبار

شعبية "البشير" أم الوطني؟!

سجلت ولاية “النيل الأزرق” اسمها في قائمة سجل الاحتشادات المميزة والباهرة في سياق التسابق الانتخابي عبر حراك اللجنة القومية لدعم ترشيح “البشير” كرئيس للجمهورية، حراك تواصل واتصال بمشاركات الجميع وكل القوى الحزبية المؤمنة بالطبع بالانتخابات وحريصة عليها، لقد انضمت “النيل الأزرق” لقائمة الشرف ولحقت بـ”القضارف” و”وسط وغرب دارفور” وفي الانتظار ولايات أخرى تتأهب الآن وإن لم تنجز مثل ما سبق فإنها قد تمضي إلى معدلات أعلى. الحشود بالآلاف واضح أنها حقيقية هذه مسألة ينبغي التعامل معها بقدر من النبل في الخصومة، وذلك بالاعتراف بأن “البشير” هو صاحب الأغلبية والإجماع ولو أن أي مرشح غيره تقدم من الحزب الكبير ربما كانت الصورة مغايرة، وواضح أن السودانيين لهم آمال وطموحات في الرجل تجعلهم على اقتناع بأنه الأفضل والذي تستحق أن تستقبل حملاته بتلك الجموع من المستقبلين والأنصار والذين هم في الأساس سودانيون ومن أحزاب شتى وليسوا جميعاً من مؤيدي المؤتمر الوطني.هذه نقطة مهمة وجوهرية، هل الشعبية الجارفة لدعم “البشير” هي بالضرورة دعم لحزبه أم إن الفصل والفرز بين الألوان مهم ومطلوب، وذلك حتى تكون التحليلات موضوعية، وهل سيكون “البشير” بهذه الشعبية مؤثراً حتى في اتجاهات النتائج؟ بمعنى أنه سيكون عاملاً مؤثراً في اختيارات الناس للمؤتمر الوطني حزب منافس في بقية مسارات التنافس الانتخابي، وأنا أقول نعم وبالتالي يمكن القول إن “البشير” هو أساس الفوز وليس البرنامج.أعتقد ودون التقيد بمستخلصات هذا التقدير أن ظاهرة اجتماع أحزاب متنافسين وقوى سياسية حزبية تخوض الانتخابات على دعم مرشح للرئاسة مسلك جيد، ويؤسس لإمكانية تطوير ذات التجربة في جوانب التداول السلمي للسلطة وترتيب مشهد سياسي ملمحه الأول التوافق على قاعدة الرضا وهو البعد الغائب في بعض جوانب الحياة السياسية التي تكتظ بالثارات والغبائن وضغائن اختلافات المواقف.إن كان “البشير” وهو مرشح (المؤتمر الوطني) يدعم من جانب الاتحاديين وحركات دارفور وأحزاب الشرق وجنوب كردفان، فما الذي يمنع أن يمتد هذا التوافق لدعم مشترك وتحالف بين الجميع بما يؤسس الجبهة السودانية للسلام والتنمية والديمقراطية والنهضة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية