أكثر من (70) ألف نازح بمعسكر أبو شوك يعانون من نقص الغذاء
معسكر أبو شوك – محمد زكريا
إنه الصباح الباكر، درجة الحرارة في معسكر أبو شوك للنازحين شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور خمسة وعشرون درجة مئوية. عدد من النساء والأمهات يحملن أطفالهن وهن يجلسن في إحدى الوحدات الصحية التي شيدتها بعض المنظمات الإنسانية لتلقي العلاج داخل المعسكر. صورة قاتمة رسمتها من داخل المعسكر الذي يبلغ عدد سكانه بحسب الإحصائيات غير الرسمية أكثر من سبعين ألف نازح ونازحة، إلى جانب وجود أعداد أخرى من النازحين الجدد الذين فروا نتيجة الأحداث التي شهدتها مناطق شرق الجبل (فنقا) وريفي الفاشر كورما طويلة تقدر أعدادهم بحوالي خمسة آلاف نازح ونازحة، حيث يعاني المعسكر من عدة مشكلات تتمثل في نقص خدمات الرعاية الصحية الأولية والمواد الغذائية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية. ويقول رئيس العمد بالمعسكر “أحمد حسين ضو البيت” لـ(المجهر) إن المعسكر يعاني من خدمات الرعاية الصحية وعدم صرف المواد التموينية لأكثر من شهر. وأضاف أن مشكلة الصحة قد تفاقمت عقب مغادرة معظم المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع الصحي. وقال إن المعسكر به وحدتان صحيتان فقط لتقديم العلاج وهي لا تمنح سوى الوصفات العلاجية، بيد أن الصيدليات تخلو من الدواء الأمر الذي دفع المرضى للذهاب إلى الصيدليات بمدينة الفاشر لشراء الدواء. ويضيف العمدة أن جميع النازحين والبالغ عددهم حوالي سبعين ألف نازح ونازحة لم يستلموا حصصهم الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي لمدة شهر كامل. وتابع إن البرنامج رفض توزيع الحصص الغذائية إلا بعد إجراء عمليات الحصر والتحقق من حجم وإعداد النازحين القاطنين للمعسكر، الأمر الذي رفضه عمد ومشائخ المعسكر بالإجماع، مناشداً في هذا الصدد البرنامج بضرورة مراعاة الأوضاع المعيشية الصعبة التي تواجه النازحين خاصة مع دخول فصل الصيف وتوزيع الحصص المقررة لهم. كما ناشد العمدة حكومة الولاية بالعمل على زيادة عدد الوحدات الصحية بالمعسكر حتى يتمكن الجميع من تلقي العلاج، فيما قال أحد قيادات المعسكر لـ(المجهر) إن النازحين الجدد الذين فروا من مناطق شرق الجبل وريفي الفاشر يعانون من مشكلات عدة خاصة فيما يتصل بارتفاع الأسعار والغلاء الطاحن، إلى جانب عدم تلقي المساعدات من المنظمات الإنسانية. وأوضح أن معظم هؤلاء فقدوا كل ممتلكاتهم في قراهم الأصلية، مطالباً الجهات المختصة بضرورة الاهتمام بالأمر وتقديم المساعدات العاجلة لهم. فيما يرى عضو مجلس السلطة الإقليمية لدارفور ممثل النازحين “أبو بكر أحمد بخيت” في حديثه لـ(المجهر) أن المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين من قبل برنامج الغذاء العالمي ضعيفة وشحيحة مقارنة بأعدادهم، وذلك مع مغادرة معظم المنظمات العاملة في المجال الإنساني. وكشف “بخيت” عن عمليات نزوح جديدة شهدتها المعسكرات هذه الأيام بالولاية وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها مناطق (فنقا) وريفي الفاشر. وأوضح أن عمليات النزوح باتت شبه يومية وبوتيرة متسارعة نسبة لعدم الاستقرار الأمني في بعض المناطق، إلا أنه عاد وقال إن الأوضاع الأمنية بالمعسكرات قد تحسنت بعض الشيء، وذلك بعد التوقيع على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، مشيراً إلى وجود تعاون وتفاهم كبير من قبل النازحين مع السلطات الحكومية، الأمر الذي دفع السلطات إلى الدخول للمعسكرات وتقديم الخدمات في مختلف المجالات، كاشفاً عن تشييد خط ناقل للمياه من منطقة (قولو) غرب الفاشر إلى معسكر أبو شوك والسلام للنازحين. وقال إنه مع اكتمال تشييد الخط قد تمت معالجة مشكلة المياه بالمعسكر جذرياً، مؤكداً في هذا الصدد عزم السلطة الإقليمية لدارفور والجهاز الرقابي المتمثل في مجلس السلطة لمعالجة كافة المشكلات. فيما أكد المدير العام لوزارة الصحة بالولاية “علي إسماعيل يحيى” في تصريح لـ(المجهر) وجود استقرار تام في القطاع الصحي داخل معسكرات النازحين بالولاية. وقال إن إدارته تتلقى تقارير أسبوعياً من المعسكرات، كاشفاً عن وجود خطة محكمة للتدخل حال ظهور أية أمراض خلال فصل الصيف، معتبراً ولايته واحدة من أكثر ولايات السودان استقراراً من ناحية توفير الدواء.