مسؤول نافذ يوقف إجراءات تحقيق مع طبيبة بمستشفى الدامر
تكرار الأخطاء الطبية يسبب قلقاً للمواطنين بولاية نهر النيل
الدامر ـ مدثر عبد الرحمن
شكا مواطني الدامر بولاية نهر النيل من تكرار الأخطاء الطبية بمستشفى المدينة في الآونة الأخيرة بصورة مزعجة ومخيفة، وأصبحت ملفتة للأنظار حيث بات المواطنون والمرضى يشتكون ويصرخون من تلك الأخطاء. وقال عدد منهم لـ(المجهر) إن انتشار ظاهرة الأخطاء بسبب انعدام الخبرات بالمستشفى فضلاً عن عدم وجود رقابة ولا محاسبة للذين يرتكبون الأخطاء فأصبحت المستشفى حقل تجارب للأطباء حديثي التخرج. ووقفت ( المجهر) من خلال هذه القضية في مستشفى الدامر لنقل وجهة نظر كافة الأطراف. وقالت موظفة بالمستشفى فضلت عدم ذكر اسمها وهي تحكي بمرارة عن المآسي التي تحدث داخل المستشفى وأوردت تفاصيل عن مأساة حقيقية وقعت تفاصيلها بالمستشفى. وقالت إن الذي مات هو الضمير قبل موت الأبدان والقلوب. وأضافت أنه في مساء يوم (الأحد) الموافق 2/8/ 2015م قرر الأطباء بالمستشفى إجراء عملية إدخال مسطرة في الرجل للمريضة (ب.م) والبالغة من العمر (40) عاماً، وبدأت التحضيرات للعملية المتمثلة في إقامتها في العنبر وإجراءات تحضير الدم الذي أسند لطبيبة المعمل (ن.ا) لتحضير عدد 2 زجاجة دم من الفصيلة – حسب الفصيلة والتجانس حيث قامت الطبيبة (ن.ا) بأخذ فصائل الدم وأدخلت المريضة إلى غرفة العملية وطلب الطبيب الزجاجة الأخرى التي قامت بتحضيرها الطبيبة السابقة. وقامت طبيبة المعمل (م.ط) وبكفاءة عالية بأخذ عينة من المريضة لعمل التجانس مع المتبرع الأخر بالدم والتأكد من تطابق الفصيلة، اكتشفت أن الفصيلة الأولى – غير مطابقة للفصيلة – وأخطرت الطبيبة (م.ط ) والطبيب بذلك وقامت طبيبة المعمل(م.ط) ذات الكفاءة العالية بأخذ عينة من المريضة لعمل التجانس مع المتبرع الأخر بالدم والتأكد من تطابق الفصيلة، ومن هنا حدثت الطامة الكبرى بأن الفصيلة الأولى – غير مطابقة للفصيلة – وأسرعت الطبيبة (م.ط) وأخبرت الطبيب بذلك وقام بأخذ الفصيلة ووضعت في بنك الدم .والشيء الذي جعل الأطباء يسارعون بإيقاف نقل الدم الذي سرى منه جزء كبير في جسم المريضة مما اضطرهم لبداية الإجراءات من جديد. وقالت الموظفة إن الدم المنقول خطأ تسبب للمريضة في مضاعفات شديدة كادت أن تؤدي إلى وفاتها لولا عناية الله. وأوضحت أنه بعد ذلك نقلت المريضة إلى مستشفى التأمين الصحي بعطبرة حيث أجريت لها العملية والتي كلفتهم مبالغ مالية كثيرة، بجانب المعاناة التي واجهها ذووها في التنقل بين المستشفيات نتيجة هذا التدهور والإهمال. وأشارت الموظفة إلى أن أهل المريضة تقدموا بشكوى للمدير الطبي للمستشفى الذي وجههم بفتح بلاغ ضد الطبيبة التي ارتكبت الخطأ، ولكن المدير الطبي ظل يماطل ولم يتخذ أي إجراءات ضد الطبيبة. وأضافت أن الطبيبة باشرت عملها في نفس اليوم ولم تتم محاسبتها البتة. وفي يوم (الاثنين) الموافق 16/2 وجهت وزيرة الصحة بالولاية بتكوين لجنة للتحقيق مع الطبيبة حول القضية. وتضيف قائلة إن في صباح (الثلاثاء) الموافق 17/2/2015م ذهب مسؤول سابق بالمستشفى إلى وزيرة الصحة وبعد حوار طلب منها غض الطرف عن التحقيق المفتوح ضد الطبيبة حسب روايتها.وتسترسل الموظفة أن المسؤول عقب خروجه من وزارة الصحة توجه إلى المدير الطبي للمستشفى وأخبره بأنه تم تجاهل القضية من قبل وزارة الصحة. وقالت الموظفة إنه حتى الآن لم يصدر أي قرار أو محاسبة للطبيبة التي ظلت تمارس عملها وكأنَّ شيئاً لم يكن. إلى ذلك ناشدت أسرة المريضة جهات الاختصاص الطبية والصحية بتحكيم ضميرهم ومراعاة حقوق المرضى والمواطنين أثناء تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، لاسيما أن مهنة الطب تعتبر من مهن الأنبياء عليهم السلام. وقالت إن المريض يسلم نفسه للطبيب بثقة تامة لأن الشافي من بعد الله تعالى هو الطبيب. وحكى المواطنون عن نماذج كثيرة للأخطاء الطبية خاصة نتائج الفحص المعملي وتشخيص الأمراض والوصفات الطبية، وطالبوا الجهات المختصة بتعيين كفاءات للمستشفى بدلا من الأطباء المبتدئين.
من المحرر
في ظل تكرار الأخطاء الطبية والإهمال ونقص الكفاءات والكوادر الطبية ينبغي على المسؤولين عن سلامة المرضى وتقديم الخدمات الطبية والرعاية الأولية والإرشادات. إن تعيين أطباء ذوي خبرات وكفاءات عالية حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين .بجانب تدريب الأطباء والممرضين والسسترات وغيرهم في المجال الصحي في مختلف التخصصات أعلى مستوى تقني متقدم، وأن يستعينوا بالخبراء والاختصاصيين من ذوي الخبرات والكفاءات العالمية حتى لا يكونوا عرضة للمساءلة القانونية.