جنوب دارفور توجه بزراعة السمسم والقوار بدلا من المخدرات
في خطوة لمحاربة زراعة (البنقو)
نيالا – عبد المنعم مادبو
باتت المخدرات تمثل خطراً داهماً على المجتمع خاصة في ولاية جنوب دارفور حيث يعتمد بعض المواطنين في كسب قوتهم على زراعتها. من جهته شرع ديوان الزكاة بالولاية إلى البحث عن إيجاد مشروعات اقتصادية بديلة لمحاربة زراعة المخدرات. ويقول مدير إدارة المشروعات بأمانة الزكاة بولاية جنوب دارفور “آدم عبد القادر محمد آدم” لـ(المجهر)، إن الغرض من المشروعات البديلة هو تغيير وسائل محاربة المخدرات من المكافحة المباشرة إلى البديلة، بانتهاج مسارين دعوي إرشادي بمشاركة الأئمة والدعاة لمخاطبة المواطنين عن خطورة المخدرات، والمسار الآخر إقناع المواطنين بضرورة تغيير أنماط الدخل من الاعتماد على زراعة المخدرات إلى الاتجاه إلى مشاريع إنتاجية كزراعة الأرز والسمسم الأبيض والقوار، وإنتاج صمغ اللبان (الرطوط) وتربية وإنتاج عسل النحل وتوزيع التقاوي المحسنة وحراثة ثلاثة أفدنة لكل مستفيد.
وأشار مدير المشروعات بأمانة الزكاة بالولاية إلى أن محلية الردوم أكثر المناطق إنتاجاً للمخدرات، وقد تلاحظ قيام السلطات الأمنية والشرطية بحملات لإزالة هذه الآفة قبل بداية حصادها إلا أن نسبة كبيرة منها في ازدياد مستمر، فجاءت فكرة تكثيف العمل الدعوي وإدخال مشروعات بديلة خاصة وأن هنالك استجابة من الذين يقومون بزراعة هذه الآفة، مؤكداً أن المشروعات التي تمولها الأمانة بالولاية حققت أبعاداً اقتصادية واجتماعية خاصة مشروع شنطة منتجي الصمغ العربي، حيث ساهم في زيادة الإنتاج ولن نتوقف عند ذلك إذ ملكنا المنتجين للصمغ العربي ثلاثة تراكتورات وملحقاتها، لنقل الإنتاج وتوفير مياه الشرب بمناطق الإنتاج كأول تجربة لدعم منتجي الصمغ العربي في السودان.
ورصدت أمانة الزكاة بالولاية أكثر من (11) مليون جنيه كربط لمشروعات 2015، فيما بلغ الربط المقدر لمكاتب التحصيل بالمحليات (56،065) جنيهاً.
وشاركت الولاية في المعرض المصاحب للمؤتمر الدولي للزكاة الثالث بالخرطوم الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي، حيث احتوى جناحها على عدد من المشروعات التي نفذتها أمانة الزكاة متمثلة في شنطة معدات منتجي الصمغ العربي وأدوات الدعم الزراعي لصغار المنتجين، المكونة من محراث بلدي وجوالي تقاوي فول وذرة وكارو، ومشروع الطاقة الشمسية لشحن الموبايلات ويسع الجهاز لشحن (100) هاتف خلال اليوم ونستهدف به المناطق التي لا توجد بها خدمة الكهرباء فضلاً عن مشروع صناعة العصائر البلدية بتمليك النساء المنتجات بالولاية دعماً مالياً لتطوير أعمالهن، وهنالك مشروع ورش النجارة وعندنا نموذج لشاب مول من الديوان ونجح في نشاطه واستوعب معه في المحل (12) عاملاً.
وأكد أن المشروعات التي تمولها الأمانة بالولاية حققت أبعاداً اقتصادية واجتماعية خاصة مشروع شنطة منتجي الصمغ العربي حيث ساهم في زيادة الإنتاج من خلال تدريب (200) عامل في شهر أبريل الماضي، ونتوقع من المشروع أن يخرج (400) أسرة من دائرة الفقر.
أما مشروع توفير (5) ماكينات غسيل الكلى بنيالا بتكلفة (225000) جنيه ساهم في تقليل نسبة من يطلبون العلاج في الخرطوم أو خارج البلاد، بعد أن بات بإمكانهم تلقي الخدمة في الولاية، بالإضافة لهذه المشاريع نفذنا مشروع دورات التدريب التأهيلي واكتساب المهارات في كل من نيالا وعد الفرسان ورهيد البردي بالتعاون مع كلية نيالا التقنية وجامعة نيالا وكلية تنمية المجتمع والهيئة القومية للغابات. وشملت الدورات الحدادة واللحام وقيادة السيارات والتطريز والخياطة والصناعة الغذائية وتكلفة المشروع حوالي (300) ألف جنيه وعدد المستفيدين (225) مواطناً، حيث تم تدريب (100) مشرد على قيادة السيارات وتلقى (105) من النازحين و(50) خريجاً دورات تدريبية في عدد من المجالات وبعد تخرجهم قام الديوان بتمليك وسيلة إنتاجية لكل فرد منهم.