من وحي الأخبار

وزارة خط أحمر

أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم غياب أو تخلف (840) ممتحن عن امتحانات شهادة مرحلة الأساس في يومها الأول بجميع المراكز بالداخل والخارج، وقد لفت نظري في هذا الخبر أن وزارة التربية الولائية هي من تتحدث عن مراكز امتحانات بالخارج، وبدا هذا غريباً بعض الشيء ولكن دعونا في الأهم وهو هذا الغياب وأسأل سؤالاً هل تتم مراجعة أو تسوية تتعلق بهؤلاء المتخلفين أو الغائبين عن الامتحان، وقطعاً إن لهم أسباباً قاهرة مثل أحوال أسرنا وتلاميذنا في بعض الدول التي تشهد اضطرابات على نحو ما أعلن عن تخلف الممتحنين في العاصمة الليبية “طرابلس” لهذا العام وهو ما جرى في ذات المدينة قبل نحو ثلاثة أعوام. جرى العرف القديم على أيامنا على من تفوته الامتحانات فإنه سقط عن الفوز إذ لا توجد أية معالجة أخرى إما أن تجلس للامتحان بشخصك ورقمك الخاص وإما أن العام الدراسي قد قضى عليك وعليه، وعليك بالجلوس مرة أخرى في العام المقبل، وأعتقد قياساً على هذا الرقم الذي اعتبره كبيراً أنه من الأسلم أن تتوافق وزارة التربية الاتحادية أو الولائية بمعالجة تضع اعتباراً للظروف القاهرة والطارئة مثل أحوال الاضطراب الأمني أو الطارئات المصنفة في خانة العصيبة، وأتمنى صادقاً في هذا المقام ألا يكون هناك من تخلف أو أبعد بسبب الرسوم الدراسية أو لأن فاقة ألمت بمسكين فحرمته من التعليم وأقصته عن الامتحان، ويجب أن تتلطف إدارات المدارس وأن تكون اللجان المجتمعية في مثل هذه الأيام حاضرة وقريبة من الناس.  بعض الولايات قد يتأثر تلاميذها حتى بظروف الطيران، التي قد تجعل وصول أحدهم إلى الخرطوم مستحيلاً أو لأية مدينة أخرى أو مركز امتحان، وبعض التلاميذ هم قادمون من خارج السودان سواء أكانوا مواطنين أو غير ذلك، وأذكر قبل ثلاثة أعوام أن عدد المراكز للامتحانات خارج السودان بلغت (41)، وهذا يعني أن ثمة توسع فيها الآن وقطعاً بها أيضاً سواقط ومتخلفون حتماً. بعض الأمور من الأفضل تطوير المفاهيم نحوها، صحيح أن هذه الامتحانات ظلت مرعية ومقيدة بأوابد وشعائر لا يمكن أن تتغير، حتى صارت عبارة (ممتحن) ترتبط بإيقاع وطقوس ومفاهيم صارمة اجتماعياً وتربوياً، ويجب ألا يحصر الأمر فقط في جانبه هذا، بل أعتقد أن الوزارة والمجتمع كذلك بحاجة لتطوير وتحفيز بعض الأبعاد الأخرى – بعد معالجة الغياب – وهي النظر بايجابية وبعين الرحمة لمن يجلسون للامتحانات من داخل السجون والإصلاحيات فأمثال هؤلاء يجب أن يتم تحفيزهم ودعمهم وتقديمهم كنماذج خير وطيبة ومشرفة، فهؤلاء يؤكدون أن الدنيا لم تظلم أمامهم وأنهم يمضون على طريق الأمل والنجاة. وزارة التعليم بحاجة لأن تكون أكثر نفوذاً وأكثر مقاماً بين الوسط التنفيذي للدولة لأنها وزارة إستراتيجية ومن وزارات الخط الأحمر، ولهذا فهي بحاجة لان تدير أمرها بأفق أوسع ويسير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية