بكل الوضوح

عامر باشاب

عُوا الدرس من (عديل المدارس)..!!

{ إذا ما بحثنا في قاموس اللغة العربية وغيرها من اللغات عن مفردات تلخص المفاهيم الإنسانية الهادفة إلى نهضة وترقية المجتمعات ليعلو بداخلها الحس التنموي وتشيع قيم التكافل والتعاضد، بالتأكيد لن نجد أعمق وأبلغ وأقوى من المفردات التي تكون مصطلح (المسؤولية الاجتماعية) أو المسؤولية المجتمعية.
{ فلابد من إحساس  يثير ضمير الفرد منا ويوجه وجدانه ويحركه لواجب الأوطان ليكون الدافع الذي يحثه على المسؤولية تجاه مجتمعه.
{ نعم.. الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع هو الدافع إلى العمل الطوعي والخدمة الوطنية.
{ وددت بهذه المقدمة أن أحيي جهود مجموعة من الشباب الفاعل الذين التقوا بدافع المسؤولية الاجتماعية داخل جسم طوعي اسمه (عديل المدارس) يقوده بحب نجم الكوميديا الفنان الإنسان “طارق الأمين”.
{ (عديل المدارس) وما أدراك ما (عديل المدارس)، هذه المنظمة الطوعية ظلت ومنذ عدة سنوات تنجز في صمت ولم يدخر القائمون على أمرها جهداً في الاهتمام بالمدارس بكل مستوياتها، و(عديل المدارس) في  دخلت شراكات ذكية مع عدد من المؤسسات الاقتصادية بالقطاع الخاص، التي تؤمن بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن والمواطن، لتنطلق هذه الشراكة الذكية لترقية وتحسين الواقع البيئي بالمدارس التي ظلت تعاني من الإهمال وتعدل كل الصور المقلوبة بداخلها وخارجها، وتحيل الدمار الذي أصابها إلى آية من الجمال بعديل وزين العمل الطوعي الذي يشارك فيه الكبار والصغار.
{ ظللنا عبر برنامج (عديل المدارس) الذي تبثه قناة النيل الأزرق يوم (الجمعة) من كل أسبوع نتابع باندهاش كيف استطاعت هذه المنظمة (عديل المدارس) أن تنفض غبار الإهمال عن ما يقارب الـ(250) مدرسة، معظمها داخل ولاية الخرطوم، كان آخرها مدرسة (علي السيد) الثانوية بنات بحي الصحافة غرب.
{ ورأينا كيف كانت ملامح الخراب تملأ أركان جدران المدرسة بالداخل والخارج وبعد ذلك تابعنا عملية التغيير التي أحدثها شباب (عديل المدارس) في المدرسة التي تحولت في ساعات من حال إلى حال.. أي والله تبدل حالها من قبح إلى جمال.
} وضوح أخير
{ حقاً ما تقوم به منظمة (عديل المدارس) مسؤولية دولة بأكملها.
{ لذلك نرجو من السادة الولاة والسادة معتمدي المحليات بكل ولايات السودان أن يعوا الدرس من منظمة (عديل المدارس) ويفعّلوا إحساس المسؤولية بداخلهم ليقدموا خدمات حقيقية لمواطني محلياتهم بنوايا وطنية صادقة بعيداً عن الأغراض والأطماع السياسية.
{ شكراً “طارق الأمين” وأنت تؤكد في كل يوم أنك فنان من طراز فريد وإنسان (ليهو قيمة)، ونتمنى أن نرى في القريب العاجل (عديل المساجد)  و(عديل المستشفيات والمراكز الصحية) و(عديل المراكز والأندية الثقافية).
{ بالمسؤولية الاجتماعية فقط نستطيع أن نوحد جهود أفراد المجتمع ونضعهم في المسار الصحيح لخدمة أهداف التنمية الشاملة التي لا يتذكرها المسؤولون إلا مع اقتراب موعد الانتخابات.
{ بالمسؤولية الاجتماعية نستطيع أن نعالج الانحراف القيمي الذي طال السواد الأعظم من جيل اليوم.