الديوان

"الفيتوري" يعاني ويلات المرض في (الديار المغربية)

صاحب  (الحزنُ الأكبرُ)
 الخرطوم – آيات مبارك
“الشعراء لا يموتون” هاتان الكلمتان كانتا إثر مكالمة هاتفية بين الشاعر “مفتاح الفيتوري” والصحافي السوداني المقيم بالمملكة المغربية “طلحة جبريل”.. هكذا قالها ضاحكاً “صاحب لحظة من وسني” لكن بصوت واهن يغالب المرض منذ العام 2005م وذلك عندما أشيع خبر وفاته.. ولا يزال شاعرنا “الفيتوري” يتقلب كأن الريح تحته وهو طريح الفراش على (شاطئ الأطلسي) في الديار المغربية.. يعاني من شلل إثر جلطة وفاقداً للذاكرة ويجتر في مرارة نبوءة والده القائلة: (إنك ستقضي حياتك غريباً عن وطنك)، فقد طال غياب (سلطان العشاق) و(ابن مدينة الجنينة) وكأنه مرفرفاً بجناحيه في قمة (جبل عوينات) مشتتاً بين “مصر”، “السودان” و”ليبيا”.. معذور فقد خبأت ذاكرته كل الأحداث من تنقل وتسافر.. ليضاجع الآلام والمرض برفقة زوجته “رجات أرماز” وابنته “أشرقت”. فمن منا لم يترنم بأغنية (ما هنت يا سوداننا يوماً علينا)، من منا يصدق أن نرددها نحن من خلفه (قد هنت يا فيتوري يوماً علينا). ”
نبوءة مفتاح الفيتوري
ولأن ” الفيتوري” فطن وثاقب البصر والبصيرة خط في قصائده ما عاشه وما سيعيشه – فالعلماء ورثة الأنبياء – لذلك قال (فالحزنُ الأكبرُ ليس.. يُقال.. دنيا لا يملكُها من يملكُها… أغنى أهليها سادتُها.. الفقراءْ.. الخاسرُ من لم يأخذ.. منها.. ما تعطيه على.. استحياء.. والغافل من ظنَّ الأشياء هي الأشياءَ) جعل ملاحم حياته في بضعة أبيات لنراها ببصيرته الغارقة في الصمت الممض الطويل وفلسفة بسيطة متجذرة (أدنى ما فينا قد يعلُونا يا ياقوتْ.. فكن.. الأدنى.. تكن الأعلى.. فينا). فعذراً شاعر الحرية ومناهضة القيود والاستبداد والاعتزاز بالوطن.. فـيا “مفتاح الفيتوري “وإذا الفجر جناحان يرفان عليك” بغناء عاطر تعدو به الريح، فتختال الهوينى).. فما علينا إلا أن نردد تباعاً (
ولو لحظة من وسني…
تغسل عني حزني..
تحملني..
ترجعني..
إلى عيون.. وطني

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية