من وحي الأخبار

تحرير المريخ

سعدت بفوز المريخ الفاشر المستحق والصحيح على المريخ العاصمي في عقر داره وبين أنصاره، فذاك يشير إلى أن الدوري الممتاز يمضي في وجهته الصحيحة حين تتساوى كل الأندية في حظوظ الفوز والكسب حيث لا حصانة لفريق إلا ببذل عناصره وهمتهم، فهذا من شأنه أن يقوي المنافسة ويكسب البلاد أخر الأمر نشاطاً رياضياً تنافسياً يغري بالمتابعة ويرفع سقف محصلتها الايجابية على أكثر من صعيد، وقد سعدت كذلك لان المريخ الكبير استحق الهزيمة وهو صاغر وذليل، فحينما تتراخى وتلعب باسمك فقط تستحق الخسارة قطعاً، وحتماً (مريخ جمال الوالي) ظل لسنوات يدور في حلقة مفرغة من الفشل المريع، ليس عيباً أن يهزم الفريق أو يخسر بطولة أو عشرة، فذاك ضد منطق المستديرة وشروطها، ولكن المؤسف في حالة المريخ أنه يفشل ويفشل فمنذ سنوات ظل مقيماً في خانة التردي، إذ لا يقدم عروضاً مناسبة وكل عام يرذل إلى مستوى أدنى، يحدث هذا رغم أنه يملك المال والبنيات التحتية الأميز، ويعد الالتحاق بالفريق الأحمر هذه الأيام حدثاً للاعب الذي يقيد، إذ أنه يعني ببساطة أن اللاعب المنضم قد ضمن وضعاً اجتماعياً ويساراً مادياً يؤمن به مستقبله، فضلاً عن حالة النجومية التي تصعد به من مربع غمار الناس إلى مقام علية القوم وسادتهم.  النادي يوفر كذلك معسكرات راقية في أجمل المدن والعواصم ويستجلب خبراء أجانب لأغراض التدريب والتأهيل، ويجري مباريات إعدادية مع أندية عالمية يراها بقية المنافسين المحليين في الفضائيات، هذا فضلاً عن الرعاية الصحية والطبية التي تنقل عادة اللاعب المعطوب في أيام لأرقى المشافي، وكل هذا يعني ببساطة أن لاعب المريخ تتوفر له بيئة أكثر من رائعة ومميزة للبذل والعطاء، ولكن هذا لا يحدث ويخسر الفريق دوماً غالب بطولاته المحلية وبات من المغادرين باكراً في البطولات الأفريقية وربما من المصنفين فيها ضمن فئة الضعاف الهالكين. المريخ، (مريخ جمال الوالي) هذا عار على اسم وتاريخ هذا الكيان، الملايين من عشاق الأحمر اكتحلت نهاراتهم بالإحباط والقنوط وتقتلهم الحسرة على فريق بات كل أمره يحير والجمهور فقط من يعاني في ظل تمسك الإدارة بالقول إن كل الأمور جيدة، واعتقد أن مجلس الإدارة المكون دوماً من أسماء مثل المهندس “همت” و”متوكل أحمد علي” وغيرهما هم أحد أسباب كبوة هذا الصرح الرياضي، لأنهم يديرون النادي بلا حسم وردع مناسب، ولأنهم يشيرون على الوالي استشارات (مهببة) تجلت في تحول الفريق مثلاً إلى مكب لاستقبال مخلفات الهلال الند التقليدي ولعقد صفقات مليارية مع محترفين كأنما يتم توريدهم من جانب جماعة تنتقي الفاشلين فقط. هذا مريخ بالإجمال يا جمال لا نعرفه ولا يشرفنا ولا يرجي منه، والأفضل لرجل الأعمال النبيل والمحترم أن يسلك درباً آخر وأن يوفر أمواله لما هو انفع من إنفاقها على ثلة من الضعفاء، وأعتقد أن في ساحات العمل العام متسعاً لاستيعاب بذله وعطائه، وأما إن كان مصراً فسينفق أمواله وصحته ثم لا يكون حصاده إلا الحسرة. أخيراً انصح كل محب لهذا النادي أن يترحم على فريق كان ملء السمع والزمان والتاريخ، اسمه (المريخ).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية