تقارير

تفاصيل زيارة فوق العادة للرئيس "البشير" لعاصمة دار مساليت

رسم الفرح في وجوه أهالي “الجنينة”
“البشير” يفتتح حزمة من المشروعات بالجنينة والأهالي يبادلونه تحايا الإنجاز ويعبرون عن فرحتهم
 تقرير  – محمد الفاضل
زيارة فوق العادة شهدتها ولاية غرب دارفور لرئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، وما جعلها زيارة فريدة رغم أن الرئيس زارها من قبل هو  امتداد رحلة الرئيس وزيارته في هذه المرة لأكثر من يوم أمضاها ووفده بين أهالي جنينة دار مساليت، جنينة الخير، افتتح خلالها مشروع الحلم طريق الإنقاذ الغربي قطاع الجنينة – زالنجي، بجانب مشروعات أخرى، الرئيس التقى الأهالي عن قرب خلال اللقاء الجماهيري بمدينة الجنينة. وفي محافل الافتتاحات التي حضرها المواطنون وهم فرحون. وفي هذه اللقاءات كان حديث القلب بين الراعي والرعية، قرأ الرئيس ما في أعين الحاضرين فحدثهم بما يريدون، وفي المقابل قرأوا هم ما في تعابير الرئيس من بشاشة فأطلقوا صيحات الفرح بمقدم حزمة من المشروعات افتقدتها الولاية خلال الحقبة الماضية. (المجهر) رصدت عن قرب تفاصيل زيارة فوق العادة إلى عاصمة دار مساليت الجنينة .

تحقيق الحلم
طريق الإنقاذ الغربي قطاع – زالنجي – الجنينة- أدري ظل حلماً يصحو أهالي غرب دارفور على أمله عند كل صباح عسى إن يصبح هذه الحلم واقعاً، فالبعض كان يرى في سبيل تحقيق ذلك تحديات بعضها أمنية وأخرى سياسية واقتصادية، ولكن رئيس الجمهورية قطع قول كل خطيب عندما دشن طريق الحلم فحلت الابتسامة والفرح على شفاه المواطن الدارفوري، فغابت دمعة الحزن من ويلات الحرب  في تلك اللحظات، الرئيس أزاح في صباح الاثنين الستار عن حجر الأساس سطر فيه  ميلاد طريق جديد إضافة حقيقية لثورة الطرق القومية بالبلاد  التي وقفت وزارة الطرق والجسور في الإشراف عليها.
سبب نجاح المشروع
الرئيس “البشير” قال لدى افتتاحه الطريق إن السبب الأساسي في نجاح هذا الإنجاز الكبير بعد الله سبحانه وتعالى، يعود للأمن والاستقرار الذي تحقق في ولاية غرب دارفور. وقال إن الأمن والتنمية هما وجهان لعملة واحدة لاستمرار تكملة كل المشروعات، ونلتزم بها طالما حافظتم على الأمن والتنمية.
“البشير” حيا القوات المسلحة وقوات الأمن والشرطة والدعم السريع التي شاركت في دحر التمرد في إسهامها في تحقيق الأمن .
وتعهد بأن يكون هذا العام هو نهاية التمرد في دارفور وبداية الاستقرار والتنمية حتى تعود لدارفور سيرتها الأولى، وأثنى على دولة تشاد للتعاون المشترك في ظل وجود القوات المشتركة بين البلدين والتي كان لها دور كبير في الاستقرار والأمن على الحدود.
وشكر أيضاً دولة قطر التي رعت اتفاقية سلام دارفور وحتى وصلت لوثيقة دارفور.
وأشاد بجمهورية الصين من ما قامت به من عمل وإنجاز كبير في مجال الطرق.
تكملة بقية قطاعات طريق الإنقاذ
الرئيس وعد في حديثه بتكملة افتتاح القطاع الرئيسي لطريق الإنقاذ الغربي الفاشر – أم كدادة – النهود، قائلا: (عشان إي زول يركب باص مكندش من الخرطوم الفاشر إلى الجنينة). وتابع قريباً ستكون هناك مشروعات خط السكة حديد حتى تصل الجنينة بتشاد.
وطالب بالمحافظة على النسيج الاجتماعي وقال إن التنمية كان مفترضاً إن تكتمل من العام 2003 لولا التمرد الذي حدث في دارفور، وكانت كل المشروعات تركناها خلفنا ودارفور تكون في تطلعات أخرى.
تحية لوزارة الطرق
وحيا الرئيس وزارة الطرق والجسور والهيئة القومية للطرق والجسور للجهود التي بذلت في إكمال هذا الطريق القومي المهم بربطه بالمدن المختلفة لولايات دارفور، حيث وصف وزير الطرق والجسور “عبد الواحد محمد يوسف” طريق الإنقاذ قطاع زالنجي – الجنينة بأنه عنوان للتنمية ومسيرتها بالولاية. وقال إن هذا الإنجاز الذي تم هو بعزم الرجال رغم الصعوبات والإشكالات والمؤامرات التي تحاك ضدنا.
وأضاف أن الإنقاذ تحمل في يدها البندقية لبسط الأمن والاستقرار، وفي يدها الأخرى تسير في عملية التنمية وتعمر وتوفر كل وسائل الراحة لأهلنا في كل ربوع السودان بصورة عامة ولأهلنا في دارفور بصفة خاصة.
وقال إن زمن المعاناة التي عايشها أهلنا في دارفور أيام المبيت في الخيران والوديان، في انتظار إن تجف من المياه وتعبر العربات واللواري  قد انتهى هذا الزمن الصعب، والآن تعبر السيارات ويتنقل المواطن بين الجنينة وزالنجي في ساعات قليلة وزمن وجيز.
وبشر بأن هذا الطريق سيعود بالفائدة الاقتصادية وتأتي الخيرات من مختلف ولايات السودان الأخرى بإذن الله.
وشكر “عبد الواحد” الشركات الصينية وبالأخص شركة (جيو) الصينية، وكل المهندسين والعاملين في هذا القطاع المهم.
رسالة لحملة السلاح
وبعث الوزير “عبد الواحد” برسالة للذين يحملون السلاح بأن التنمية لا تأتي بالسلاح، ولكن بالرجوع إلى صوت العقل حتى تستمر عملية التنمية والاستقرار, وقال إن دارفور ستشهد قريباً افتتاحات لطرق وربط الولايات بالمحليات في مختلف إقليم دارفور.
وقال والي ولاية غرب دارفور “حيدر قالوكوما” إننا اليوم في محفل كبير بمناسبة افتتاح طريق الإنقاذ الغربي الجنية زالنجي، بأنه أصبح واقعاً ماثلاً أمامكم يا أهلنا في دارفور، ويمكن إن يكون هو قلادة شرف لكل أهل ومواطني الولاية.
ووعد بأن في الأيام القادمة ستشهد افتتاحات لمشروعات السلطة الإقليمية لدارفور ومشروعات الجنينة عاصمة الثقافة.
وأكد على أن رتق النسيج الاجتماعي الذي تقوم به الإدارات الأهلية له دور كبير في مسيرة التنمية.
وقال إن طريق التنمية الآن أصبح (سالك) ولن تكون هناك أي طريقة لوجود جيوب التمرد.
وأضاف في حديثه بأنهم طرحوا لرئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء بالولاية أمس كل المقترحات والمشروعات التي يريدون تنفيذها في الولاية، وتقبلها الرئيس بصدر رحب ولم يرفض لنا إي طلب لخدمة إنسان الولاية.

بداية زيارة الرئيس
ضربة البداية للقاءات الرئيس خلال زيارته كانت في يوم وصوله يوم الأحد  إلى عاصمة غرب دارفور – الجنينة بمخاطبة حشد جماهيري في الاحتفال بالعيد القومي لمنظمة الشهيد لدورته (23)، الرئيس تعهد خلاله  بضبط السلاح وحصره في يد القوات النظامية، وأعلن رفضه لأي دعم من قبل المنظمات الأجنبية للانتخابات العامة المقبلة. وقطع بالقضاء على الجبهة الثورية المتمردة. وتابع: (نقول  للذين ينتظرون الجبهة الثورية قريباً ما حيكون في جبهة ثورية تاني في دارفور).
دعوة للأهالي
وحضّ الرئيس مواطني دارفور بعدم الالتفات لمن  يحرضونهم ويبثون الفتن بينهم. وقال: (مافي زول تاني بقتلوه ساي). وسخر من الذين يقللون من عملية الحوار الوطني، مشيراً إلى أن الحوار (لكل الناس إلا من أبى).
ودعا حملة السلاح بالإسراع في الانضمام لركب السلام. وقال: (البخت سلاحو وبجينا أهلاً بيهو والما بجينا نحنا بنمش ليهو محل ما كان). وأعلن رفضه تمويل الانتخابات من قبل المنظمات. وقال مخاطباً إياهم: ما دايرين أي قروش منكم.
 وتحدى الرئيس الأحزاب السياسية بخوض الانتخابات، وقال: (الأحزاب ما عندها جماهير لأنهم انفضوا منهم). وتعهد بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. وفتح الفرصة للأحزاب لمخاطبة الجماهير وندد بالرسوم المسيئة للرسول عليه السلام.
الرئيس يعلن الإبقاء على الوالي
وبشر رئيس الجمهورية ببقاء والي ولاية غرب دارفور”حيدر قلوكوما” في منصبه. وأشاد بالإدارات الأهلية ووعد بتكملة مشاريع التنمية بالولاية وبسط الخدمات، ووصف فتح طريق الإنقاذ الغربي قطاع الجنينة – زالنجي بأنه إنجاز كبير. ووعد برصف طريق (نيالا – كاس – زالنجي) وطريق (نيالا – الفاشر).
الرئيس افتتح خلال الزيارة التي امتدت ليومين عدداً من المشروعات الخدمية، من بينها مباني أسر الشهداء، ومياه وكهرباء الحي التركي بالمدينة، مشاريع للتمويل الأصغر، وتمليك وسائل الإنتاج لأسر الشهداء، ودشَّن نفير جامعة الجنينة، وافتتح المعرض الإسلامي.
الرئيس تعهد بكفالة أسر الشهداء وتقديم كل الخدمات التي توفر لهم العيش الكريم وتمليكهم وسائل الإنتاج والمشاريع الإنتاجية المختلفة..
الرئيس “البشير” غادر ولاية غرب دارفور في اليوم الثاني وقد رسم آمالاً عريضة بمشروعات قادمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية