من وحي الأخبار

المرور

الحادث المروري البشع والكبير الذي حدث على أحد جسور العاصمة قبل يومين يجب  أن يلفت نظر الناس والمسؤولين إلى تصاعد مثير للقلق في حوادث السير على الطرقات، تتكرر كثيرا الأخبار المفزعة والتي انتقلت بمسرح جريمتها من طرق السير السريع إلى الجسور ومداخل الأحياء والمدن، فئ كل المشاهد تتكرر المأساة والفجيعة ودوماً يبقى التعليق المحفوظ أن (السرعة الزائدة) هي الجاني أو (التخطي) وربما رداءة الطريق وهلاك الإطارات، ويتم في العادة لملة أشلاء الضحايا وكنس الطريق من اثأر المصيبة قبل الانصراف إلى وجهة أخرى في انتظار إخبارية بوقوع مصاب آخر
المتهم الأول والأساسي في الحوادث بتقديري هو السرعة الزائدة، الاندفاع والقيادة بتهور هي أساس أي حادث يقع، فتحت إثرها تعرض نفسك لرداءة الطرق، المليئة عادة بالثقوب والمطبات والتفوق في هذا حازه شارع الخرطوم جبل الأولياء فيما يلي منطقة طيبة الحسناب ! والسرعة العالية قد تقودك لاختبار صناعة إطارات السيارات والتي تكون في الغالب (مضروبة) ومن ثم فإن انقباض مفاجئ للمكابح يعنى ببساطة أنك ستجد نفسك وربما أسرتك محمولين على صدر سيارة من خلفك تكفلت بكنسك من فوق الأسفلت، لأن سيارتك قد صارت كسيحة هذا إن لم تتقلب على الخط الأسود حيث مرقدك.
شرطة المرور نشهد لها بكثير من التميز والجهد، لا ينكر هذا إلا مكابر أو عنيد، هؤلاء الرجال حسب ما نرى ونتابع لا يكلون أو يملون، نفر يحترم من قطاعات الشرطة بلا شك وهم من بعد ذلك مدعومون حسب ما نتابع بإسناد فني متطور من رادارات وكاميرات مسابقة، ولكن ما أعيبه – وربما العيب في القانون – إن غالب العمل الوقائي والمنعي لحوادث السير ينحصر فقط في حملات الضبط المروري، وتحرير مخالفات لمن لم يربط الحزام أو يحمل رخصة، وعادة تنصب كمائن الضبط تلك في مواقع ضيقة وزوايا منعطفات ليفاجأ بها السائقون فلا يملكون مساحة للتقهقر والرجعى، وبالمقابل قل إن تجد حملة ترابط وتطارد مسرعاً بعربة في الطريق أو متجاوزاً لإشارة حمراء أو (راكن) سيارة خطأ في موقف أو شارع رئيسي، فتتعطل الحركة وتتعقد عملية المرور للمركبات والمشاة ولا مخالفة تحرر لهذا النوع من التجاوزات. وإن حدث فلربما يكون على مرات قليلة، ولذا من المهم تفعيل جوانب الرقابة والتتبع إلكترونياً أو عبر الحضور الميداني على الأرض لأنه وبأقرب الأمثلة لغالب الحوادث، فإن الجناة من السائقين وقبل نقطة الحادث تبدر منهم من سرعة وخلافه ما يشير إلى هذا التهور قد يفضي إلى كارثة  تقع في الغالب.
يجب التدخل  المسبق بالتنبيه والتوقيف والإيقاف بما يحقق المنع والوقاية وللأسف فإن هذا لا يحدث، وحتى إن تقدمت كمواطن بشكوى أو مضيت نحو مكاتب شرطة المرور وقلت إن السائق كذا بالعربة رقم كذا تجاوزت أو هددت الشارع العام، فأغلب الظن أنك ستصنف في خانة ..ما عندك موضوع !

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية