شتاء المدارس..!!
حسناً فعلت وزارة التربية بولاية الخرطوم أن عدلت مواقيت الدوام اليومي بالمدارس ورياض الأطفال لتبدأ الحصص واليوم في التاسعة مع حزمة موجهات إدارية، مراعاة لتقلبات الطقس عقب موجة البرد التي تشير مراصد الأرصاد الجوية إلى تمددها ببعض أرجاء البلاد لنحو أسبوعين ببعض أرجاء البلاد، والقرار مبادرة جيدة وإن كان يتطلب ملاحقة ومتابعة وجهداً مجتمعياً ورسمياً يحيط ببيئة الظرف البيئي الماثل.
أتحدث هنا عن أوضاع بعض المدارس والتلاميذ من حيث ظروف بعض المدارس التي تفتقد في الأساس ظروف التشييد المناسبة، فبعضها من مواد محلية ذات ثغرات تعاني في مثل ظروف البرد والرياح، فضلاً عن أن ظروف بعض التلاميذ في الأحوال العادية تتعثر مع عدم وجود وجبات.. وهكذا، فالإشكال القاسي قد لا يواجه المدارس التي لديها مركبات نقل يخصصها بالإيجار أولياء الأمور أو المدارس نفسها فتلك أصلاً تضم تلاميذ أحوالهم مستقرة إلى حد ما، وإنما الأثر سيكون على مدارس أخرى، وهذه كثيرة في أطراف العاصمة وبعض الولايات، وفي المناطق تحديداً التي نكبت مؤخراً بطارئات السيول والأمطار.
ووددت لو أن بعض الناشطين في العمل الطوعي مثل مجموعة (جانا) وغيرها ولهم مبادرات بشأن كسوة الشتاء، وددت لو أنهم ركزوا جهدهم على تلك الفئة من التلاميذ، ففي مثل حالتهم ليس المهم أن يبدأ اليوم الدراسي متأخراً بقدر ما يهم أن يكون الفصل الدراسي واقياً من البرد ووجبة ساخنة مهما كانت بسيطة تنتظرهم في مواقيت الفسحة، فهذا يشكل لهم عوناً ودعماً أكبر من قرار تعديل التوقيت الدراسي نفسه، رغم أنه كما قلت مبادرة جيدة ومحل التقدير.
مهم وهام كذلك أن تتحسس وزارة التربية الاتحادية وأذرعها الولائية أحوال المدارس في الولايات التي يجتاحها البرد مثل الولاية الشمالية التي بانتظارها موسم عصيب، وذلك أن الإعلام يركز في المنشط والمكره على الخرطوم وقد يسقط مدناً وولايات أخرى في خط المعاناة وتحت أثرها، وراجعوا مؤشرات موجة البرد ودرجات الحرارة لتدركوا بعض المدن.
إن قوام الفئة العمرية التي ستعاني أغلبها من الأطفال، وهذا سيجعل الأسر تعلن حالة الطوارئ تحسباً، وأعلم بالخرطوم أن كثيراً من أولياء الأمور وبعد شيوع أنباء موجة البرد قد اضمروا منع أطفالهم من الذهاب للمدارس والرياض، وهذا يلقي بأعباء كبيرة على عدد من الجهات، من الأرصاد إلى وزارة التربية للتنسيق من أجل تنوير الرأي العام بما لا يثير الفزع، خاصة وأن البرد الشديد هذا بدا تقلباً مناخياً لم يعتده السودانيون!!
وليحفظ الله الجميع!!