(المجهر) تكشف الحقيقة الغائبة بشأن كوبري المنشية
ما بين التهويل والتخويف وغياب المعلومات
تقرير: محمد جمال قندول
ما هي المواصفات والمقاييس لصناعة الطرق الكباري في السودان؟ وما هو العمر الافتراضي للطرق والجسور؟ كباري أنشئت منذ عهد الإنجليز يصاحبها الصمود لأكثر من(100) عام وأخرى يصيبها التصدع بعد سنوات من إنشائها!!، ما هي معاير اختيار شركات الإنشاء والمقاولات؟ وهل تتم الرقابة من قبل الجهات المعنية علي إنشاء هذه المرافق الحية؟ أم أن الأمر ينتهي برساء العطاء علي الشركة المنفذة؟
عدد من الاستفهامات صاحبت تداعيات قرار وزارة البنى التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم، القاضي بإغلاق جسر المنشية الذي لم يتعدي عمره الإنشائي سوي تسعة أعوام، أمام الشاحنات لأجل غير مسمي تمهيدا لبدء أعمال الصيانة لتلافي جرف جزئي علي احد جوانب الجسر، بحسب الوزير “أحمد قاسم” الذي قال إن القرار جاء إثر تداعيات الفيضان العالي للنيل بثلاث ذروات متتالية في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر.
انتشار صور
لم يكن قرار الوزير الذي تصدر أخبار صحف أمس الأول مقنعاً للكثيرين، سيما عقب انتشار صور حية تم تداولها عبر الوسائط يوم أمس، تشير إلى أضرار كبيرة أصابت (علب) الجسر عند مدخله وأحدثت تصدعات، الأمر الذي خلف استهجاناً واستنكاراً الكثيرين خاصة أن الوزير أشار إلى أن سرعة جريان تيار النيل الأزرق بسرعة لافتة أفرز (هدام) حاداً على الشاطئ الشرقي للنيل في منطقة الكبرى مما أثر على الطريق المسفلت شرق الكبرى مباشرة أمام الجسر محدثاً جرفاً جزئياً في تربة الطريق، واعتبروا التصريحات ـ تطمينات أريد من وراءها التستر على عيوب هندسية صاحبت بناء هذا الجسر الذي لم يكمل بعد عامه العاشر.
مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بوزارة البنى التحتية الأستاذ “أبو سفيان” لفت في حديثه (للمجهر) حين قامت الصحيفة بإيداعهم خطاباً رسمياً لإجراء تحقيق صحفي حول جسر المنشية، إلى أن جسم الكبرى لا تشوبه شائبة، والأمر لا يعدو عن كونه صيانة في الطريق المؤدي للجسر.
مشاكل الكباري وعلاجها
رئيس المجلس الهندسي العام بالسودان د.”حسن عمر” تحدث لــ(المجهر) قلل من ما أثير عن تعرض كبري المنشية لتصدعات. وأشار في حديثه إلى أن (الكباري) دائماً ما تتعرض لمشاكل ويتم حل الاشكالية المتعلق بها ولديها منهج علمي محدد ودولي وأي (كوبري) يتم صيانته بصورة دورية مع وجود دورات تفتيش مستمرة للكباري كل عام من أجل متابعتها.
وأضاف د. “حسن” في حديثه إلى أنه يجب عدم تهويل الموضوع خاصة في الراي العام وذكر أن مثل هذه المسائل حساسة للغاية ويجب التحري فيها لأنها معلومات علمية.
واسترسل قائلا: (الكثير من الأقاويل من قبل نسجت حول الكباري ومنها كوبري أم درمان بأنها سوف تنهار وغيرها وتمت صيانة كوبري أم درمان وعاد أفضل من الأول) .
تهويل إعلامي
الخبير الهندسي “شرف الدين بانقا” قال لــ(المجهر) إنه ليس هنالك تصدعات وما يثار هو فرقعات إعلامية واسترسل: (أخوانا في الإعلام بتعاملوا مع الحاجات دي بحساسية شديدة).
وكشف “بانقا” أن كل ما حدث هو تغيرات في مجري النيل جرف مجراها من الناحية الشرقية للكبري نتج عنها نحر مستمر للمدخل الخرساني وجزء من الردمية قبالة الناحية الشرقية وليست هنالك صعوبة في هذه المسائل ويتم احتواؤها بكل سهولة .
وأضاف “بانقا” أن الدراسات التي قامت على أساسها الكباري هي شقان الاقتصادي واختيار المكان المروري المناسب، مشيراً إلى أنهم في السودان يحاولون اختيار أضيق مكان من أجل التكلفة العالية للكتلة الخرسانية إضافة إلى اختيار مكان يساهم في حل إشكالية مرورية
وما يحدث في كوبري المنشية مجرد أخطاء ولها علاج وليس بهذه الصعوبة المهوله في الإعلام.
واستنكر “بانقا” في حديثه لــ(المجهر) (من يتنادون بوجود مشاكل وأخطاء هندسية يظلمون المهندسين) وقال: (ليست هنالك أخطاء هندسية وإنما أحيانا أخطاء تخطيط) .
شائعات وأقاويل
وأثيرت في الآونة الاخيرة الكثير من المعلومات عن أخطاء هندسية في الكثير من المنشأت الهندسية من بينها كوبري القوات المسحلة قبل عامين مما أثار الكثير من الجدل واللغط حول كيفية اختيار التخطيط الهندسي التي تتم بها المؤسسات وتوالت من خلال اثارت الملعومات حول عدد من المنشأت منها كوبري امدرمان
وتوالت أثارت الأخطاء الهندسية في الظهور مجدداً بموقف (شروني) في الصحف مؤخراً قبل أن تخرج الصحف في الأيام الماضية بخبر تصدعات بكوبري المنشية ووجود أخطاء هندسية وقوبلت بالنفي من المسؤولين.