وأضل سبيلاً
إن واحدة من أهم أسباب تضييق مساحات المناورة أمام حركات التمرد الناشطة حالياً أو تلك التي قد تنبثق عنها ستبقي وتظل تسد المنافذ أمام فرص العيش والتمدد لأسباب حمل السلام، بعض من هذه الأسباب سياسي والجهد في هذا بين وواضح إذ صار يمكن لأي شخص أن يكون وزيراً ووالياً بل ومسؤولاً كبيراً وبالتالي فهو سبب تم استدراكه حتى تجاوز شروط صحته ووجوبه ولكن تبقى أسباب الخدمات وتغيير الأنشطة الاقتصادية وربط الجزء المعين ببقية البلاد وتكثيف التعاطي الإيجابي بالتوعية عبر رسائل التنوير التي تدحض فريات التجهيل المتعمد لبعض المناطق.
كذلك من المهم والهام سد ثغرات في جنبات الوطن هي التي تطيل آماد الحروب ببلادنا ، فمعروف مثلاً أن منفذ الجاو وبحيرة الأبيض لا يزال خطا خلفيا لإمداد التمرد بجنوب كردفان فيما يبقى بعض أجزاء ولاية جنوب دارفور ويعلم السكان المحللين ببعض المحليات أن حركتي “عبد الواحد نور” و”مني أركوي” تتحرك من و إلى منطقة شرق الجبل ذهاباً وعودة من جنوب السودان ولهذا يمكن اعتبار مناطق مثل تجريبة ودفاق والفرش وكندي بمحلية برام معابر متوقعة لمثل أحوال العبور والتي يناهضها السكان المحليون قدر استطاعتهم ولكن المطلوب جهد دولة بدافع تأمين الأمن القومي من خروقات التمرد المدعوم من جنوب السودان او بعض الدوائر فيه
تطويق حركات التمرد وقطع طريق الإمداد أمامها عملية مهمة ليست شاقة لكنها تحتاج لجهد عسكري وهذا اختصاص من نثق فيهم وأيضاً جهد سياسي وخدمي تنموي يحول تلك المناطق إلى حصون محمية برفض أهلها لأي خراب يحمله داعية عدالة وتحرير، من تجارب تجار الحروب الذين دخلوا جنوب كردفان قبل عقود فما ربح المواطن منهم سوي التشريد والقتل والسخرة وتكرر الأمر بدارفور فشرد المواطنون وبقي قادة العدل والمساواة وحركات التحرير الدارفورية في معاشهم الرغيد في مدن الغرب الكبير وليس غرب السودان.
إن مشكلة هذه البلاد أن بعض الساسة يتاجرون بشعبهم، المعارضة صارت استثمار وبزنس، وعوائد إعلامية وسياسية يسيل لها لعاب أصحاب الأغراض .في سبيل ذلك لا بأس إن مات الجميع وشوهت سمعة البلاد وأهلها ولهذا أظل دوماً أقول إن الحكومة قد تكون غير متفق عليها ومحل انتقاد وقد يتطرف شخص ويعدها كريهة لكن المعارضة خاصة المسلحة فوق هذا بل وأضل سبيلاً.