غصن زيتون وبندقية
لو كنت موجهاً ولو جاز لي ذلك لاقترحت أن تتوزع القيادة السياسية والبرلمانية على الفرق العسكرية مخالطة مع الضباط والجنود المجاهدين في الخطوط الأمامية ومتحركات جندنا الأبطال، شحذاً للهمم وتقوية للعزائم وعوناً لهم لتفقد الحال وإكمال النواقص بالإجراء الفوري والعاجل، هذا مع الاستمرار في الوقت ذاته في توجه الحرص على التفاوض مع المتمردين، فالمسار العسكري والعمل الحربي لا يتقاطع مع توجه الدولة عبر وفدها المفاوض نحو السلام ووفقاً لثبات نظريات التفاوض، فكلما أفسحت لنفسك عسكرياً على الأرض كلما جلست على طاولة المفاوضات مرتاحاً وفي كل جلسات الجولات الثلاث الأخيرة كان “عرمان” يجلس على الحافة ويجب في جولة (يناير) أن يكون واقفاً.
الدعم المعنوي والمادي لمقاتلينا يجب أن يكون أولوية الآن، فالعدو مصر على العراك ولتكن إذن مشيئة الحرب وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله من ورائه فتحاً كبيراً، ويجب ألا نستعجل النصر، دعوا القوات المسلحة ترسم خططها وتقدر مواقفها وفق أهدافها المرصودة وحسب خبراتها التي جعلتها أعظم جيوش المنطقة خبرة وتمرساً في القتال والمناجزة وأعينوها كما قلت بالعون والسند بالمال والرجال، فهي منكم وإليكم وبكم وأطلقوا يد قوات الدعم السريع فهي أشد إرعاباً للعدو والذي في كل مخططاته بدارفور والمنطقتين يتحدث عن حلها لانه ذاق قوة بأسها وبطشها.
مسار العملية التفاوضية يجب أن يستمر تواصلاً مع القوى الحزبية الوطنية بالرأي والتشاور ونزولاً لأهل المناطق المعنية بأمر السلام، وتواصلاً كذلك مع الأصدقاء من دول الجوار والدول الصديقة شرحاً وعرضاً للمواقف الحكومية وأطروحاتها في مشروع السلام وهي أطروحات موضوعية أثق في أن شرحها يضيق مساحات المناورة لدى المتمردين الذين لا يقلقني تحركهم العسكري، فذاك أمر سيحسم وإنما يجب اضطرارهم لأضيق الطريق أفريقيا وأوربيا ولدي المنظمات الدولية.
انجاز مشروع للسلام بدارفور والمنطقتين يجب ألا يستهلك الناس ويردهم عن بقية مسارات السعي الوطني لتحقيق وفاق شامل عبر الحوار الوطني الذي آن الوقت لان يتحرك إلى محطة الفعل الظاهر والانعقاد الكامل حضر المتمردون أم غابوا فقد تطاول الأمر ووضح أن بعض القوى إما أنها غير راغبة فيه أو أنها ترهن مشاركاتها بعمل أقرب للابتزاز وهذا غير مقبول ومرفوض.
فلتنهض كل الأطراف الوطنية إلى واجباتها والوطن وشعبنا في انتظار الكثير ولم يعد أحد يأبه كثيراً بهوية الناشطين في الأمر بقدر ما نريد المحصلة النهائية وأمامنا تحديات عديدة ومهام كبيرة والظروف معقدة ونريد انفراجات تتحقق بالتقارب واستقبال أي يد ممدود.