حوارات

نائب رئيس حزب (العدالة والتنمية) مسؤول الشؤون الخارجية لـ(المجهر)

خطاب “الترابي” في المؤتمر حوى قيماً نتشاركها جميعاً!!
(الحوار) هو ما تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم بدلاً عن الحرب والتنافس!!
نحن لا ندعم هذا التنظيم.. (داعش) نشأ في العراق الذي تسيطر عليه أمريكا!!
سر نجاح تجربة (الإسلاميين) الأتراك أننا حولنا الدولة كخادمة للشعب لا حاكمة له!!
دافع رئيس حزب (العدالة والتنمية) الحاكم بتركيا ومسؤول الشؤون الخارجية للحزب البروفيسور “يس أقطاي” وهو أكاديمي وإعلامي وسياسي من مواليد (1966) في مدينة (سيت) جنوب شرق تركيا، حاصل على الدكتوراه في العام (1997)، مؤلف ولديه ما يقرب من (10) كتب، دافع قائلاً إن سر نجاح تجربة (الإسلام السياسي) في تركيا هو ما وصفها بالإدارة الرشيدة والديمقراطية داخل الحزب وفي البلاد بأكملها، التي حولت معنى الدولة في تركيا لتكون خادمة للشعب وليست حاكمة له، ودافع عن سياسة بلاده الخارجية نافياً أن تكون لبلاده أطماع (عثمانية) في المنطقة، مشدداً على وقوف بلاده ضد الإرهاب، إلا أنها الآن تقاوم الدخول في هذه الحرب على (داعش) التي ألمح إلى أنها صنيعة أمريكية.
(المجهر) التقته عقب نهاية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني صباح أمس وطرحت عليه العديد من الأسئلة حول القضايا الإقليمية.
حوار – صلاح حمد مضوي
{ كيف تنظرون إلى تجربة (الإسلاميين) في السودان؟
_ نحن دائماً نحترم تجربة السودان في إدارته الإسلامية وكنا نتابعها ومواقفه المستقلة، وكنا نتمنى أن تقف التجربة على أرجلها، ودائماً ما نتابع عمق الثقافة في السودان كما كان “حسن الترابي” على سبيل المثال، فهو دائماً شخص كان يتابع من قبل الشعب التركي وهو شخص مثقف وحكيم يمتاز بالحكمة، و”عمر البشير” طبعاً، هما الاثنان عملا معاً في البداية ثم اختلفا وهذا بالطبع أمر لا يهمنا في الحقيقة، لكن دائما السودان له سمعة جيدة، وله تجربة نحترمها في (تركيا).
{ كيف قرأت خطاب دكتور “حسن الترابي” الذي ألقاه في فاتحة المؤتمر؟
_ ما تحدث عنه هي قيم نتشاركها جميعاً.. هي قيم الإسلام وقيم العدالة والحوار والشورى، وكل ما تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم هو الحوار بين بعضها البعض بدلاً عن الحرب والتنافس الذي لا ينتهي ولا يصلح للأمة، لكن الاعتصام بحبل الله جميعاً ولا نتفرق.. وما فهمته من خطاب “حسن الترابي” كان في ذات الاتجاه.
{ ماذا ستقدم تركيا للحركة الإسلامية في السودان في ظل الأوضاع الراهنة؟
_ تركيا تتابع الأوضاع في السودان من الخارج، ولا نريد أن نعلق على التفاصيل هنا، لكن توجد بحوث ويوجد حوار، وأينما يوجد حوار ومسار ديمقراطي فذلك شيء إيجابي.. لا يوجد هيكل أو جدول معين يقول إن هذا (إسلامي) والآخر غير إسلامي.. الإسلام أصل الأشياء فيه هي الإباحة، ولهذا توجد لدينا مساحات وبدائل كثيرة للسياسات، ليس لنا خط واحد ولكن بالاستشارة والتوافق.
{ ما هو سر نجاح تجربة (الإسلام السياسي) في تركيا؟
_ سر النجاح هو الإدارة الرشيدة والديمقراطية داخل الحزب وفي تركيا كلها، وتركيا حولت معنى الدولة هناك لتكون خادمة للشعب وليست حاكمة له.
{ هذا ما قلته في المؤتمر؟
_ نعم.. فحينما تكون حاكماً على الشعب فإنه يرفضك، تبعد حينها عن الشعب ولا تتوحد معه، الآن لدينا في تركيا قوة الشعب توحدت مع قوة الدولة وزادت أكثر فأكثر، والسر الآخر هو موضوع (الخدمات).
{ التنمية؟
_ نعم.. فدورنا الأول هو إطعامهم من جوع، وأمنهم من خوف.. هذا هو دورنا الأول الذي تركّز عليه عمل الدولة.
{ موقف تركيا من (تنظيم الدولة الإسلامية)– (داعش) شابه الغموض؟
_ تركيا ضد أي شكل من أشكال العنف والإرهاب، ونحن لا نقف  ولن نقف مع الإرهاب ولا يمكن أن نقف هذا الموقف.. و(داعش) هي التي هاجمت الناس وقتلتهم بشكل إرهابي، وطبعاً نحن نراها إرهابية، وهنالك ضغط علينا، ونحن عضو في حلف (الناتو)، ونحن في التحالف الذي أتى لمكافحة إرهاب (داعش).. لكن نحن لا نرى أن هذا التنظيم هو الوحيد الإرهابي، فهنالك الكثير من الإرهابيين في هذه المنطقة، وهذا الإرهاب جاء نتيجة للإدارة السيئة من قبل هذا التحالف سواء في (العراق) أو (سوريا)، لأن هذا التحالف ومنذ (12) عاماً عقب احتلال العراق ارتكب أعمالاً سيئة جداً وبخاصة في الإدارة التمييزية لحكم “المالكي”.
{ البعض يتهمكم بأنكم من يدعم (داعش)؟
_ لا .. هذا أمر غير معقول…
{ (مقاطعة).. في سوريا دعمتم (داعش)؟
_ لا أبداً.. تركيا لا تدعم (داعش)، لكنها  دعمت (الجيش الحر) علانية وما زالت تدعمه وفقاً لتحالف دولي، ولأنه ممثل شرعي، نحن نقف مع (الجيش الحر) بالكامل ولا نقف مع عدوه، فـ(داعش) عدو لـ(الحر)، فكيف تدعم تركيا (عدو صديقها)؟ هذا أمر مستحيل.. أقول لك هذه (دعاية) أتوا بها من أجل الضغط على تركيا للدخول مباشرة في الشرق الأوسط.
{ كأنك تلمح إلى دول أخرى بأنها هي من كونت (داعش)؟
_ أنا أذكر من يتهم (تركيا) بدعم (داعش) أين نشأ هذا التنظيم؟ لقد نشأ في العراق.. ومن يدير العراق منذ (12) عاماً؟ أمريكا.. (داعش) نشأت في العراق الذي تسيطر عليه أمريكا، وهو يستخدم أسلحة أمريكية وصينية وروسية لا تستخدم رصاصة تركية واحدة، فكيف إذاً نحن ندعم (داعش)؟!
{ لماذا تباطأتم وتركتم (كوباني)؟
_ لم نترك (كوباني) لأي أحد، وهي في حدود سوريا.
{ لم تقدموا لها أي دعم؟
_ نحن قدمنا الكثير من الدعم الإنساني.. نحن لا أحد يتهمنا بأننا نقدم أسلحة أو نتدخل في الشؤون السورية بشكل مباشر في هذه الحرب، إنما دورنا الأول هو أن نقيم السلام في العالم، أن نقيم السلام حتى في سوريا والعراق.. نحن دورنا لا ندعم أحد على الآخر، لم نتخذ إلا موقفاً واحداً مع (الجيش الحر) ضد “بشار الأسد”، لكننا لا نريد أن نتدخل في أي شأن في العراق وسوريا، وما يأتي في (كوباني) هو أمر عادي حدث في عدة مناطق بسوريا ولكن لا أحد يشعر أو يعترض أو يصوت على هذه الحالات.. هنالك (300) ألف قتلوا من النساء والأطفال والرجال في سوريا من قبل النظام عبر الهجمات الجوية بالبراميل المتفجرة.
{ لماذا طالبتم بمنطقة عازلة في (كوباني)؟
_ نحن لم نطالب بمنطقة عازلة في (كوباني) فقط، إنما نريد منطقة عازلة في سوريا كلها كمنطقة آمنة للاجئين السوريين، لأن الحرب أثرت على تركيا حيث لدينا ضيوف بلغوا قرابة مليونين من اللاجئين السوريين في داخل تركيا، وهذا الأمر له آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية، حيث نتضرر من هذا الوضع.
{ كيف تنظر إلى العلاقات التركية المصرية؟
_ تركيا ضد الانقلابات العسكرية على الحكومات المنتخبة، أياً كان نوع هذا الانقلاب، وللأسف الشديد توجد بعض الدول الأفريقية دائماً ما يتم فيها تداول السلطة عبر الانقلاب ويأتي ضد إرادة الشعب.
{ المصريون يقولون أن تركيا تتدخل في شؤونهم الداخلية وتدعم (الإرهاب) الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين؟
_ الإرهاب هو الانقلاب…
{ (مقاطعة).. لماذا لا تحترمون خيار الشعب المصري الذي خرج إلى الشارع بالملايين في ثورة (30) يونيو؟
_ الشوارع للتعبير عن الرأي والاحتجاج، لكن القرار الديمقراطي يأتي عبر الصناديق…
{ (مقاطعة).. هذا خيار الشعب المصري فلماذا تتدخلون في شؤونه الداخلية؟
_ ليست إرادة الشعب.. إرادة الشعب تختلف…
{ (مقاطعة).. هذا خيارهم فلماذا تتدخلون في شؤونهم؟
_ نحن ضد كل أنواع الظلم.. هذا أمر فيه ظلم.. نحن طبعاً لا نتدخل في شؤونهم الداخلية ولكننا نأخذ موقفنا.
{ هل تدعمون جماعة الإخوان المسلمين بالسلاح؟
_ لا ندعم أية جماعة، والأهمية ليست جماعة الإخوان ولا أي أحد، والانقلاب حتى لو قامت به جماعة الإخوان المسلمين ضد العلمانيين لكنا رفضناه ولوقفنا ضده، لأننا لابد أن نأخذ مبادئ إيجابية وبموضوعية.
{ المصريون يتهمونكم بأنكم وراء الهجمات الإرهابية التي تحدث في مصر من خلال دعمكم لجماعة الإخوان المسلمين؟
_ ليس المصريون بل قل (بعض) المصريين هذا سيكون أصح، فأغلبية الشعب المصري يشكر تركيا على موقفها هذا.
{ البعض يتحدث عن حلم تركيا بإحياء الإمبراطورية العثمانية ؟
_ لا.. هذا اتهام.. لكننا نرفضه.. تركيا تريد أن تكون دولة قوية، وهي لها تاريخ كما لمصر تاريخ وكما للسودان تاريخ، وفي التاريخ أن الآلاف يريدون كما كنا في التاريخ أن نعتصم بحبل الله جميعاً.
{ هل أنتم في منافسة على الدور الإقليمي مع (إيران)؟
_ نحن أثبتنا صميميتنا وإخلاصنا في التقارب مع إيران، ليس معها فقط، بل مع المملكة العربية السعودية.. نحن أردنا تصفية المشاكل مع كل بلدان الشرق الأوسط لجعلها آمنة وتنعم بالسلام وحل المشاكل…
{ (مقاطعة).. لكنكم متهمون بدعم الجماعات الإرهابية؟
_ كلا.. فنحن نريد أن نقول للسعودية لا تخافي من إيران، كما نقول لإيران لا تخافي من السعودية.. ونقول للسعودية لا تخافي من (الإخوان)، ونقول للإخوان لا تخيفي السعودية.
{ (مقاطعة).. بعض الدول لديها مخاوفها الموضوعية؟
_ للأسف الشديد هذه المخاوف شيء مصطنع يوضع أمامنا فنخاف من بعضنا بلا سبب.. يجب أن لا نخاف من بعضنا البعض، ونكون آمنين وتتوفر الثقة بيننا، وبالنسبة لنا فالسعودية إخوان لنا، وكذلك المصريون والإيرانيون، ولابد أن نحقق الأخوة بين المسلمين جميعاً ونعتصم بحبل الله جميعاً، ولا نتفرق.. هذا هو أول ما نحتاجه في عالم الإسلام.. لماذا نخاف من بعضنا البعض؟ يراد من تركيا أن تتدخل في العراق بالحرب على (داعش).. طبعا (داعش) إرهابية، لكن تركيا الآن تقاوم الدخول في هذه الحرب.. لم نتدخل في سوريا بشكل مباشر، بل دعمنا (الجيش الحر) لاعتقادنا أنه يمثل أكثرية السوريين، ونعتقد أن الشرعية سقطت عن النظام السوري بعد قتله لأكثر من (300) ألف شخص من مواطنيه، وأي نظام في أية دولة يقتل مثل هذا العدد من مواطنيه تسقط عنه شرعيته ولا تبقى بعد ذلك.. لذلك نحن لا نتدخل ونزيد المشاكل مع باقي الأمم.
{ لم تجبني عن إيران؟
_ أثبتنا صميميتنا مع إيران وفق ما قلت لك من مضامين، مع أننا نرى لها الكثير من المحاولات والعمل على نشر (التشيع)، إلا أننا نقول لها إنك لا تحتاجين لذلك، فالشيعة محترمون ونحن نحترمهم، ونحترم السنّة.. ولا نقول إننا سنّة، بل نقول نحن مسلمون، وحينما زار “رجب طيب أردوغان” (النجف) قال: (أنا لست سنّياً ولست شيعياً بل أنا مسلم.. تعالوا لكلمة سواء بيننا.. لا إله إلا الله محمد رسول الله).. لقد أثبتنا صميميتنا في مجلس الأمن حينما اعترضنا على قرار العقوبات ضد إيران، وكنا الوحيدون، بينما باعتها دول حليفة لها ولم تقف معها.. تركيا وقفت وقالت (لا) من حق كل دولة وشعب امتلاك برنامج نووي لاستخدامات الطاقة السلمية، ولكنها تعترض على امتلاك الأسلحة النووية سواء لأيران أو إسرائيل أو أية دولة على حد سواء.. وقفنا مع إيران وكان ذلك يمثل خطراً كبيراً علينا، فالناس يعتقدون دائماً أننا نخاف من أمريكا.. لم نخف ولن نخاف إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية