القيادي بالمؤتمر الوطني د. "أمين حسن عمر" (المجهر)
في حديث حول فعاليات المؤتمر العام الرابع ومسألة التجديد في الحزب
ما زلت مع خيار تقديم قيادات جديدة في كل المستويات ولست مع عملية الاستثناء!!
لا أتوقع انشقاق شخص يشارك في عملية ديمقراطية!!
إذا هُزم رأيي بطريقة ديمقراطية سأقبل بالنتيجة.. لكن ليس بالضرورة أن أتصدى لمسؤولية عليا!!
حوار– فاطمة مبارك
عقد أمس المؤتمر الوطني الجلسة الختامية لمجلس الشورى القومي، واحتشدت القيادات المعنية بقاعة الشهيد الزبير لاستكمال الإجراءات تمهيداً للمؤتمر العام الرابع للحزب الذي سينطلق بعد غد (الخميس).. وتأتي أهمية الشورى من منطلق أنها ستختار ثلاثة من الخمسة الذين تم ترفيعهم من قبل المجلس القيادي وهم: “عمر حسن أحمد البشير”، الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، بروفيسور “غندور”، “بكري حسن صالح” ودكتور “نافع علي نافع”، على أن يحصل أعلاهم صوتاً في المؤتمر العام على (50%+1)، لكن الشورى حسمت موضوع اختيار “البشير” قبل الدفع به للمؤتمر العام بنسبة تجاوزت النسبة المقررة.
بعد الجلسة الافتتاحية لاحظنا انقسام قيادات الوطني لمجموعات، وهناك نقاش مطول لم تتسن لنا معرفته، لكن وقائع الأحوال تشير إلى أنه لم يخرج عن سياق الجو العام للمؤتمر العام الرابع والانتخابات، وربما التنافس والانقسام حول إعادة اختيار “البشير” لرئاسة الحزب وكمرشح لرئاسة الجمهورية.
دكتور “أمين حسن عمر” يعدّ من القيادات المحسوبة على تيار التجديد على المستويات كافة بمن فيهم الرئيس، وقال رأيه بصراحة قبل البدء في الفعاليات إن إعادة “البشير” إلى رئاسة الحزب والجمهورية تتنافى مع روح التجديد، وقال لنا إنه متمسك برأيه، لكنه سيحترم الرأي الآخر إذا تمت العملية بطريقة ديمقراطية.
(المجهر) بعد الجلسة الافتتاحية حاولت التعرف على رؤية “أمين” وموقفه حال عدم التزام حزبه بمسألة الديمقراطية على صعيد كل المستويات، فأجرت معه حديثاً مختصراً حول هذا الموضوع.. فإلى التفاصيل..
{ اختيار خمسة مرشحين للرئاسة من الشخصيات المؤسسة للإنقاذ ومن بعد ذلك حسم موضوع الرئاسة لـ”البشير” جعل الناس يتحدثون عن عدم حدوث تغيير؟
– هذا شيء طبيعي، الزعامة أصلاً ستكون هي الزعامة المتوقعة إلا إذا كنا نريد اختيار رئيس مجلس وزراء أو منصب تنفيذي فهذا يمكن أن تكون فيه مفاجآت، أما زعامة الأحزاب فهي الزعامة الطبيعية، لذلك ظهورها أمر طبيعي ليست فيه غرابة، بعدها كل إنسان لديه صوت يعطيه من يشاء.
{ لكن الأسماء التي ظهرت بالأمس هي ذات الأسماء التي كانت متداولة حتى في الشارع العام على ضوء حديث الحزب عن التجديد؟
– اتخاذ هذه اللائحة كان القصد منه، أنه ينبغي لقيادة المؤتمر الوطني أن تتنافس وهذا التنافس الموجود، ليس حول أشخاص وإنما حول أفكار جوهرية.
{ ما هي هذه الأفكار؟
– الفكرة الأولى بعض الناس يعتقدون أن هناك مشواراً بدأ ولابد أن يستكمله من بدأه، وهناك من يعتقدون أن هذا المشوار ينبغي أن يقوده الحزب، لا نعتمد فيه على الأشخاص.
{ يبدو أن الرأي الأول يحظى بأغلبية؟
– (يبدو دا.. أنا لا أعرفه.. لم يبد لي شيء).. الناس سيصوتون، كل فرد سينفرد وحده ويصوت لشخص واحد وبعد ذلك ستظهر النتيجة.. أي تكهن سيكون مجرد تغليب رأي.
{ قبل بداية إجراءات المؤتمر العام لحزبكم نقل عنك حديث قلت فيه إن اختيار القيادة القديمة يتنافى مع روح التجديد داخل الحزب؟
– أنا لا أزال أعتقد ذلك.. آخر توصية لمجلس الشورى كانت تدعو إلى أن نعلي من سياسة التجديد والإصلاح، وقلنا في كل المستويات والآن نريد أن نستثنى مستوى.. أنا لست مع عملية الاستثناء، بل أرى تقديم قيادات جديدة في كل المستويات، وهذا رأيي ولا أعتقد أنه غريب، بل إن هناك كثيرين يعتقدون أن تقدم في هذه المرحلة قيادة جديدة حتى تتسق أقوالنا في أننا نريد تجديد القيادة في كل المستويات مع اختياراتنا الفعلية.
{ وإذا لم يتم ذلك؟
– بالطبع إذا أرادت أغلبية الشورى غير ذلك فينبغي أن ينزل الناس عند رأي الشورى.
{ من خلال ما تم هل شعرت بأن هناك مسعى لترجيح موضوع الإصلاح؟
– الصورة حتى الآن غامضة لا تستطيع أن تقول لشخص لا ترشح شخصاً.. هذا الأمر سيكون غير ديمقراطي، من حق الناس أن يرشحوا ويثنوا إن شاءوا.. بالأمس الناس طلبوا أن لا يتنازل أحد من الذين جرى ترشيحهم، لذلك جرى التصويت على كل من رشحوا واختير منهم خمسة، اليوم سيجري التصويت على كل من رشح، وأي شخص لديه صوت واحد، ما يعني أنه سيصوت لشخص واحد. لذلك سيتضح الخيار الذي ستقدمه الشورى أياً كان هذا الخيار، إذا كان يعبر عن وجهة النظر التي تريد للقيادة الحالية أن تقود المرحلة القادمة فهذه لها حججها وأسانيدها التي تعتمد عليها، أو وجهة النظر التي أتبناها وتريد تقديم قيادة أخرى للمرحلة.. أي رأي إذا جاء بالانتخابات الحرة النزيهة المباشرة الفردية ستقبل به الشورى وأعتقد أن المؤتمر العام سيقبل به.
{ هناك من يتوقعون حدوث انشقاق إذا فشل التيار الداعم لتجديد القيادة في سعيه؟
– لا أعتقد أن ينشق الشخص الذي يشارك في عملية ديمقراطية إذا فشل رأيه، لأن ذلك سيكون فيه احتقار لروح الديمقراطية، لكن بالطبع لا أستطيع أن أضمن سلوك كل الناس.. أنا شخصياً إذا تبنيت رأيي وهُزم بطريقة ديمقراطية سأقبل بالنتيجة.. ليس بالضرورة أن أتصدى إلى مسؤولية عليا في هذا، لكن سأقبل هذه النتيجة.