الوقفة
بحمد الله وتوفيقه سعدت أيما سعادة وأنا (أتوهط) بين آبائي وأمهاتي وأخواتي وإخواني السودانيين في بعثة الحج لهذا العام.. فالفضل لله وله الحمد على هذه النعمة التي أكرمني بها للمرة الأولى وبعد طول تمنٍ.. وله الحمد لأن مخططي للحج قد تغير تماماً من باب إلى أبواب أكثر اتساعاً وأكبر مساحة.. فبدلاً عن حملة حجاج الداخل قدر لي أن أكون مع هؤلاء الأحباء الذين ذكرت.. وفيهم بعض من أهلي وعشيرتي.. بل ومنهم أمي التي كانت سبب اتساع تلكم الأبواب. دارت أحداث شهري شوال وذي القعدة بسرعة شديدة، ربما لأنني كنت على وعد مع أمنية الطفولة هذه، التي كتبت ما كتبت عنها من المديح سابقاً.. وأنا اتصل تلفونياً على صديقتي “سونا موسى” وأسرتها الحبيبة- وهي أسرة تعشق مدح المصطفى “صلى الله عليه وسلم”- شكوت لها تلكم الرغبة الملحة التي تعتريني مثل ألم المخاض.. واعذروني إذ لم أجد ما هو أبلغ وصفاً من ألم المخاض؛ لأنه من أكثر الآلام إيلاماً إلا أنه سرعان ما يتلاشى بحلاوة المولود.. كنت أشكو لها شوقاً يؤرقني لأقف بعرفات وأدعو كما يدعو من أراهم بالتلفاز في كل عام في التاسع من ذي الحجة فيؤججون ناراً صلت قلبي شوقاً ويزيدونها حريقاً.. فإذا بصديقتي تجبر بخاطري بمدح استمعت له واستمتعت به عبر الهاتف.. فتقول لي (والله يا نضال بختك.. الاتمنيتيه في المديح كلو ربنا أكرمك بيهو).. نعم الفضل لله في ذلك.. ثم لأبي “خالد” الحبيب.. ثم بفضل من مدحوا هذه المدائح البسيطة التي ربما استجاب ربي لما تمنيته بها.. وعدي لكم أن أعود لهذه الزهرات العطرات لاحقاً.. ولكن ما أود أن أغلق به هذه النافذة هو شكري للسودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية شكراً يليق بما بذله بعضهم من مواقف لا تشبه غيرنا نحن.. فكم من حاج تائه وحاجة تائهة رجعوا إلى معسكراتهم دون أن يتفقد الأمراء أفواجهم أو يلحظوا غياب البعض.