نائب رئيس حزب الأمة القومي، : لم أجمّد نشاطي ولا اعتراض لي على تعيين "مريم"!!
هناك أشرار في حزبنا و(الوطني) يسعون نحو المواجهة والمصادمة!!
ليس هناك مبررات للقطيعة والخصومة بيننا و(الوطني)!!
هذه هي رسالتي لـ”محمد الحسن الأمين”…!!
أنا على يقين أن (الوطني) سيراجع نفسه ويصحح مسار علاقته بحزب (الأمة)!!
في هذه الحالة يمكن أن نعود للحوار…!!
(6+7) سارت على خطى (إعلان باريس)!!
حوار – عقيل أحمد ناعم
الفريق “صديق محمد إسماعيل” نائب رئيس حزب الأمة القومي، من أكثر قيادات الحزب الذين تلاحقهم الاتهامات، أولها أنه قائد فريق التقارب بين حزبه والحزب الحاكم.. ومؤخراً سرت أنباء عن أنه جمد نشاطه بمؤسسة الرئاسة بالحزب اعتراضاً على تعيين “مريم الصادق” نائباً لرئيس الحزب، وغيرها من الاتهامات.
(المجهر) جلست إليه بمجرد عودته من القاهرة واستقصت منه حول هذه القضايا وغيرها من راهن حال الحزب والبلد.
{ هناك أنباء بأنك جمّدت نشاطك في مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة.. ما مدى صحتها؟
– غير صحيح.
{ إذن ماذا حدث.. لعلك تحدثت عن التجميد وتراجعت عنه من بعد؟
– لم أفكر مجرد تفكير في التجميد.
{ لعل هذه الأنباء مردها إلى أنك رافض لاختيار د. “مريم” نائباً للرئيس؟
– أبداً أنا لم اعترض على تعيينها، وأنا ليس لديّ اعتراض على تبؤ أي كادر في الحزب لأي منصب حزبي أياً كان.
{ ولكنك أعلنت من قبل أنك سمعت بتعيينها من الصحف؟
– نعم علمت من الصحف.
{ ألا يشي هذا بعدم رضاك عن تعيينها؟
– أبداً.. أنا قلت لم يصدر قرار بتعيينها.
{ لكن اتضح أن هناك قراراً بتعيينها؟
– لا علم لي، أنا لازلت عند تلك المحطة.
{ هذا الكلام غير مفهوم يا سيادة الفريق.. كيف…؟
– (مقاطعة).. ليس لدي رد، ولا تعليق إضافي حول هذا الموضوع فقد قلت فيه رأيي من قبل.
{ أيضاً هناك معلومات عن اعتراضك على تولي نائب الرئيس “محمد عبد الله الدومة” ملف السلام والحركات المسلحة؟
– أبداً ليس لدي اعتراض على هذا الأمر، فحجم العمل في الحزب يفوق مقدرة أي شخص منفرد، لذلك ليس هناك أي اعتراض، فتوسيع دائرة المشاركة مطلوب جداً.
{ لم تبد أي تعليق على (إعلان باريس).. هل لديك أي تحفظات عليه؟
– لا إطلاقاً.. (إعلان باريس) هو خط حزب الأمة وأنا مسؤوليتي الدفاع عن هذا الخط. وهو خطوة مهمة جداً في طريق البحث عن السلام الشامل في السودان، والآن حزب الأمة يمضي في طريقه الذي اختطه للوفاق الوطني بتوحيد الجبهة الداخلية وتوحيد مكوناتها السياسية المدنية، ومكوناتها المسلحة، ثم التفاهم مع المجتمع الدولي لدعم هذا الحراك.
{ الآن حزب الأمة ساءت علاقته بالمؤتمر الوطني بعد أن كان الحزب الأقرب له.. كثيرون يرون أنك غير راضٍ عن هذا الوضع فأنت كنت من أشد المتحمسين للعلاقة به؟
– حزب الأمة لم يكن قريباً من المؤتمر الوطني، بل كان يعمل من أجل معالجة الأزمة السودانية، وفي هذا المنحى قد تقترب أو تبتعد من هذا الحزب أو ذاك.
{ ولكن بعض قيادات حزبك يتحدث عن أن علاقة حزب الأمة بالحزب الحاكم في أسوأ حالاتها.. كيف تنظر لها وأنت مسؤول العلاقة مع الوطني؟
– العلاقة مع القوى السياسية لا ينبغي أن تكون فيها هذه الحدة، ويجب أن تكون قائمة على الاحترام، لكن أن يعتقد حزب أنه هو صاحب الحق في معالجة قضايا الوطن والآخرون لا حق لهم، فهذه مشكلة.
{ هل أنت راضٍ عن شكل العلاقة بينكم والوطني الآن؟
– ليس المهم العلاقة بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني، بل الأهم العلاقة بين المكونات السياسية كافة للوصول إلى حل لأزمات البلاد.
{ إلى أين يمكن أن يوصل هذا التصعيد المتبادل العلاقة بينكم؟
– لا أعتقد أن هناك أسباباً لحدوث قطيعة أو خصومة بيننا والوطني، لكن بعض المسؤولين في الحكومة والوطني تجنوا واعتدوا على حزب الأمة، وحزب الأمة كعادته يبدي كثيراً من التسامح.
{ لكن فعلياً وقعت القطيعة؟
– ليس هناك سبب للقطيعة كما أسلفت.. نعم هناك سوء تفاهم، لكن القضايا لن تضيع.
{ ألا ترى أن الأمر تجاوز هذه النوايا الحسنة وأن العلاقة ستمضي إلى الأسوأ؟
– لا أعتقد هذا، وأنا على يقين أن المؤتمر الوطني سيراجع نفسه ويبدي قدراً أكبر من المرونة.
{ ما مصدر هذه الثقة.. هل تلقيت أي اتصالات من قيادة الوطني تدعم هذا الخط؟
– ليست لي علاقة شخصية بالمؤتمر الوطني، هي علاقة مؤسسات بين الحزبين، وحزبي قد اتخذ موقفاً وخطاً واضحاً وأنا ملتزم بهذا الخط.
{ هل من مؤشرات تشير إلى إمكانية أن يتراجع الوطني عن مواقفه تجاهكم؟
– نعم هناك تباين واضح في مواقف قيادات المؤتمر الوطني من حزب الأمة، ومن ردود الفعل تجاه توقيعنا (إعلان باريس)، بالمقارنة بين تصريحات “محمد الحسن الأمين” المتشددة والمهددة وتصريحات د. “مصطفى عثمان” المتعقلة. وهذه دلالة على وجود هجمة غير مدروسة على حزب الأمة، لذلك مؤكد أن الوطني سيعمل على تصحيح المسار.
{ ما هو المطلوب من الوطني حتى يصحح مسار العلاقة معكم؟
– أن يؤكد على أن قضية الوطن ليست حكراً عليه، وأنه ليس وصياً على الآخرين، وأن يعترف بأن الآخرين شركاء أساسيون في معالجة أزمة الوطن وليسوا ضيوفاً على موائد الحوار.
{ إن فعل الوطن هذا هل يمكن أن تعودوا إلى طاولة الحوار الوطني؟
– الحوار الوطني الجاد، الذي فيه الناس شركاء، وليس فيه استعلاء، وأن يكون حواراً يستهدف الحل الشامل لمشاكل البلد.
{ هل أنت متفائل بعودة العلاقة بينكم والحزب الحاكم؟
– هذا يعتمد على سلوك الوطني معنا ومع الآخرين، وأن يبدي تفهماً لدور كل حزب في بناء الوطن، وحينها ليس هناك سبب لأي توتر.
{ إن حدث كل هذا وعدتم للحوار فما هو مصير (إعلان باريس)؟
– (إعلان باريس) محطة مهمة في سبيل الوصول إلى سلام شامل، وهو إنجاز يحسب لمسيرة الحوار المطلوبة، بأن تلتقي كل مكونات الساحة السياسية مدنية ومسلحة في مائدة واحدة، وتجمع على ضرورة الحوار الجاد لتحقيق السلام.
{ ولكن كيف يمكن التوفيق بين (إعلان باريس) وخارطة الحوار التي أنجزتها لجنة (7+7)؟
– لجنة (6+7) سارت وترسمت خطى حزب الأمة وخطى (إعلان باريس)، فهي الآن ذهبت إلى أديس أبابا للالتقاء بذات الحركات المسلحة التي التقيناها في باريس ولمناقشة ذات القضايا، فما الفرق بين أن يوقع الاتفاق حزب الأمة أو غيره، وما الفرق بين باريس وأديس أبابا؟؟ لكن يبدو أن الأمر مجرد حساسية من أن يتم الإنجاز على يد حزب الأمة. ومن قبل أكد “مصطفى عثمان” في برنامج (في الواجهة) التلفزيوني حق حزب الأمة في الاتصال بالحركات المسلحة.
{ ولكن د. “مصطفى” الآن أيضاً قد انتقد (إعلان باريس)؟
– انتقده كرد فعل على تصريح الإمام “الصادق” بأننا دفنّا حوار (7+7) في (أحمد شرفي).
{ لكن في النهاية يمكننا القول إن الفريقين داخل الوطني والأمة الرافضين للتقارب والحوار بين الحزبين قد نجحا في مسعاهما.. أليس كذلك؟
– الأشرار في حزب المعارضة وليس في حزب الأمة وحده، والأشرار في الوطني يسعون للمواجهة، وهو فعل أشخاص لا ينظرون للأمور بنظرة متكاملة، ويرون أن المصادمة والمواجهة هي الحل، لكن المواجهة ستؤزم الأوضاع أكثر.
{ هل هذا اعتراف بوجود فريق داخل حزب الأمة يعمل على نسف الحوار مع الوطني؟
– أزمة الثقة بين الوطني وبقية الأحزاب هي التي تخلق هذا المزاج.
{ ما الجديد في موضع إطلاق سراح د. “مريم”؟
– أتمنى أن يطلق سراحها قريباً، لأن في هذا رسالة للتعامل بعقلانية.
{ هل لديك معلومات محددة عن قرب إطلاق سراحها بعفو رئاسي أو غيره؟
– ليس لديّ تعليق غير أني أتمنى أن يكون قد أطلق سراحها أثناء حديثنا هذا.
{ وماذا عن عودة “المهدي” من الخارج؟
– الإمام خرج في مهمة محددة، وأضيفت له مهام أخرى متعلقة بعرض (إعلان باريس) على المجتمع الدولي والإقليمي.
{ لكنه مهدد من قبل قيادة الوطني بالاعتقال حال عودته؟
– رسالتي لـ”محمد الحسن الأمين” الذي هدد باعتقال الإمام (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً.. فابشر بطول سلامة يا مربع).
{ هناك حديث عن حوار مع “مبارك الفاضل” تمهيداً لعودته للحزب؟
– لا علم لي بهذا الأمر.