حوارات

دكتور "أمين حسن عمر" لـ(المجهر) (1/2)

حزب (الأمة القومي) غير مقتنع بالحوار وخطاب “الصادق” في (يناير) أظهر عدم حسن النية
الشيوعيون حسموا تحالفاتهم.. لكن إذا اتفقنا مع هذا الحزب أو ذلك فالتحالف أو الاندماج وارد
 أنا مستغرب جداً لهذا الوضع.. والكراهية دلالة على حالة عدم الصحة في الجسد السياسي
لا أتصور أن ينتهي بنا الحوار إلى إجماع مهما امتد

حوار – فاطمة مبارك

في الوقت الذي ظل فيه (المؤتمر الوطني) يواصل دعوته للانضمام لطاولة الحوار، تفاجأ الناس بخروج رئيس حزب (الأمة القومي) من البلاد وتوقيعه اتفاقاً مع (الجبهة الثورية) بعدما كان ينتقد كثيراً من مواقفها والوسائل التي تستخدمها للوصول إلى السلطة. بعض الناس فهموا هذا الاتفاق في إطار العلاقة التي تربط السلطة الحاكمة بـ”الصادق المهدي”، وهؤلاء لم يستبعدوا أن يكون الإمام كُلف من قبل (المؤتمر الوطني) لعقد اتفاق لصالح الحوار، إلا أن آخرين اعتبروا أن هذه الخطوة تأتي في سياق رغبة “الصادق” في عمل شيء مضاد خاصة بعد أن أصبح موقف حزب (المؤتمر الشعبي) أقوى في الحوار. المراقبون من جهتهم رجحوا الخيار الثاني هو رغبة “المهدي” في الانتقال إلى مربع المعارضة وإرسال رسالة قوية للحكومة التي احتجزته قبل ذلك. (المجهر) التقت عضو المكتب القيادي بـ(المؤتمر الوطني) دكتور “أمين حسن عمر” في حوار تناول دواعي خروج “المهدي” وعقده اتفاق باريس، بجانب قضايا تخص الحزب وأشياء أخرى.. فماذا قال..
{ الحوار حتى الآن يبارح مكانه بين شروط المعارضة وتمسك (المؤتمر الوطني) بعدم الاستجابة إليها؟
– الحوار أصلاً لماذا تكون له شروط.. هل الأصل في الساحة السياسة أن تكون هناك (قطيعة)؟ نحن الآن لا نتحدث عن مفاوضات ولا تحالفات وإنما نتحدث عن حوار، والأصل حتى بين الخصوم والمتصارعين أن يكون بينهم حوار، لكن نحن لدينا معارضة عجيبة تعتقد أنها يمكن أن تكون ناشطة في السياسة لمجرد فقه (القطيعة) و(الشتيمة) و(السب)، وهذا ليس تفاعلاً سياسياً، وعجيب أن يكتب الناس عن نجاح الحوار أو عدم نجاحه وكأنه هو في حد ذاته هدف،
{ ألم يكن هدفاً في هذه المرحلة؟
–    الحوار هو وسيلة لبناء الثقة وتعزيز التفاهمات في الساحة السياسية، لا يمكن أن يكون هناك مجتمع سياسي يدور فيه نشاط دون حوار، ولا يمكن أن تكون هناك حياة دستورية أو سياسية من دون حوار، لذلك وضع الشروط لمجرد الحوار دلالة على أن الجهات التي تضع هذه الشروط لا تريد الالتزام بقواعد العمل السياسي، تريد أن تكون حركات لا دستورية ولا سياسية، تريد أن تستولي على السلطة بقوة السلاح، لا بقوة الاقتناع والتفاهم السياسي، أنا مستغرب جداً لما يدور في الساحة السياسية.
{ ما يدور هو انعكاس للحراك السياسي الموجود أليس كذلك؟
–    أعتقد أن الساحة السياسية كانت تعاني كثيراً من الالتباسات والارتباكات من وقت مبكر منذ أن أُسست على انقسام طائفي جغرافي نصفه يحمل الضغينة للنصف الآخر ولا يتعامل معه إلا مضطرباً، وهذا الانقسام بسبب الولاءات الطائفية التي لا تقبل الإقناع، هي ليست مثل القناعات الفكرية التي يمكن أن ينتقل فيها المرء من ضفة إلى ضفة، شيمتها التمترس في المواقع الذي انعكس على الساحة السياسية حتى في شكلها الجغرافي، فأصبح غرب السودان إلى درجة كبيرة أنصارياً، وشمال السودان وشرقه إلى درجة كبيرة ختمياً، وظل جنوب السودان في منزلة بين المنزلتين يرغب ولا يشارك، هذا كان وضع الساحة السياسية في الماضي.
{ ألم يشهد الحاضر تغييرات ايجابية؟
– في الحاضر ازداد هذا الوضع سوءاً، في الماضي كان هذا الانقسام داخلياً في الحاضر أصبح هذا الانقسام تغذية أجندات دولية وإقليمية للأسف رغم أن الطائفية نفسها حصل فيها تطور.
{ فيما تمثل؟
–    التطور الأول أنها ضعفت، والتطور الثاني أنها لم تكن عقائدية كما كانت في الماضي، أصبحت إلى حد ما سياسية وهذه علامة صحة نسبية، لأن السياسة مرنة يمكن أن ينتقل فيها المرء من ضفة إلى ضفة، لكن في العقيدة هذا صعب جداً، أنت رأيت كيف عندما امرأة واحدة غيرت عقيدتها زلزلت الأرض زلزالها.
{ ينطبق هذا على الأحزاب الطائفية؟
–    على كل الأحزاب، أنا تحدثت في الماضي عن الأحزاب الطائفية لأنها كانت تتقاسم الفعل السياسي المؤثر في الحياة السياسية في السودان، هذا الواقع بالطبع تغير واقع التمترس بمواقع (القطيعة)، لكن (القطيعة) الآن تطورت إلى وضع أسوأ وصل مرحلة الكراهية.
{ كيف يمكننا فهم ذلك؟
–    يعني في الأسافير تجد شخصاً لا تعرفه ولا يعرفك ولا يعرف كثيراً عن السياسة، لكن يعبر عن كراهية وبغض وضغينة هائلة حتى يستغرب المرء من أين نبعت كل هذه الكراهية والبغض؟
{ ربما نبعت من المواقف المغايرة؟
–    صحيح من الطبيعي أن يكون للإنسان موقف مغايرة لموقف الطرف الآخر أو حتى كاره له، لكن أن يتحول هذا إلى بغض وكراهية، فهذا دلالة على حالة عدم الصحة والعافية في الجسد السياسي.
{ كأنك تتحدث عن موقف بعينه؟
–    أنا ناشط وأجد هذا في المواقع، وطبعاً يمكنك أن تنظري إلى هذا المعنى عندما تري الحرب الضروس التي تدور في جامعتنا بين فريق داحس وفريق الغبراء وحتى تعرفي أن هذا غير صادق، بعض الناس يزايدون الآن عن الحوار ويقولون نضع شروطاً ويقولون الحوار دفناه في (أحمد شرفي)، ثم من بعد ذلك تجد الحوارات واللقاءات السرية دائرة، وعندما ينتقل المشهد إلى السطح لا تجد إلا مثل هذه اللغة وإلا مثل هذه المواقف والتعبيرات السياسية المضرة لأي تطور سياسي في البلاد.
{ ما تفسيركم لموقف رئيس حزب (الأمة القومي) الأخير؟
–    أعتقد أن حزب (الأمة) حتى عندما جاء إلى (قاعة الصداقة) في يناير الماضي لم يكن مقتنعاً تماماً بالحوار، لكنه كان يخاف العزلة، إذا كانت كل الأحزاب الكبرى ذات الأثر موجودة في القاعة، فإذا غاب هذا الوضع المعزول يمكن أن يسري، ثم كان هناك وضع صراعي حاد داخل الحزب بين رئيس الحزب وأسرته، وبين الأمين العام وتيار آخر وبين “مبارك المهدي” العائد، وكان هذا الوضع يشدد الضغط على السيد “الصادق”، لذلك رأى مشاركته في الحوار خاصة أنه وجد استجابة كبيرة إقليمياً ودولياً، لكن خطاب السيد “الصادق” الذي ألقاه في يناير لم يكن دلالة على نية حسنة، وإنما أثار كل القضايا الخلافية قبل موعدها.
{ هل أزعجكم موضوع إثارته للقضايا الخلافية؟
–    (ما في حد) رافض أن تثار القضايا الخلافية، لكن كان ينبغي أن تثار عندما توضع كأجندة للنقاش ليصل الناس لتفاهمات حولها هو أثارها.. لماذا أثارها؟!
{ ونحن بدورنا نسألك لماذا أثارها؟
–    أعتقد أنه أثارها ليكون رجلاً في هذا المعسكر ورجلاً في المعسكر الآخر، أنا في معسكر الحوار ولكنني في حالة مواجهة، ليس في حالة حوار وأنتم في حالة مواجهة لكنكم لا تستطيعون إلا العمل في دائرة واحدة، ويتفاخر بأنه يستطيع أن يعمل ويتفاعل في الدائرة التي فيها أهل الحكم والموالاة، ويستطيع أن يتفاعل في الدائرة الأخرى التي فيها أهل المناوئة والمعارضة هذا هو حال “الصادق”.
{ يبدو أنكم تفاجئتم بما قام به “الصادق”؟
–    هذا هو حال “الصادق”، أنا لا استغرب هذا السلوك لأنه كان دائماً هو سلوك لزعيم حزب (الأمة القومي) “الصادق المهدي”، كان يحب دائماً أن يحتفظ ببعض الأوراق.
الناس يسمون هذا الاحتفاظ بكل الأوراق.. الاحتفاظ بكل الأوراق يعني أنك لا تستطيع أن تلعب اللعبة، هذا فهمي لزعيم حزب (الأمة) قد يشاركني فيه البعض، وأعتقد أن قطاعات واسعة من الشعب السوداني باتت تدرك تماماً أساليب السيد “الصادق” وتدرك أنه يجري حسابات متعجلة تقوده إلى خطوات متعجلة، ثم يعود عن هذه المواقف إلى المربع الأول بصورة تعجل الثقة في أي تحالف أو تفاهم معه ضعيفة للغاية.
{ (المؤتمر الوطني) شارك “الصادق” في دفعه إلى هذا الخيار عندما اعتقله في وقت كان فيه من الداعمين للحوار؟
–    “الصادق” لم يعتقل احتجز بإجراءات قانونية قضائية، إلا إذا كان هناك شخص يقول إن الأفعال التي جاء بها والأقوال التي أدلى بها ليست في طائلة القانون، أما إذا كانت في طائلة القانون إلا إذا أردنا تجميد القانون عندما نتعامل مع الملأ الأعلى وننشطه عندما نتعامل مع عامة الناس.
{ رغم ذلك كان واضحاً أن هناك تقديرات مختلفة بين قيادات (المؤتمر الوطني) ربما بين السياسيين والأمنيين حول موضوع احتجازه تشير إلى انعدام الحوار الداخلي؟
–    هذا غير صحيح، أولاً هناك مكتب قيادي وقطاع سياسي يناقش قضية الحوار، هناك لجنة عليا من (10) أشخاص يقودها الرئيس تناقش قضية الحوار ليس هناك أي موقف اختلف حوله في قضية الحوار سواء أكانت الخطوات القانونية تجاه “الصادق”.
{ هل وافق مكتب “الصادق” حينها على إجراءات حجزه .. مقاطعة
–    صحيح لم تبدأ الإجراءات بقرار من المكتب القيادي، لكن عندما عرض الأمر على المكتب أجازه ولجنة الحوار أجازته باعتبار أن الخيار إما أن نقبل بحالة استثنائية يمكن تترتب عليها أضرار كبرى بقتل روح وعزيمة القتال عند المتقاتلين والقبول بالإساءة لمؤسسات الدولة وإظهارها كأنها ضعيفة وعاجزة وقابلة للابتزاز أو نضحي بأن تحصل هزة في مسيرة المضي نحو استكمال عملية الحوار.
وآثر الناس أن نحفظ هيبة الدولة وتماسك القوات المسلحة، وبهذا تتماسك شوكة الدولة وليس بالحوار الذي لا نعلم مآلاته فليس هذا صحيح.
{ إذا كان هناك اتفاق في مؤسسات حزبكم حول خطوة احتجاز “الصادق” كما سميتها الماضية.. لماذا أبدت بعض قياداتكم أسفها؟
–    الناس يشيرون إلى عبارات قالها “مصطفى عثمان” إن هذا أمر مؤسف، صحيح هذا أمر مؤسف أنا قلت هذا أمر مؤسف أن يحدث هذا، كثير من قضايا الحياة تكون مؤسفة لكن هذا لا يمنعك من اتخاذ القرار المناسب حولها، يمكن أن يقال لك هناك قرار بأن تبتر رجلك، هذا أمر مؤسف لكن لابد أن تتخذ فيه قراراً لأنك لا تملك الخيار إذا لم تبتر الرجل سيموت باقي الجسد.
{ كذلك كانت إجابات بعض قيادات (المؤتمر الوطني) متباينة حول احتجاز “الصادق” في الماضي؟
–    من هؤلاء لا تسألي أي شخص نحن نتحدث عن مؤسسات، هناك مكتب قيادي وقطاع سياسي ولجنة عليا للحوار منبثقة من المكتب القيادي يرأسها رئيس الجمهورية في ذلك الوقت الرئيس كان مريضاً وفي نفس اليوم كان يرأس هذه اللجنة السيد “علي عثمان محمد طه”، وفي نفس اليوم نوقش هذا الأمر في اجتماع حضره الأخ “علي عثمان” ما هي الخيارات وإلى أي اتجاه يمكن أن نمضي ثم نقل للنقاش إلى المكتب القيادي، صحيح يمكن الأفراد يتفاوتون لكن لا نعتد بآراء الأفراد إلا من داخل المؤسسة والذي يخرج من المؤسسة سيكون القرار الذي يلتف حوله الجميع.
{ ألا ترون أن مغادرة حزب (الأمة القومي) لطاولة الحوار يمثل مهدداً له في وقت انتم تدعون فيه إلى الإجماع الوطني؟
–    نحن ندعو إلى الإجماع الوطني، لكننا لا نستطيع تحقيق ما لا يتحقق إذا دعيت للشيء استجابة الآخرين جزء من النتيجة إذا لم يستجيبوا ما الذي يمكن أن نفعله حزب (الأمة) والحزب (الشيوعي) وكل الاحزاب كنا راغبين ولا نزال راغبين في أن يكونوا جزءاً من الحوار هذا حوار وليس تحالفاً سياسياً مجرد كلام بين الأطراف حتى نستكشف إن كنا سنتفق حول قضايا وإذا اتفقنا نتفق حول كيفية حماية هذا الاتفاق من التشرذم حتى تكون هناك أرضية يمكن يقف عليها الجميع. لا أتصور أن أي حوار مهما امتد سينتهي بنا إلى إجماع، أناس كانوا أذكى وأفضل منا ديناً والتزاما وعجزوا عن تحقيق الإجماع بين الناس في القضايا التي يختلفون حولها ليس من اليسير، لكن هذا لا يعني أن لا يسعى الناس إلى توسيع دائرة الاتفاق، لأن من دون قاعدة مشتركة يتفق عليها الناس وقواعد لإدارة الخلاف لا يمكن أن تتطور الحياة السياسية، نحن نرى في لعبة كرة القدم هناك تنافس شديد جداً يصل إلى درجة أن بعض المشجعين أحياناً ينتحرون، اللعبة كلها من غير ميدان واحد وقواعد ومرجعية واحدة لا يمكن أن تنجح، هذا هو الوضع في السياسة لأنها عبارة عن تفاعل سريع بين الأطراف لتتنافس إذا لم يكن هناك ميدان متفق عليه وأطر دستورية وقواعد متفق عليها وأشياء ممنوعة وأشياء مسموح بها، لا يمكن أن تتطور الحياة السياسية هذا مفهوم، أما أن تتحول الحياة السياسية من ميدان تنافس إلى ميدان حرب، في ميدان الحرب مهما تحدث الناس بلغة أخرى، فاللغة الأساسية ستكون لغة صندوق الذخيرة وليس صندوق الاقتراع.
{ (المؤتمر الوطني) تحدث عن إشارات ايجابية من بعض الحركات المسلحة بشأن الانضمام للحوار.. ما تفاصيل ذلك؟
–    لا أحب أن أذهب إلى تفاصيل أية اتصالات تجرى، لأسباب عديدة أولاً: الطرف الآخر قد لا يرضى الإفصاح عنها، ثانياً: الإفصاح عنها قد يجلب للتيار الذي يريد الحوار ضغوطاً تمنعه من المضي قدماً، ثالثاً: ليست هناك أية فائدة ترجى في ذلك الوقت غير إشباع فضول الناس، لذلك احتفظ دائماً بمثل هذه الاتصالات وربما تكون هذه الاتصالات والاستجابات مجرد مناورات كل هذا وارد، لذلك لا نحب أن نبدو وكأننا نقدم الطبق للناس قبل نضجه عندما ينضج الطبق سنعرضه على الناس.
{ إلى أي مدى أثرت علاقة بعض القوى السياسية بالحركات المسلحة في إقناعها بالانضمام لطاولة الحوار؟
–    لم ولن تؤثر لأنها علاقة لا تقوم على محاولة إقناع طرف بطرف آخر، هي علاقة استقواء الحركات المسلحة ترى أنها ستكون أقوى لو كان لها رديفاً سياسياً في الساحة السياسية على الأقل إذا لم يكن يتطابق معها يتوافق معها في كثير من الأفكار والوسائل، والقوى السياسية الداخلية التي تتصل بهذه الحركات تعتقد يمكن أن تستخدم هذه الحركات مطرقة على رأس الحكومة لتشكل عليها ضغطاً، وهذا لن ينفع لأن هذه الحركات جربت هذا منذ ما يسمى بـ(التجمع الوطني الديمقراطي)، كانت هناك (الحركة الشعبية) تقاتل وما يسمى بأحزابه تعمل كقوى سياسية من الداخل والخارج، ولكن هذا لم يفيدهم شيئاً، كثير من الناس في بلادنا لا يتعلمون درساً مما وقع بهم دعك أن يتعلموا دروساً مما وقع بالآخرين.
{ إلى ماذا سيصل الحوار بين (المؤتمر الشعبي) و(الوطني)؟
– هو مجرد حوار، لكن ربما نتفاءل في المستقبل نتيجة لاتفاقات حول قضايا الحوار، ونقول إن الأمور ستمضي نحو تفاهم مع هذا أو تحالف أو اندماج، كل هذا وارد ليست هناك مشكلة، نحن كنا في حالة حوار مع ا(لمؤتمر الشعبي) في أوقات متعددة، وقبل ذلك كانت هناك لجنة حوار تعمل بين الطرفين للنقاش حتى في أوقات كانت هناك فيها حدة في التعامل الظاهر بين المؤتمرين، لكن كان هناك قدر من اتصالات وتهدئة المواقف، وهذا ينطبق أيضاً على حزب (الأمة القومي) و(الاتحادي الديمقراطي).
{ والشيوعي؟
–    الأحزاب اليسارية وحدها هي التي كان تتمنع، نحن زرنا في الماضي الحزب (الشيوعي).. وكان لنا اتصال بأفراد في المؤسسة، لكن كانوا يتمنعون ويجدون أسباباً في معظم الحالات ليمتنعوا عن المضي في الحوار، نحن نعلم أنهم يثمنون علاقتهم بالحركات المسلحة أكثر من أية مبادرة داخلية، ويعتقدون أن حساسية الحركات المسلحة من أية اتصالات بالحكومة ستؤدي إلى (قطيعة) مع هذه الحركات، وهم يحرصون على العلاقة معهم أكثر من حرصهم على إنشاء علاقة مع (المؤتمر الوطني) أو (الحكومة).
{ هل ما زالت هناك اتصالات بـ(الحزب الشيوعي) للانضمام إلى طاولة الحوار؟
–    نحن على استعداد على إجراء هذه الاتصالات إذا كانوا هم على استعداد لتلقيها. هذا لا يعني أن ليس هناك اتصالاً من خلال أطراف لها صلة بين الطرفين، هذا قد يحدث لكن أنا لا أعول عليه كثيراً لأنني أدرك أن الحزب (الشيوعي) قد حسم تحالفاته في الساحة، ويدرك أن أي حوار لا يؤدي إلى نتيجة تؤدي إلى حضور فاعل للحزب لن تكون في صالحه، وسيكون هناك حضور فاعل للحزب إذا اتفقنا على فترة انتقالية لا تراعي الأوزان الانتخابية وإنما تراعي فقط الاعتبارات الأخرى لهذه الحركات التي يناصرها، أما في واقع الحال الآن وفي أية مقاربة أو تجربة ديمقراطية فالحزب (الشيوعي) حتى الآن ليست هناك أية إشارة تدل على أنه يمكن أن يزيد كسوبه في الساحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية