(رمضان في البيت إحساسو عجيب)..!!
مضت أيام من ثلث الرحمة في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. نسأل الله أن نكون من عتقاء النار.
جاء شهر الصيام والقيام والقرآن.. الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر.
أهلاً رمضان..
ولأن رمضان كريم وأحلى في وطننا الحبيب السودان، وددت أن أنقل إليكم هذه المقاطع الشعرية التي تحكي عظمة الشهر في سوداننا بلد الخير والطيبة.. هذه الأبيات الشعرية التي وصلتني عبر (واتساب) من ابن شقيقتي “محمد محيي الدين” وقفت عندها كثيراً لأنها جسدت الكرم السوداني ومعاني التكافل والتعاضد وإفطار الصائم، حيث قالت:
رمضان في البيت إحساسو عجيب
اتوضأ أبوي وكورك يا ود
شمس الله هديك هسي بتغيب
شيل الفرشات.. ناديهو أخوك خليكا قريب
يا يمة أرح.. وين الليمون جك الآبري؟؟ يا ود أصبر جاهز وقريب
ونشيل ونخت ونخت ونشيل
فوق الشارع مرقوا الجيران اترصوا صفوف
يا حاج التوم كيف كان اليوم.. مالك يا حاج وشك مختوف؟؟
اتفضل جاي يا ود العم ويمين حرم ياخ إنتو ضيوف
صوت الأذان.. باسمك يا رب انبلَ الريق
وحلاة القعدة وسيرمس شاي والجبنة بجاي والكيف ملهوف
ونشيل ونخت ونخت ونشيل
أولاد الحي شالوا الباقات والنوبة وطار حاج إبراهيم
يا صايم قوم اتسحر قوم خليك هميم
يا صايم قوم ليك قيم
رمضان في البيت إحساسو عجيب
رمضان يا ناس طوالي كريم
حقيقة رمضان (إحساسو عجيب).. والإحساس العجيب هذا ينبع من انتظارنا لهذا الشهر ونحن نحسب الأيام قبل دخوله، وعندما يهل علينا نحسبه بالأيام والأسابيع والساعات والدقائق، وعندما يؤذن الأذان تغمر الفرحة قلوبنا وتنير وجوهنا، ونكون أكثر فرحة ونحن نطعم أو نساهم في إفطار صائم لأن من أفطره له أجره كما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
أتمنى أن يكون هذا الشهر الفضيل فرصة كبيرة للتسامح وإزالة الغل من النفوس وتناسي المرارات التي بالدواخل والتي من شأنها أن تزيد من فجوة الخصام.. فالدنيا ساعة نتمنى أن نعيشها ونحن حلوين متحابين في الله ورسوله، نتذكر فيها المواقف البطولية لقدوتنا محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلم” وقد لاقى ما لاقى في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وآخى وأصلح بين المسلمين وبين القبائل المتنازعة وأزال الغبن بينها حتى صارت كالبنيان يشد بعضها بعضاً.. أتمنى أن يكون فرصة لنتصدق ونكون أجود وأسرع من الريح المرسلة، فكم من أسر لا تجد ما تفطر به لكنها صامتة متعففة.. يجب علينا أن نبحث عن هؤلاء لنطعمهم ونفطرهم.
حقيقة كم أنا حزينة جداً لاختفاء الأشياء الجميلة التي عرف بها السودان وخروج الناس بالأحياء للإفطار بالشوارع، العادة التي كانت سائدة وجسدتها الرسالة في مقدمة هذا المقال.. نعم هنالك أحياء ما زالت محتفظة بهذه القيمة الإسلامية السمحة رغم الفقر وارتفاع الأسعار.. نسأل الله أن تعود لمجتمعنا كل الأشياء الجميلة التي فقدها حتى تصبح إرثاً وأدباً يدرس في المدارس، وللأجيال القادمة.
ونقول: (رمضان في البيت إحساسو عجيب).