حوارات

المخرج "الفاضل سليمان": طموحي يمتد إلى (هوليوود) وفكرة العودة للوطن تركتها للأقدار

“الفاضل سليمان إبراهيم” مخرج تلفزيوني من طراز فريد خريج كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان، تخصص في الدراما التلفزيونية وعمل بالفضائية السودانية لمدة (20) عاماً، من أبرز البرامج التي أخرجها للتلفزيون القومي (عزيزي المشاهد) (طبيعة الأشياء) (كل الجمال) (مشوار ساعة) (إيقاع الصباح) (برنامج الرياضة) (الحقل والعلم) (كل الألوان) (مساء الخير) ، أكمل دراساته العليا في الإخراج التلفزيوني بالقاهرة
والآن يعمل مخرجاً بمجموعة قنوات المجد السعودية ومديراً للإعلام بمؤسسة زاد لخدمات الحاسب الآلي والإعلام. التقيناه عبر مكالمة هاتفية فخرجنا منه بهذه الإفادات.
} في البداية قلنا له لماذا الهجرة في وقت انتشرت فيه العديد من المحطات الفضائية والإذاعية ؟
– قررت الهجرة مثل كل مبدع ضاقت به مواعين الإبداع وضيقت عليه سياسات المحسوبية والإقصاء والحصار الذي فرض علينا في لقمة العيش، حيث استأثر بالساحة أصحاب الولاء السياسي والانتماء الحزبي وأنصاف المواهب، خاصة في مجال الإعلام الذين ولجوا إليه عبر الشباك وجسور السياسيين أو اقتسام الثروة والسلطة. وهذا المصطلح معروف لديهم حيث تفشى النفاق والتطبيل.
} معني هذا أنك (قنعت من خير في الإعلام الداخلي ) ؟
– بالمناسبة كل القنوات السودانية التي ترونها ليس لديها أي إمكانيات أو معينات عمل تضمن استمراريتها أو استقرار العاملين فيها ، لأن الإنتاج الإعلامي ليس لعباً .. بل هو إمكانيات ومعدات حديثة وصرف بميزانيات مفتوحة ليتحقق الإبداع المنشود، وإن استمرت القنوات لبعض الوقت لن تصمد للسنين القادمة لأني أعرف ماذا يعني إنشاء قناة وإنتاج إعلامي محترف.
} لكن الواقع يؤكد بأن المحطات الفضائية السودانية تحظى بمشاهدة عالية ؟
– أغلب هذه القنوات يعمل بها الباحثون عن الشهرة والهواة والذين يستمتعون عندما يجلسون في المنزل ويرون أسماءهم تظهر في تتر البرنامج … بغض النظر من أنهم يعانون شظف العيش أو عدم الإحترام في مهنتهم التي يحاولون الدخول إلى بحرها العميق.
} وما هي الأشياء افتقدتها أثناء فترة عملك داخل السودان وتوفرت لك بالخارج ؟
– أولها الاحترام والتقييم احترامك كمبدع .. وإحترام منتوجك الإبداعي الذي تقدمه ..دوون قدح أو حقد أوحسد … أنا الآن أعمل حسب مقدراتي الإبداعية وطموحاتي دون مجامل، لأن النظرة تخصصية بحتة.
} ماهي المحطات الخارجية التي توقفت عندها وماهي الأفضلية في كل مكان عملت به؟
– محطات خارجية عديدة توقفت عندها منها شركات إنتاج متخصصة مثل إنفنتي للإنتاج التلفزيوني والرؤية وميض للإنتاج الإعلامي، ونهلت من طريقتهم الإنتاجية الاحترافية .. ثم انتقلت إلى مجموعة قنوات المجد الفضائية وهي أكثر من (14 قناة تلفزيونية تخصصية تعمل في مجال الإنتاج التلفزيوني المتكامل، منها قنوات للأطفال من سن (3) سنين إلى (7) وقنوات للأطفال من سن (7) إلى (14) وقنوات للدراما وقنوات للمنوعات وقنوات للثقافة وقنوات علمية وقنوات للفقه والحديث والدين بصورة عامة.
} نتوقف معك قليلاً عند محطة المجد الفضائية؟
– كانت تجربة ثرة تعاملت فيها مع مخرجين من مصر ومن سوريا ومن الأردن ومن السعودية وجنسيات مختلفة، وكانت محطة قنوات المجد محطة مهمة في حياتي حيث فتحت لي مجالات التعرف على نماذج مختلفة من الإنتاج التلفزيوني وفتحت لي مجالاً عريضاً من العلاقات في هذا المجال الجميل.
} هل استطعت منافسة المخرجين من الدول العربية الأخرى؟
– أثق في مقدراتي ونافست بشفافية واجتهاد وعلمية وإلا لما صعدت لمركز مدير إعلام بمؤسسة أكبر إختارتني من ضمن أكثر من (40) مخرجاً آخرين.
} ماهي الصعوبات التي واجهتك في بداية الأمر؟
– لا صعوبات تواجه المبدع إذا كان يجيد لغة المهنة، لأن الإعلام مهنة عالمية إذا كنت تمتلك أدواته يمكنك أن تعمل في أمريكا أو الهند أو أي دولة عربية. المهم أن تكون تمتلك الخبرة والحنكة لخوض التجارب مع شخوص من مختلف الجنسيات.
} ماهي آخر أعمالك الإخراجية ؟
– الآن أعمل في مسلسل سعودي ضخم بعنوان المحمية يشارك فيه مجموعة من الدراميين من السعودية ومن بعض دول الخليج ومن جمهورية مصر.
وأيضاً قطعنا شوطاً كبيراً لتحضير فلاشات درامية سوف تبث في شهر رمضان.
} وماذا عن مسيرتك الداخلية؟
– مسيرتي الداخلية في السودان أحترم فيها مؤسسة التلفزيون كمؤسسة علمتني وجعلت مني المخرج الذي تعرفونه، وأركز هنا على مؤسسة التلفزيون الأصلية وليس الشخوص الذين تربعوا على عرشها زوراً وبهتاناً … أحترم “بشير كندة” صاحب الخطوط المميزة وأحترم “محمد قيلي” و”محمد شبكة” في هندسة الديكور. أحترم أستاذي “سيد محمود” الرجل الطيب، أحترم “بدر الدين حسني” أحترم “محمد الحسن السيد”، أحترم “كردش” و”شكر الله” و”عبادي محجوب” وكل زملائي المخرجين النظيفين. أحترم “متولي موسى” له الرحمة أحترم “وفاء بابكر” و”فايزة بخيت” و”عوض الفكي” و”سالم بلاتوه” و”أحلام الطاهر” و”عبد الرحيم” و”محمد إدريس” في المكتبة و”جويرية” و”كمال منزول” والراحل “النذير إبراهيم” وزوجته “منى عيسى” أحترم المصور الخلوق “إبراهيم عبد الجليل” و”رضوان عبد الجليل” و”محمد صالح” و”عيسى زرارة” و”محمد عيسى”. أحترم الراحلين “عاطف كامل” و”طارق فريجون”. أحترم “أسماء هارون” أول من علمتني كيف أجلس على دسك الإخراج .. أحترم دكتورة “سهام الخواض” لمواقفها النبيلة، أحترم قسم التنسيق كاملاً، أحترم في المنوعات “يس إبراهيم” و”محمد الأمين الشريف” و”صلاح الشايقي” وغيرهم من المحترمين الذين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم .هؤلاء محطات في حياتي لم أسمع منهم ولم يسمعوا مني غير كل الخير، وهم من علموني كيف أكون مخرجاً أمثل السودان خير تمثيلاً وأكن لهم كل الاحترام والتقدير.
} أخيرا ألم تفكر في العودة لأرض الوطن؟
– كلنا نحب الوطن ومقرن النيلين والجريف واللوبيا ومدني والقضارف والأبيض وربوع كسلا، ولكن فكرة العودة للسودان تركتها ذلك للأقدار، ورغم أنه لا توجد أي مغريات بالعودة وخرجت مجبراً ولكن رب ضارة نافعة، فأنا ندمت الآن بأني تأخرت كثيراً في الخروج إلى براحات عريضة للإبداع بل لدي طموحات ممتدة حتى “هوليود” ولا مستحيل تحت الشمس ولا سقف لطموحاتي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية