شيء عجيب !!
قبل أن يهل علينا شهر الخير والبركة بدأت الأسعار ترتفع بدون مبررات تذكر، لأن السلع التي ازدادت سعرها لا علاقة لها بالدولار والذي أصبح شماعة لارتفاع الأسعار.. كل السلع ارتفعت أسعارها بدءاً من (الخضر) و(الفاكهة) إلى أعلى قائمة عدا سلعة البصل والتي مازالت تسجل انخفاضاً كبيراً يوماً بعد يوم بالرغم من الإقبال الكبير عليها من قبل ربات البيوت بتجفيفه وقليه وتحميره تارة أخرى والاحتفاظ به في الثلاجة مجففا ومقلياً ومحمراً، ولو كانت هنالك حاجة أخرى للاستفادة من البصل لاعتمدت عليها ربات المنازل لأنهن أكثر الناس تضرراً من ارتفاع أسعاره خلال الفترة الماضية والتي وصل فيها سعر الربع منه لأكثر من (40) جنيهاً مما جعل كل المزارعين الاتجاه لزراعة البصل حتى في الولايات التي كانت لا تزرعه، وجاء الإنتاج وفيراً وانعكست الوفرة في انخفاض الأسعار وتضرر المنتجون.
الغريب في الأمر أن البصل هو السلعة الوحيدة التي انخفضت أسعارها بالوفرة، وسلع كثيرة جداً أسعارها لم تنخفض بل تزداد ارتفاعاً يوماً بعد يوم الأمر الذي يؤكد أن سلعة البصل تضررت أكثر بالوفرة والإنتاج الكبير، وتضرر منتجوها من الأسعار المتدنية والخسارة الكبيرة ستنعكس في الإنتاج الموسم المقبل وسيحدث شح في الإنتاج وسينعكس الشح في ارتفاع الأسعار.. فالبصل هو السلعة الوحيدة التي لا تحتمل التخزين وما في أية طريقة لتخزينه اللهم إلا إذا تم كما ذكرت تجفيفه وتعليبه، وهكذا الطماطم ارتفعت أسعارها بنسبة (100%)، فبعد أن بلغ الكيلو (5) جنيهات تجاوز الآن الـ(10) جنيهات وكذا (العجور) و(الليمون).. (3) ليمونات بجنيهين ودا قبل رمضان ففي رمضان يزداد الإقبال عليه.. الفراخ قفزت أسعاره بصورة كبيرة جداً وكذلك أسعار البيض، وعندما سألنا أصحاب الدواجن ومزارعها عن الأسباب قالوا السبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار الأعلاف وارتباطها بالدولار.
كتبت في مساحة سابقة وتساءلت عن علاقة ارتفاع أسعار الطماطم بالدولار، رد عليّ أحد منتجي الطماطم بعشرة من متطلبات سلعة الطماطم يتم استجلابها بالدولار.. ضحكت كثيراً وصمت.
فالزراعة تحتاج لدعم كبير من قبل الدولة وذلك إذا أردنا إنتاجاً غزيراً ومستداماً طوال العام، أما أن يترك لاجتهادات المنتجين والمزارعين، فهذا لعمري سينعكس على الأسعار وارتفاعها.. أيضاً لابد من وضع حد للدولار وارتفاعه فعدم ثبات سعر الصرف والفجوة الكبيرة بين السعر الرسمي والموازي هي التي أخلت بالاقتصاد وجعلته غير مستقر، وانعكس جل ذلك في اعوجاج الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم، وبالتالي ازدياد حدة الفقر لكون المواطن لا يستطيع توفير أبسط متطلباته الحياتية الأمر الذي أدى إلى دخول أعداد مؤهلة من المواطنين إلى دائرة الفقر وتوسعت دائرته الفقر، فالاقتصاد رغم المعالجات التي توضع، إلا أننا لم نحس بالإصلاح طالما أن الأسعار مرتفعة والدولار متصاعد والجوع حاصل والفقر دخل كل البيوت بلا استئذان.. لم يطرق الباب ليسمح له بالدخول أو لا يسمح له بل دخله وهو يعلم تماماً أن هذا هو مكانه الطبيعي، بمعنى أن البيت الذي دخله كان بحاجة إلى من يصنفه فقيراً وقد كان..
شيء عجيب!!